د. خيرية السقاف
ما أُتيح لي الإلمام به مما نُشر في الصحف المحلية كمضمون لكلمة الفريق الهويريني مدير عام المباحث, وورقة اللواء منصور التركي أنهما ركزا على محاور ذات مساس بأهداف الإعلام الأمنية, من جهة, وبأنواع الأداءات الإعلامية وأهمية تسخيرها للأمن الإعلامي من جهة أخرى.
فحيث ركز الفريق الهويريني على تمكن الأمن الداخلي من الحقائق, فإنه يؤكد هنا إلى مصدرية الأمن الرسمي وأجهزته بالمعلومة التي هي للإعلام مادته, وقوام نجاحه.
لذا عليه بكل وسائله هذا الإعلام, وبكل أنواعه أن يؤسّس لمؤازرة الثقة في الحقائق التي يملكها الأمن الداخلي بأجهزته المختلفة ذات الكفاءة العالية, فلا يكون له مصدر معلومات, وأخبار, وأحداث إلا هذا المصدر، بمعنى أنّ ما يرد عن الأجهزة الأمنية النظامية هو وحده مناط الثقة التي لابد أن يعتمدها مسؤول الوسيلة الإعلامية، وتتعامل بها جميع وسائل الإعلام مع هذا المصدر الأول لها.
إن التعامل مع المعلومة بهذه الثقة بين المصدر النظامي, والإعلام, يوطد العلاقة الواضحة والناجحة بينهما, ويضع ما يعتمده الإعلام، وتخصيصاً الإعلام الجديد بأقنيته السريعة التي أصبحت ناقلاً غير دقيق للمعلومات أي مصدر آخر في مرتبة الحاجة للتحري, والتأكد, والشفافية, قبل الأخذ عنه.
إضافة إلى هذا مما تناوله الفريق الهويريني, فإنني أستلهم من عنوان ورقة اللواء التركي أنها عالجت أحد موضوعات الإعلام المهمة وهو «السبق الصحفي»..
فالسبق الصحفي هو أحد أنماط العمل الصحفي الفوري, يعتمد على جدة الخبر, والسرعة في الاستحواذ عليه, لوضع الوسيلة الإعلامية التي ينتمي إليها في مقدمة الناقل الأسبق له، كان خبراً أو حدثاً, أو تصريحاً..
أتوقع أنّ اللواء التركي قد جاء في ورقته على ما أؤكد عليه هنا وهو أنّ الإعلامي حيث يكون, وكما تكون عليه صفته في عمله حين يكتب الخبر, أو التقرير, أو التغطية, أو المقابلة, أو التصريح, أو الحدث فإن أهمية السبق في كل هذا, هو أن تسبقه مصداقية المضمون, وعينية المرجع, لأنّ الناقل الإعلامي هو الأمين الأول المسؤول عن المصداقية التي تتقدم في أمانتها, وشفافيتها, وموثوقيتها عن أن تكون لوسيلته أسبقية نشرها..
ولأنّ ما عمَّ من فوضى « الأسبقية» في الإعلام مؤخراً, بسبب تكاثف وتسارع الأحداث,
فإنّ وسائل الإعلام جميعها بما فيها المرئي, والمقروء والمسموع, والجديد فإن كثيراً ما تأثرت المصداقية, وانشطرت الثقة بين المتلقي, وبين الإعلام لضعف مصادر ما ينقل, وعتمة مراجعه..
إنّ ثمة ركائز مهمة جداً عنهما وهي الحقيقة أنّ أمن الوطن, هم إعلاميوه، جوار أفراده,
ومؤسساته, وسياسته, وأنظمته, وقضاؤه, وخيريته,
كما أنه مسؤولية الجميع أفراداً, وجماعات, وصغيراً, وكبيراً..
ويبقى الإعلام في مقدمة من يُسأل عنه, وعنهم لأدواره المتعددة, ولمؤثراته الفاعلة..!!
ولأنه وحده من يقدم, ويؤخر في الصياغة, فإنه لابد أن يقدم ضميره, وحسه, وصدقه, قبل الكلمة, والصورة, واللقطة المرئية المسموعة, بأنواع وسائل وصولها للمتلقين..
إنّ الإعلام والأمن دفتا قارب واحد.., وبوصلة اتجاه ..
وإنها لفرصة سنحت لي أن أقدم التقدير لرجلي الأمن الفاضلين,
ولرجال الأمن جميعهم, وهم يكافحون سِنة النوم في عيونهم، وخفقة القلب في صدورهم, ويضعون يقظتهم على أكفهم من أجل سلام هذا الثرى, ومن فوقه.