د. خيرية السقاف
إن فكرة المسرح المفتوح في الواجهة البحرية بمدينة ينبع الصناعية للهيئة الملكية فيها، فكرة متميزة للغاية، تحديداً بعد أن أصبح أحد معالم المدينة الصناعية هناك، وبعد أن افتتحه مؤخراً المدير التنفيذي لها.
هذا المسرح نفذه قطاع التشغيل والصيانة بالهيئة، مستوحياً فكرة المسرح الروماني العتيد المفتوح ذي الأعمدة، والمدرجات الدائرية، مستفيداً من الحجر البحري الخام، والقدرات الفنية العالية لأفراده المهندسين..
وحين يكون هذا المسرح لتحقيق أهداف التنمية الثقافية، فإنه يؤسس لجعلها واقعاً.
هذا المعلم في المدينة الصناعية اتخذ في تصميمه، وبنائه من فضاء البحر امتداداً أمامياً،
ومن الفراغات الفسيحة بين أعمدته منزلاً للمرتادين،
إلى جانب أنه في تصميمه قد راعى أيضاً طابع المعمار الإسلامي، واعتمدت أعمدته الرومانية النمط على مدرجات نصف دائرية لتتسع لأعداد المستفيدين من الأنشطة التي سيحتضنها هذا المسرح،..
إنه بالأبعاد المكانية المستفاد منها في موقعه، وبالشكل المخطط في تصميمه المعماري، وبنائه يجمع في رأيي الشخصي عناصر التوعية الفعَّالة الثلاثة، الثقافة، والفكر، والتأمل..!
ولأنه أصبح على أرض الواقع قائماً منفَّذَاً، وتفضَّل مشكوراً بعرضه، وتقديم تقرير مصوّر عنه المذيع النابه «عبد الله الغنمي» في برنامجه المميز «الراصد» للإخبارية الفضائية مساء أمس الأول الاثنين، فإننا قد وقفنا على مشروع ثقافي جاد، وأول في الوطن،
فلعله أن يتصدى بما سيقدّم لتفعيل عامل التغيّر الأمثل، والأجدى في صالح خدمة حاجات الوطن في مرحلته الراهنة، من جانبه الثقافي والفكري حين يكون على مثقفيه أن ينهضوا ببرامج تجلِّي عن أبنيته العديدة التي سيخدمها وجود مسرح على هذا النموذج في الأهداف منه.
فالمسرح مدرسة إنسانية، يمكن أن يقوم بحراك فكري، وثقافي، وإعلامي، وفني متنوّع ومثرٍ حين يخطط له، وتتنوّع معطياته، ليكون مصدراً لتنمية العقول، والأذهان، والطموح، والفاعلية.
فالمسرح المفتوح على واجهة بحر مدينة ينبع بإيحاءات تصميمه، وفسحة مداه يمكنه أن يستلهم أدوار المسارح المؤثّرة في تأريخ البشرية، ويحذو.
تحية لمن فكر، وخطّط، ولمن صمم، ونفّذ
ولمن مكَّن لهذا المسرح أن يقوم على أرض الواقع.