محمد الشهري
** مما لا شك فيه أن للوقار هيبة تلقائية يستشعرها المرء كلما راودته نفسه للحديث عن قيمة أو قامة عملاقة ما.. فما بالنا حينما يقترن الوقار بالإبهار، لذلك عندما أعيت الداهية: (نزار قباني) الوسيلة في بلوغ مرتبة الإنصاف لمن يعنيه ويستحقّه قال مقولته الشهيرة: (الصمت في حرم الجمال جمال).
** وبما أن حديثنا اليوم سيكون عن كبيرآسيا وزعيمها (الهلال)، إذ لابد من الحديث، فمن الطبيعي والبديهي أن يعتري حديثنا الكثير من القصورعن بلوغ مستوى وحجم ما بلغه من شأن أعيا الفلاسفة والشعراء والمفكرين.
** ليس لأنه يحقق البطولات، فالبطولات مشاعة ومتاحة للجميع، فقد حققتها، وقد تحققها فرق أقل إمكانات من تلك التي تحظى بأكبرقدر من الترشيحات، وما ذاك الاّ أحد نواميس كرة القدم وعجائبها.
** ولكن لأنه ظل عصيّاً في وجه المحاولات الرامية للحدّ من نهمه بالأمجاد، ومن شغفه بالأولويات، ومن تشبّثه منفرداً بالقمة.. والحق أن بعض تلك المحاولات قد نجحت إلى حدٍ ما في مساعيها عند بعض المنعطفات.. ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً في إيجاد البديل، حتى في ظل ذلك التجييش والتوظيف الإعلامي الهستيري، وذلك لسبب بسيط جداً، وهوأنه: ليس كل من امتطى الخيل خيّال؟!.
** لذلك أضحى من المألوف والمعروف لدى القاصي والداني، مشهد التعاقب الموسمي للفرق التي تنافسه على مدى عقود، فيما ظل هو الثابت.
** هذا عدا مظاهر التفاف أنصار تلك الفرق بكافة أطيافهم مع بعضهم بعضا في سبيل دعم المنافس الموسمي للزعيم إعلامياً وجماهيرياً ووجدانياً، بدليل البؤس والوجوم الذي يخيم على سحنات (مهرجي الدكاكين الإعلامية الصفراء) عند كل منجز أو حضور للزعيم؟!.
** مباراة نهائي كأس سمو ولي العهد الأمين -يحفظه الله-، لم تكن الأولى، ولا حتى المائة، ولن تكون الأخيرة - بحول الله وقوته - التي يقترن فيها وقار الزعامة بإبهار الأداء، بسخاء العطاء الذي أخفى معالم المنافس الكبير، وأذهل مهرجي استوديوهات (طقها والحقها)؟!.
** من جماليات النهائي الكبير هو ذلك التواضع الذي جسده وجه السعد الأمير (نواف بن سعد) وباقي أعضاء الإدارة عقب تحقيق اللقب السابع والخمسين، فلم يُنتقص من حق أحد، ولم يُسأ لأحد، لا بالفعل ولا بالقول، ولاحتى بالتلميح، وهكذا هم العظماء دائماً.
** بالمناسبة: عندما شاهدت الصور المتداولة عبرمواقع التواصل الاجتماعي لمقارنة أساليب التعبير عن الفرح بين الهلاليين وغيرهم قلت: الحمد لله، مازال، وسيظل الهلال بخير -إن شاء الله-.
** على أن مظاهرالمخاشنات العنيفة التي مارسها بعض لاعبي الأهلي بحق نظرائهم في الجانب الهلالي، ووقوف التحكيم حيالها موقف المتفرج بدليل تخلّف نصف عناصره عن مرافقة الفريق إلى طاشقند في مهمته الآسيوية بسبب تلك الإيذاءات، هذا فضلاً عن كوارث (العكبري ومرعي) الأخرى التي لاداعي للتذكيربها، كل تلك المشاهد والوقائع، كانت كفيلة بإفشال المناسبة الغالية لولا أن (الزعيم) قد تكفّل بإنجاحها وإنقاذ الموقف- كالعادة - من براثن الفشل الذي كان يُراد لها أن تؤول إليه؟!.
** خالص التهاني والتبريكات لعشاق زعيم نصف الأرض وكبيرها بكافة أطيافهم.