د. عبدالرحمن الشلاش
حكومة إيران الفارسية تحول أربع دول عربية لركام وخراب. أربع صور موجعة للعراق وسوريا ولبنان واليمن وقد تحولت عواصمها ومدنها وقراها لركام هائل من الأنقاض. عمارات ومنازل تهدمت، وشوارع مليئة بالقاذورات، وشعوب حاصرتها المجاعة والأمراض من كل جانب. تدخلت دولة فارس في شؤون تلك البلدان بمساعدة الخونة والأذناب فعصفت فيها الحروب الطائفية بأدوات تحركها إيران من دولة المجرم بشار في سوريا، وحزب الشيطان بقيادة حسن زميرة في لبنان، وعملاء إيران في العراق الذين حولوا العراق الجريح لساحة صراع، وفي اليمن الحوثيون والمخلوع علي عبد الله صالح، وتوريط الشعب بالانقلابيين وما جروه لليمن من بلاء وشقاء.
سبع وثلاثون عاماً مرت على ثورة الهالك الخميني فماذا قدمت هذه الثورة المشؤومة للداخل الإيراني؟ ثم ماذا قدمت لجيرانها وللعالم الخارجي بشكل عام؟ سؤال جدير بالقراءة، والإجابة عليه مهمة لمن لا يعرف شيئاً عما يدور في كواليس طهران، ومن يجهل سوء الطوية لدى الفرس، أو من هو مفتون بثورة الخذلان رغم ثبوت خيباتها.
في الداخل الإيراني لا يعيش الشعب في أفضل حالاته حيث لا توجه الجهود للتنمية ورفاه الشعب بل إن الميزانيات تدفع للإنفاق على خطط تصدير الثورة ودعم العملاء للقيام بأداء المهام المطلوبة منهم، والصرف على شبكات التجسس وللأبواق الإعلامية المأجورة لممارسة التضليل والكذب، وخدمة الأسياد في إيران، وقد اعتمدت دولة الملالي على الإعلام المضلل والكاذب والمطبل فدعمت كثيراً من القنوات الفضائية الناطقة بالعربية وبعض اللغات الأخرى لإيصال صوتها الناعق لأكبر عدد من البشر على سطح الكرة الأرضية ولمحاولة شرعنة ما تقوم به من تدخلات سافرة في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وما تقدمه من دعم للجماعات الإرهابية وزرعها في جسد العالم العربي المثخن بالجراح من جراء الثورات التي جرت الويلات لشعوب بعض البلدان العربية، ودعمها المتواصل لأي أحزاب أو فئات تخدمها في تحقيق أهدافها الخبيثة.
وفي الداخل الإيراني حيث تكميم الأفواه لأي معارض يطالب بحقوقه المشروعة تسحق حكومة طهران كل المعارضين وبالذات في إقليم الأهواز المحتل، حيث تعدم الأهوازيين شنقا على الرافعات الشاهقة في مناظر تعبر عن الظلم والقسوة والعربدة الإيرانية، في موقف يناقض تماماً ما تزعمه إيران من أنها تدعم حريات الشعوب الأخرى في صور مضحكة ومبكية في نفس الوقت فمن يسحق الشعب الأعزل في الأهواز يطالب بحريات الآخرين، في سلوك لا ينتهجه إلا من بلغ من العهر السياسي مبلغه.
تهور إيران لتحقيق أحلام خيالية حول المنطقة إلى خراب جرت من خلاله دول الجوار لدخول حروب دفاعية لإنقاذ اليمن بعد أن كادت ترزح تحت السيطرة الفارسية لتتحول لجبهة لمهاجمة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي لتنفيذ استراتيجيات التوسع والسيطرة ولو كان عن طريق العدوان!
خراب إيران الدولة المارقة لن يدوم طويلاً فقد انكشفت أهدافها ولم تعد خافية على ذي لب، فتحرير اليمن وتخليص سوريا عاجلاً أو آجلاً بإذن الله سيعيد الصفويين إلى قواعدهم القديمة وإلى حجمهم الطبيعي.