محمد الشهري
بعيداً عن العواطف، وعن الانتماءات القبلية والمناطقية وما في حكمهما، وحتى عن الانتماءات الزائدة عن المعايير المقبولة للألوان.. أراني اليوم، ومن منطلق أمانة الكلمة، أكثر ميلاً وانتصاراً واحتراماً لموقف الكابتن (سعد الشهري) مدرب منتخبنا للشباب على خلفية رفضه المغامرة بمستقبله الفني إرضاءً لزيد أو عبيد، أو انسياقاً خلف بريق التجربة الذي قد لا يأتي.
فمن الواضح أن الكابتن (سعد) قد اكتسب من شموخ وإباء جبل (منعا) ما منحه القدرة على التعامل مع الموقف برؤية أكثر بصيرة وحصافة، وأعلى مثالية.
فلم (تزغلل) بصره ووجدانه مشاهد (الزفّة) والهيلمانات و(السيلفيات) التي تنتظره جرياً على العادة، كتلك التي حظي بها (كانافارو) ومن سبقوه.. بل تعامل مع الموقف كما ينبغي لـ (شاب) في مقتبل العمر، وعلى أعتاب مستقبل يبشر بمقدم موهبة فنية وطنية نحن بأمسّ الحاجة إلى العديد منها لقيادة كرتنا فنياً، ولا سيما في ظل سلسلة تجاربنا المريرة مع (الخواجات) وعلى مدى عقود.
وبهكذا عقلية ناضجة، يمكننا الاطمئنان إلى أن مستقبل منتخبنا الأول موعود بقيادة فنية وطنية قادمة تمتلك من مقومات النجاح الشيء الكثير - بإذن الله تعالى - ممثلة بالكابتن (سعد الشهري) وأمثاله.
صداع في صداع
كإجراء روتيني، كتبت هذا الموضوع ومن ثم بعثته للزملاء في الجريدة قبل سويعات من إقامة نهائي كأس سمو ولي العهد بين الهلال والأهلي، ما يعني أن نتيجة اللقاء وسير الأمور في حينه ما تزال في علم الغيب، إلا أن الأمر اللافت الذي أخذ في بسط واقعه على نطاق أوسع من الساحة في الآونة الأخيرة، هو طغيان همّ الجانب التحكيمي على ما عداه من جوانب قبل إقامة أي مناسبة كهذه، أهمها بطبيعة الحال الجوانب الفنية، وموازين القوة والضعف لدى كل طرف من طرفي اللقاء، وحظوظ كل منهما؟!.
هذه المشكلة - أعني مشكلة طغيان الحديث المسبق عن الهم التحكيمي - لها ما يبررها، وذلك بالنظر إلى حجم الأخطاء التحكيمية التي تحدث خلال مجريات الكثير من اللقاءات الدورية على غرار مباراة (الهلال والفتح ) أو حتى التمهيدية من عينة مباراة (ضمك والأهلي) على سبيل المثال.. والذي عزّز من بسط المخاوف على نطاق أوسع من الساحة، وبالتالي ارتفاع وتيرة التوجس، هو عناد وإصرار الجهات ذات العلاقة على فرض هذا (الصداع) من خلال رفضها إيكال المهمة للتحكيم الأجنبي، درءاً للقيل والقال، وتجنباً لتبعات ما قد يحدث من سقطات ستزيد - بلا ريب - من حجم الصداع الحاصل.
كل ما أرجوه أن يكون الكابتن (مرعي عواجي) قد أفلح من خلال إدارته لهذا النهائي الكبير في تعديل ما يمكن من الاعوجاجات التي لازمت الكثير من محطاته التحكيمية.
هل يفعلها عيد؟؟
أحياناً تجود الظروف ببعض الفرص المعتبرة للمعنيين بها متى ما استثمروها بذكاء وحنكة، كإعادة ترتيب الأوراق، أو للإصلاح، أو اتخاذ مواقف مشرّفة، أو التضحية ببعض الحقوق أو المكاسب الخاصة خدمة للمصلحة العامة.
القصد: بما أن الحاجة ملحّة، وتقتضي التبكير بإجراء انتخاب إدارة قادمة لاتحاد اللعبة في سبيل أن تبدأ أعمالها بالتزامن مع بدء الموسم القادم كإجراء عقلاني من شأنه أن يساعد على ترتيب الأمور للمهمة القادمة، كما ينبغي بدلاً من أن تبدأ مهماتها أثناء معمعة الموسم فتصبح بذلك في موقف مشابه لموقف (معيّد القريتين).
وبما أن تجربة الإدارة الحالية بقيادة الكابتن (أحمد عيد) لم تثمر، ولم تصب من النجاحات المأمولة والملموسة ما يحفز على التشبث بمسألة المضي إلى آخر رمق من المدة حتى وإن كان النظام في صفها.
وهنا لا أحتاج إلى دليل على أن مثل هذه الاحتياجات ذات الأهداف العليا، إنما هي بمثابة المحك الذي تظهر وتتجلّى من خلاله المعادن والمواقف على حقيقتها، والتي يتبيّن ويتضح من خلالها مدى تغليب المصلحة العامة على الخاصة.
فهل يفعلها الكابتن (أحمد عيد) ويعلن انتهاء فترة رئاسته بنهاية هذا الموسم، تضحية وخدمة للشأن العام، فيسجل بذلك أحد المواقف المشكورة التي سيخلدها التاريخ، والتي من شأنها أن تجبّ كلما واكب المرحلة من إخفاقات؟؟.
صدقوني: سيفعلها (أبو رضا) لأنه يمتلك من الحسّ الوطني ما يمكنه من اتخاذ القرار الصحيح، وهذا يكفي بالتأكيد.