عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة كشفت المشاركة المخيبة للآمال للمنتخب الاولمبي في الدوحة مزيداً من النقاش مجددا حول عمل الاتحاد السعودي لكرة القدم وتحديداً لجنة المنتخبات وجدوى استمرار عملها الذي يعتبر الأسوأ في تاريخ اللعبة من سوء في التخطيط والإعداد وكان واضحاً للجميع أن العمل يسير بطريقة ارتجالية وبدون رؤية واضحة ورغم محاولة تبرير بعض المسئولين والمدرب للمستوى الباهت وإلقاء اللوم على بعض اللاعبين إلا أنه عذر لا يمكن قبوله أو التسليم به، فالمستوى الباهت والمخيب دليل دامغ على أن الإعداد كان غائباً والانسجام معدوم، وتعادلان وخسارة أكبر برهان على استمرار الضياع والمبررات التي ساقها المدرب والمسئولون تستدعي وقفة لنتابع إذا ما كان المدرب والمسئول يتصف بالموضوعية في تحليل وتشخيص الخلل أم فقط للبحث عن مبررات وكفى.
أما من يلصق الإخفاق في عدم معرفة المدرب بلاعبيه فإن مثل هذا المبرر ليس بمقبول من مدرب يقول مثل هذا الكلام ولا يمكن لمدرب أن يقول مثل هذا إلا إذا أحس بأن هناك أمراً غير عادي داخل منتخبه، وهذا لم يكن واضح المعالم ولا يمكن أن يتقبل الشارع الرياضي السعودي أي مبرر لاستمرار الإخفاقات على مختلف المستويات، أما أنا فقد أعطيت وأكدت رأيي في مناسبات عدة أن العمل في الاتحاد السعودي ليس كما يجب وراهنت على فشله منذ انتخابه وكل ما توقعته وذكرته حصل بل أكثر مما ذكرت ولا زال للإخفاق بقية.
عيد.. الرئيس الذي لا يحسن تدبير الأزمات
يوما بعد الآخر تؤكد الأحداث والمشاكل أن رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد لا يستطيع بخبرته الطويلة حل وتصريف وتدبير الأزمات والمشاكل سواء على مستوى المنتخبات أوحتى الأندية وقد يكون تراكم الديون والمطالبات على الأندية أكبر دليل ولا يمكن أن يتم استبعاد الاتحاد من المسئولية وهو الذي يجيز التعاقدات والاستقطابات والسماح بتسجيل اللاعبين لتلك الأندية رغم ما تعج به ملفاتهم من مشاكل ومطالبات مالية، وإذا كان للأندية النصيب الأكبر من سوء الاتحاد وضعف عمله فإن المنتخبات السعودية قد نالها الشيء الكثير من تخبطات الاتحاد وقراراته الارتجالية وتعاقداته الفنية الغريبة منذ أيام ريكاردو وبسيرو والقائمة تطول، وإذا كان هناك من يتطلع إلى تأكيد هذه الأحداث والضياع فليعد إلى وقت الإعداد السيئ لمختلف المنتخبات التي بسببها فرطنا في كأس الخليج الأخير وهو يلعب على أرضنا والأشد مرارة خروج المنتخب الاولمبي يوم الثلاثاء الماضي وتأهل منتخب كوريا الشمالية بنفس عدد النقاط والخروج الأخير ما هو إلا تأكيد أن هذا الاتحاد سبب ضياع وتدهور الكرة لدينا وهو من أدخل لعبة كرة القدم على مختلف المستويات في نفق مظلم، لا أحد يعلم متى وكيف الخروج منه وهناك عدة أزمات ستخرج وتتواصل المشاكل والأزمات في ظل غياب التخطيط والاستراتجيات والعمل المنظم.
نقاط للتأمل
- لا جديد... خروج يتبع خروجا رغم أن مجموعة منتخباتنا هي الأسهل وما تعادلنا مع تايلند وكوريا الشمالية والخسارة من اليابان إلا دليل على أن التراجع مستمر ولا أمل للعودة قريبا.
- ( ما يفطر كبد الواحد ) إلا إذا سمع بعض من ابتلي بهم الإعلام الرياضي بقوله: إن لدينا الإمكانات ولدينا المواهب ولدينا أفضل اللاعبين بس ما عندنا مدرب أو لم يتم توظيفهم جيدا والله أن كل الذين حولنا أحسن منا ملاعب وأكاديميات ومواهب وحنا نعيش على إنجازات الماضي مع الأسف.
- قحط الأندية وضعفهم المادي جعلهم يقتنعون بما لديهم من لاعبين أجانب حتى ولو لم يكونوا مقنعين بالنسبة لهم ولكن الأزمة الخانقة جعلت كلا يصبر على اللي عنده فزمن التخبط ولعب السماسرة قد يكون ولى بلا عودة.
- يقول المثل الي ما يطول العنب حامض عنه يقول هذا ينطبق على كل من فاته فرصة الفوز ببطولة الدوري رغم ترديد مقوله انه ليس من الضروري أن تحقق بطولة الدوري كل موسم نعم البطل واحد ولكن يجب أن تكون في مركز مرموق ومتقدم في سلم الدوري تؤكد من خلاله أحقيتك فيما حققته سابقا.
- أتمنى من إدارة الهلال تسديد جميع ما تبقى من مستحقات لاعبها السابق (بنتلي) وإسكات مديرة أعماله زوجة مدرب الفريق السابق ريجي حيث لا زالت تردد وتصرح في كل مناسبة وآخرها الأسبوع الماضي وتنصح اللاعبين بعدم اللعب للأندية السعودية واتهامها بعدم تسديد مستحقاتهم وتضرب المثل في اللاعب بنتلي ونادي الهلال.
- ما يحدث بين رجالات نادي الاتحاد وإدارة النادي حول الجمعية العمومية ليس في مصلحه الكيان وليس الوقت مناسبا لتعاطي مثل هذه المشاكل وإبداء الآراء فالنادي بحاجة إلى مزيد من الهدوء والتهدئة وليس لمن يسكب الزيت على النار.
- إذا لم يحقق نادي الأهلي بطولة الدوري هذا الموسم فلن يحققها أبدا فالفريق يعيش فترة استقرار فني وإداري غير مسبوق وعناصر الفريق الأجنبي والمحلي يعتبر الأفضل ويعيش الفريق في معنويات عالية والدليل عدم خسارته منذ أكثر من موسمين خلال 46 مباراة فماذا ينتظر إذاً؟؟.
- القائمة الآسيوية التي رفعها نادي النصر (تعور القلب) وكل ما شفت بعض الأسماء وخاصة خط الدفاع ضاق صدري وأنا متأكد إنني لست وحدي، وهناك كثر يتمنون لو لم يشارك الفريق حتى لا يصابون بخيبة أمل وخروج مر مثلما حدث الموسم الماضي.
- الاتحاد الآسيوي لا حس ولا خبر ولا أي تعليق حول مشكلة مباريات الفرق السعودية والخليجية مع الفرق الإيرانية آسيوياً وهل هناك إجراءات بالفعل قد اتخذت خطوات قد عملت؟ أم أنه حائر ومتورط ولا يملك الحلول، وهذا ما لا نتمناه فيجب أن يكون قدر المسئولية ولديه الحلول المناسبة.
خاتمة:
يسرقون رغيفك ثم يعطونك منه كسرة ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم، يا لوقاحتهم.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.