د. خيرية السقاف
بَصْمُته تركها شجا في ساعدها،
لا تزال تعيدها لشغب الطفولة،
حين تسابقا عند باب الدار أيهما يكون أسرع لحضن أمهما،
استقرت بكلِّها فيه،
رماها بحقيبة المدرسة..!
وكلما اشتاقت له في مراحل العمر المختلفة
نظرت إلى ساعدها،
ينفرط شريط الحنين..!
*********
ألف شج، ونبقى معاً..!!
*********
من المخبوء الحنون له،
كلما دس أبوهما في يده مبلغاً إضافياً من النقود عن الذي لها
ذهب يتقاسمه معها،
ابتاعت بكثيره مزيداً من حلوى الفراولة، وقطنها،
واكتنزت..!
*********
ليس للبهجة طيف جميل في وجدانها
إلا حين تقبض كفها على نقود شبيهة بالتي كان يدسها فيها
فتذهب إليه بفكرها..!!
*********
حين تتعثر في حل لغز حسابي ، يبادرها بالشرح،
وبرفق يتركها وحدها تتفكر في الحل..
والنتيجة يخبئها للمقارنة..!
*********
تستعيد في الشريط مجازفتها،
حين وجدت في الشارع جوار البيت كلباً فاقتربت،
همَّ الكلب أن ينهشها فكان هو أقرب إليه منها..
وحملها بالكاد بعيداً عنه..!
*********
عندما ينوي الشفق أن يزول، يرسم لها صورته
وهو يستقل دراجته، مع أنه يعلم أن لا إذن له ليقطع الشارع بها
لكنه يفعل لأجلها،
فعم «حامد» قد احتفظ لها «بلفة قمر الدين»
فلا تنام إلا وقد غمرها بالفرح..
بينما هو في حجرته المجاورة يتلقى اللوم..!!
*********
هو يعلم أنها أكثر من في البيت توجساً من البرد..
لا يزال دفء غطائه يلمها، وهو يرخيه عليها عندما يوغل الليل..
*********
كبرا معاً، وهو الحنون،
لا شيء يمكن أن يفرغ مكنونها من تفاصيله..!
*********
الأبواب تتغير..
الرفقاء يكثرون..
المسافات تتكلم..
وهو في جوفها يصدِّح..
........
وثمة صدى من بعيد يحدو:
«أخي، أخي»
*********
ليحفظ الله قلبك الطيب يا طيباً..