د. خيرية السقاف
في ورقة التقويم لهذا اليوم هذه العبارة:
«كل شيء إذا كثر رخص، إلا الأدب فإنه إذا كثر غلا»،
والأدب مفردة لها معنيان،
الأول أدب الجِنانِ، والثاني أدب البيان ..!
وهما غالباً ما يجتمعان في ذات واحدة،
إذ يفترض فيمن له ملكة الأدب بياناً وفكراً،
أن يُخضع ذاته لمكاسب ما يدركه من معايير أدب السلوك فعلاً وقولاً ..!
* * *
بينهما جذر علاقة !!
مع أنّ ليس كلَّ مؤدَّب في السلوك أديباً في البيان، ..
لكن نقطة الاقتران بينهما هي الذات الذاخرة بالفكر المنظم ..
* * *
إنّ الذات الذاخرة لا ثمن يقيِّمها،
لا سقف لأبعادها أثراً، وتأثيراً في حالهما معاً،
أو في غير ..!!
* * *
والصحيح المطلق هو أنّ معايير التثمين قد ثلمت،
فاختلت،
وتداخلت،
وخفَّت أكيالها..
فعجزت من ثمَّ عن فصل الرخيص الذي طغا،
بعد أن تسلّق للميزان ..!!
نزل في كفته وشع بزيفه
واعتلى ..!!
* * *
لأنّ غثاء الوقت قد لحق بالذات الذاخرة
فأفرغها على نحو ما ممَّا غلا ..!!