محمد الشهري
** من المعلوم أن من شأن الأزمات أن تكون مدعاة للتعلّم والعمل على إيجاد البدائل سواء بداعي المحافظة على المكتسبات، أو في سبيل عدم تفاقم الأضرار وبالتالي فقدان وسائل إضافة المزيد من تلك المكتسبات.
** ولعل من محاسن الأزمة المالية الخانقة التي حلّت بالكرة السعودية مؤخراً -إن كانت لها محاسن- هو أنها قد أتت في وقت ليس لديها ما تخسره سواء على صعيد الأندية، أو على صعيد المنتخبات، وهذه حقيقة ماثلة، ولا مجال للمكابرة.. أي أن هذه الأزمة لن يكون لها ذلك التأثير القوي على صعيد المكتسبات، أعني خلال العقد والنصف الأخيرين، وبذلك ينطبق عليها المثل الشعبي الدارج الذي يقول: (وش تاخذ الريح من البيت الخرب)، وربما لا أبالغ إذا قلت إنها قد جاءت لتشكّل الشماعة لعدد من (المهايطية) والفاشلين الذين سيجدون فيها ملاذاً للتهرب من نتائج سوء تدابيرهم إن كان على مستوى الأندية، أو على مستوى اتحاد اللعبة؟!.
** نعم: كنا سنواجه مشكلات كبيرة جداً نتيجة هذه الأزمة لو كانت أوضاعنا أفضل مما هي عليه الآن، أي لو أننا كنا ما نزال نمسك بتلابيب التأثير القوي في المشهد القاري والإقليمي والدولي، فنياً، ونتائجياً، وإدارياً، ومنجزاتياً.. أما والحال كما هو عليه الآن فالأمور (سلامات).
** وهذا لا يمنع من القول إن ما حدث ربما يكون وسيلة وفرصة مواتية لإعادة ترتيب الأوراق، وترشيد الهياط؟!.
لمصلحة مَن يقتلون المتعة؟!
** من المتعارف عليه أن الجماهير، بحضورها وتفاعلاتها الإبداعية، إنما تشكل واحدة من أهم وأبرز جماليات كرة القدم، وأنها -أي كرة القدم- بدون هذه الميزة كالطعام بدون ملح.
** لهذا أتساءل بكل مرارة: لماذا يتفانى ويتفنن الإخراج التلفازي للمباريات التي يخوضها (الهلال) تحديداً في تجاهل الحضور الجماهيري الكثيف، فضلاً عن التعتيم والعمل على تحجيم الكثير من الجوانب الإبداعية التي تجسدها تلك الجماهير في سبيل دعم فريقها، وفي سبيل إضفاء المزيد من التشويق والمتعة للمشاهد؟!!.
** بحثت لعلي أجد ما يبرر تلك الممارسات فلم أجد سوى أنه (الكيد) والتعصب الزائد عن المعدّل الذي تسمح به مقتضيات الميل للألوان؟!.
** فإذا كانوا يرون بأن في ذلك عزاء للأندية المفضلة عن تقاعس جماهيرها عن الحضور مراعاة للنفسيات، فهم بذلك يرتكبون خطيئة بحق تلك الأندية على اعتبار أن إبراز الحضور الجماهيري والاحتفاء به، إنما من شأنه أن يحفّز الجماهير المتقاعسة للحضور، أما إذا كانوا يرمون من وراء ذلك إلى محاولة فرض حالة (مزيّفة) من التوازن الجماهيري من خلال تلك الأساليب فهم واهمون، وذلك لأن تعدد الوسائل ومن ثم سهولة نقل الصورة كاملة تلقائياً دون تدخل، قد أضحت كفيلة بفضح وتعرية من يقفون وراء مثل هذه الممارسات التي أكل عليها الدهر وشرب، فهلاّ تدارك هؤلاء وضعهم التعيس ولو بقدر يسير من إنصاف الضمير المهني لا سيما وقد فشلت مهمتهم؟؟
شوارد
** لأول مرة أجدني أكثر ميلاً وانسجاماً مع أمنية تتنافى تماماً مع أخلاقياتي ومبادئي وهي: أن أشاهد الظلم التحكيمي يقع عياناً بياناً على فريق ما، وكان ذلك أثناء مباراة المنتخب الياباني الأولمبي أمام نظيره العراقي منذ أيام، إذ تمنيت خروج الياباني على يد حكم المباراة، لا لشيء سوى أنني قرأت أن اليابانيين كرموا الفاسد (نيشيمورا) على خلفية مهزلة سيدني، فتمنيت أن يتذوقوا مرارة الظلم.
** حادثتان وقعتا في وقت متقارب، الأولى كانت حادثة السير التي تعرض لها اللاعب النصراوي السابق سعود حمود (شفاه الله)، إذ تسابق الجمهور الهلالي بقضّه وقضيضه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركة ذويه قلقهم والدعاء له.. الثانية تتمثل بالمقطع التمثيلي المنتشر للكابتن محمد عبد الجواد، إذ سرعان ما انبرى بعض النصراويين لتوجيه تهمة النيل من عبد الجواد لجمهور الهلال، هكذا مباشرة ودون مقدمات، وهنا يتجلى الفرق بين ثقافة وثقافة، وبين بيئة وأخرى.
** (سعيد المولد) اللاعب السعودي الوحيد المحترف خارجياً، لا أرى له أي ذكر في إعلامنا على مختلف وسائله وتخصصاته، عسى المانع خير؟!!.
** لست مع أو ضد (خالد البابطين) ولكنني مع حقيقة أن ملابسات تعيينه ومن ثم (لحس) القرار بتلك السرعة والكيفية، والخلفية التي بُني عليها قرار اللحس، إنما تؤكد على المنحدر السحيق الذي أوصلتنا إليه الانتخابات وما أدراك ما الانتخابات، أي أن الشق أكبر من الرقعة؟!.
** في مباراة الأهلي والتعاون حدثت بعض المخالفات التي أغفلها (العواجي) استفاد الأهلي من بعضها في تسجيل هدفه الثاني مثلاً، وأكمل (الفودة) الحكاية بعدم التطرق لها كالعادة.