محمد الشهري
** هل يحتاج الفاشل في أداء عمله إلى عقد البرامج والندوات التلفازية سواء كان الغرض منها البحث له عن مبررات فشله، أو محاولة إيجاد (شبهات) إيجابية من شأنها أن توجِد قدراً من التوازن ، أو كان في سبيل إقناع المتلقي بثبوت ذلك الفشل ؟! .
** أو يحتاج الناجح إلى مثل هذه الحفلات للتعريف بأوجه نجاحاته ؟.. كلا .
** ذلك أنّ النتائج وحدها هي من تجيب عن كل الأسئلة إن كانت ثمة أسئلة ، لأن النهار لا يحتاج إلى دليل، ولأنه من (العبط) أن تُثار التساؤلات فقط من أجل الإرباك والتضييق على من يجيدون فن فرز الغث من السمين دون الحاجة إلى هيلمانات ، وإلى حفلات الثرثرة البرامجية السمجة ؟!! .
** (اتحاد عيد) بالإجماع فشل فشلاً ذريعاً في الوفاء بما التزم به من وعود انتخابية ، كما فشل فشلاً ذريعاً في تعويض ذلك الفشل ولو بقدر يسير من النجاح في جوانب أخرى أقلّ كلفة من الوفاء بتلك الالتزامات ، أقلّها إقناع الرأي العام الرياضي بعدم الانحياز حدّ (الارتماء) في أحضان الذين دعموه ونصّبوه على حساب المهمة الأكبر والأسمى، وقِس على ذلك ما شئت من كوارث ، ولهذا كان لابد أن يفشل ؟!! .
** فالمهمة كانت أكبر من أن يتصدّى لها أشخاص وضعوا نصب أعينهم استثمارها لتحقيق مصالحهم الخاصة، بين من اتخذها جسر عبور لبلوغ مناصب قارية، وبين من اعتبرها فرصة سانحة لإعداد وتجهيز نفسه للاستحواذ على الكيكة كاملة في المرحلة القادمة، وبين من عمل على خدمة ميوله ، وجميعهم نجحوا في مساعيهم تلك، ولا حاجة بنا إلى التفصيل ؟!! .
** المضحك أنّ الذين أخذوا على عاتقهم مهمة المنافحة والدفاع عن هذا الاتحاد وفشلاته، وبعد أن أسقط في أيديهم، وبعد أن حاصرتهم وحجّمتهم الحقائق، لجأوا للبحث عن مخارج (مضحكة) في سبيل صرف الأنظار عن جوهر الفشل ومكمنه ؟!.
** بين من يباهي بالقول: يكفي أننا نجحنا في إجراء انتخابات وكأننا حققنا معجزة غير مسبوقة ، أو كأن الغرض لا يتجاوز إجراء انتخابات والسلام ، هذه المقولة العبقرية ذكرتني بمقولة (العملية نجحت لكن المريض مات ) !! .
** وبين من يحاول إيجاد متاهة تتعدد فيها المداخل والمخارج، من خلال اختراع بعض التساؤلات (البليدة) وطرح علّها تساهم في تشتيت وتشعّب الأمور من عيّنة: ما قام به هذا الاتحاد من أساليب تجاه الكثير من القضايا وما ترتب عليها من انتقادات وتجاذبات : هل هو دهاء ؟!! .
** العجيب أن (طابور) المنافحة عن (الخيبة) يقيسون نجاحات هذا الاتحاد بما تحقق لهم ولفرقهم من مكاسب في هذا العهد الميمون ، حتى وإن لم يقولوا ذلك صراحة ، ولا ضرورة لأن يقولوا ، إذ لا يمكن للغربال أن يحجب الشمس ، والذي يبدو لي أنهم قد ( اقتبسوا) من دهاء المعازيب ؟!! .
** ولكي لا يقال إنني أمارس التجني بحق الطابور إياه ، أشير هنا إلى ما كتبه - منذ بضعة أيام - أحد عتاة المنافحة عن (عيد) وليس عن (اتحاد القدم ) ، والذي يصفه دائماً في مقالاته بـ( صديقي)، إذ أعلن صراحة تخلّيه عن تلك الصداقة ، وعن الدعم الدعائي الذي ما انفك يقدمه خدمة لصديقه عبر زاويته على مدى ثلاث سنوات بشكل شبه يومي .. هذا الموقف إنما جاء كما يقول صاحبنا احتجاجاً على موقف عيد السلبي من النادي الأهلي ، فقط ، وليس انتصاراً للكرة السعودية وما تعانيه من متاعب جمّة ، بعضها تراكمية ، والبعض الآخر بفضل (دهاء صديقه) و(حِنكة) من يقفون خلفه ممن يمتلكون حقوق توجيه الإنذارات الأخيرة ، وهنا تتضح معالم وفوارق الأولويات والهموم والاهتمامات ؟!! .
شوارد
** يتباهون بأن قدروا على إنجاح عملية الانتخابات، ويعتبرون ذلك (مِنّة)، ولم يفطنوا إلى أن السواد الأعظم ممن يهمهم الشأن الرياضي (يتمنّون) لو أن الانتخابات فشلت، في مقابل ألاّ تتعرض كرتنا لما تعرضت له من (كوارث ومهازل) نتيجة لتلك الانتخابات ؟! .
** اجتمع أربعة من الإعلاميين وخامسهم مدير الحوار، في ندوة برامجية مهمتها البحث في إيجابيات وسلبيات اتحاد الكرة خلال السنوات الثلاث الماضية من ولايته ، ولا جديد ، مجرد (لتّ وعجن) وترديد وتكرار للكلام طوال مدة البرنامج، باستثناء أحدهم الذي كان أكثر جرأة في تسمية الأشياء بأسمائها ، على أن أكثر ما لفت انتباهي هو استماتة (مناديب الطابور) في محاولة للبحث عما يمكن تصنيفه في عداد الإيجابيات ولو من باب ذر الرماد في العيون ، إلاّ أنهم بدوا كمن يبحث عن الإبرة في كومة من القش ؟! .
** ( سبحان الله ) السحنات التي تدافع وتنافح عن خيبات اتحاد الكرة عبر وسائل الإعلام ، هي ذاتها السحنات التي تنافح وتدافع عن مهازل (حسين عبد الغني) ، هنا فتش عن القاسم المشترك ؟!! .
** أخشى ما أخشاه أن يؤتى بإدارة جديدة لا تختلف في توجهاتها وطموحاتها عن سابقتها ، وحين يُستنكر عليها ذلك تتذرع بثقل التركة ، ونظل ندور في ذات الحلقة إلى ما لا نهاية ؟! .
** (الحكواتي) الذي تحدث عن الخبير الذي لم يقتنع بالأسطورة العالمي (سامي الجابر) ليته أخبرنا هل هو الخبير الفلتة ذاته الذي اقتنع بـ (الدحيدح وعلي يزيد وحسين هادي وأبو عذاب وغيرهم) !!! .