علي الصحن
يلتقي الهلال والأهلي في نسخة مكررة على نهائي كأس ولي العهد، والهلال والأهلي المنافسان أيضاً على لقب الدوري ليسا في أفضل صورهما الفنية، وهما بعد العودة من التوقف وبداية الدور الثاني غير الفريقين اللذين ظهرا بصورة جيدة وإن لم تكن مقنعة بالكامل في الجزء الأول من الموسم.
الهلال الذي أصبح جزءاً من نهائي كأس ولي العهد طوال السنوات التسع الماضية يعاني كثيراً من الناحية الفنية، الأصوات التي كانت تفضل تأجيل طرح رأيها في مدرب الفريق دونيس لم تحتمل الصبر، وجاءت الخسارة من التعاون مقرونة بمستوى باهت لتضع حدوداً لصمتها وصبرها على دونيس الذي عجز خلال سنة كاملة من إشرافه على الفريق أن يرسم منهجية مناسبة أو يضع توليفة مقنعة أو يتعامل مع كل مباراة على حدة.
في كل مرة يأتي دونيس بتشكيلة جديدة تحت مبرر التدوير الذي أشغل نفسه وأشغل الهلاليين به، وفي كل مرة يبدأ الهلال بشكل ضعيف، يتأخر التسجيل أو يتقدم الخصم.. تزداد الضغوط ويرهق الفريق، ولا يتعلم مدربه.
بعد فترة التوقف خسر الهلال خمس نقاط في الدوري وهي رقم كبير عند من يريد تحقيق اللقب، والانتصارات جاءت على فريقي درجة أولى (النهضة والنجوم) وفريقين يبحثان عن ذاتهما في الدوري (الرائد والوحدة) ومع ذلك هناك من لازال يراهن على دونيس.
الهلال يفوز بالكاد وبشق الأنفس على النهضة والرائد.. يعاني أمام النجوم والوحدة... يتعادل في الرمق الأخير مع الفتح ثم يخسر من التعاون، يحدث ذلك كله ولا تدخل إداري واضحا يلوح في الأفق... في النهاية الخاسر الوحيد هو الهلال، ولن يفيد البكاء عندما ينفض السامر ويتقاسم المنافسون الغنائم.
دونيس لديه أرقام جيدة مع الفريق، وهي سلاح المدافعين عنه والمعجبين بعمله لكن الأرقام وحدها لا تكفي في النهاية...قراءة سريعة تقول إن الهلال يخسر عندما يقابل الفرق المنافسة (!!) خسر من الأهلي الإماراتي والأهلي والاتحاد والتعاون، والفرق المنافسة هي التي تكشف المدرب وتكشف فلسفته وقدرته على قيادة فريقه لتخطي العقبات الصعبة!! في النهاية لن تكون الأرقام وحدها كافية لتتويج الفريق بلقب ينتظره منذ خمس سنوات.
في الهلال لاعبون أرهقوا واستهلكوا ولم يعد لديهم ما يقدمونه، والفريق اليوم يدفع ثمن عدم قدرة الإدارة على الإحلال في الفترة الشتوية، حاجات الفريق واضحة ولا تحتاج لمزيد تبيان... والأسماء التي يجب أن تُرَاجَع وترَاجِع حساباتها معروفة... لكن تدوير الداهية دونيس يتجاوز البعض ويتوقف غير مرة عند بعض آخر، ويغيب لاعبين جديرون بالمشاركة مقابل الدفع بآخرين لا يستحقون ربع الفرص التي ينعمون بها.
يلعب الهلال غداً نهائي كأس ولي العهد أمام الأهلي.. والأهلي هذه الأيام يُشاطر الهلال في الغياب، والأهلاويون أيضاً غاضبون على مدربهم وعلى لاعبيهم وعلى نتائج فريقهم، وهم يدركون أن الدوري المفقود منذ ثلاثة عقود لن يكون سهلاً في المستقبل وأن الفرص قد لا تأتي من جديد.
الأهلي مع معاناته أكثر استقراراً من الهلال الذي يلعب وفي ذهنه رد الدين الأهلاوي ووضع حد لانتصارات المنافس والعودة للقب بعد توقف عامين... في حين يشترك الفريقان في الحرص على ضمان تحقيق لقب (ثان للهلال وأول للأهلي) هذا الموسم خاصة في ظل قلق متزايد من فقدان لقب الدوري بعد أن التقط الاتحاد أنفاسه ولملم أطرافه واستفاد من نتائج الفريقين الأخيرة.. وتقدم بثبات للمنافسة.
في مباراة الغد سيكون هناك بطل لكأس غال.. الفوز قد يضمد بعض الجراح لكنها لا يغيبها تماماً، وربما يكون عوناً على تجاوز أزمة تراجع نتائج الدوري... أما الخسارة فستزيد من سرعة الدوامة وسترمي الفريق في أتون مشاكل ومطالب متصاعدة بالتغيير والحل.. فمن سينجو بنفسه حتى حين... دونيس أم جروس؟.
مراحل.. مراحل
- الهلال لعب مع الرائد في بريدة يوم الخميس... تدرب في الرياض الجمعة والسبت... عاد لبريدة يوم الأحد... لعب مع التعاون يوم الاثنين.
هنا فتش عن إدارة الكرة ودور إدارة الكرة.
- ألم يكن من الممكن بقاء الفريق يومين إضافيين في القصيم بدلاً من (رايح جاي) وما فيها من تحضيرات ووعثاء سفر؟؟ بحيث يرتاح الفريق وتكون فرصة للملمة الأوراق ومعسكر قصير قبل لقاء التعاون ثم النهائي.
- عمل إدارة الكرة الهلالية عليه ملاحظات عدة... الأخ المفرج رجل مجتهد بلا شك لكن الاجتهاد وحده لا يكفي.
- فيصل درويش الذي كان أحد أهم أوراق دونيس أين غاب؟.
- تدوير واختراعات دونيس.. أفقدت الهلال سعود كريري وسلمان الفرج.
- تصاريح بعض الإداريين الإعلامية.. تكشف عن شخصيات مهزوزة... غير واثقة بنفسها..تعمل على التوفيق بين جميع الأطراف وكسب ود الجميع لضمان الاستمرار في المنصب أطول فترة ممكنة.
- مؤهل لاعب سابق لا يكفي لمنصب إداري حالي... لكن بعض الأندية تصر عليه.
- ترك الخيط والمخيط بيد المدرب للتصرف في جميع الأمور يضيع كل شيء في النهاية.
- المدرب الذي يعتمد على لاعب واحد لصناعة الفارق ووضع الحلول... ليس كفئاً لحمل اسم وصفة مدرب.
- سالم الدوسري متى يدرك أن الركض واللف والدوران لن تفيده ولن تفيد فريقه.