د. خيرية السقاف
التحول عند الرغبة فيه يكون بالعمل على الانتقال من حالة أدنى لأخرى أرفع، أو من مكان متواضع لغيره الأفضل، أو من وضع غير لائق، إلى ما هو أليق، وإن التحول المقصود هو أكثر بلوغا للهدف منه، عن التحول غير المقصود حين يكون على أحد الوجهين إما يُسعد، وإما يشقي!!
والرغبة في السعادة مناطها العزم على التحول من حال إلى حال تتسع فيه الرؤى، وتتكاثر فيه العطاءات، وتتنوع فيه المنجزات، وتحصد فيه المرضيات، وتتقلص فيه الخيبات، ويتسع مضماره لخيول الطموحات،..
كل هذا ينبثق عن التحول المقصود سواء من الفرد لنفسه، أو الجمع لمجتمعهم، وهذا يحدث الآن في مجتمعنا الذي بين غمضة عين وانتباهها أخذ بعزمه نحو التحول، وأول مبادرات عزيمته أن رفع حصانة المنصب عن مساءلة معتليه..
من أجل أن ينعم المجتمع بعدالة الأخذ، وشفافية التبادل، ومصداقية العطاء، ومن ثم تقدير الإنجاز عند التقييم، لا الشخصنة في الحسبان..
إن فتح المنافذ للمواطنين ليكون وصلهم بالمسؤولين عن طريق الخدمة الذاتية مباشرة بأنفسهم، وإن تقدير عمل الوزراء بتقييم العامة لهم من المنتفعين بخدمات وزاراتهم دون قيود بل بوسائط إلكترونية مباشرة لهو أول وأهم ما في جدول التحول المنظم، المقصود الذي تشهده طرق الوطن وسراديبه، ودهاليزه، وجسوره، وثقوبه، ومنابره، وما فوق الطاولات، ووراء ستائر المسرح، وما على مقاعد الحضور، والغُيَّاب..
نأمل أن يؤتي هذا التحول المبهج ثماره، ويمكن من حصاده، ويحقق للنقلات الواعية في مرافق الوطن كل ما يؤمل من هذه الحركية الفاعلة فيه على شتى الأصعدة.
تحية لهذه الكوكبة الرائدة ممن يتصدر مسيرة التحول المقصود نحو مراتب التطور المنشود..
نفع الله بمقاصدهم، وزاد عزائمهم قوة، وأعانهم، ووفقهم، ليكون هذا الوطن في هذه المرحلة العصيبة منبعاً، ومرجعاً، ومصدراً للأمان، والعطاء، والنجاح، والتفوق، والثبات.