علي الصحن
رب قارئ يجيب متعجلاً.. ماذا يتعلم وفريقه في صدارة الدوري؟
الهلال الذي شاهدناه توالياً أمام النهضة ثم الوحدة ثم النجوم ليس الهلال الذي تريده جماهيره.. حتى وإن تصدر الدوري وبلغ دور الـ8 في كأس الملك.. هلال اليوم يفوز لكنه لا يمتع ولا يقدم كرته المعروفة ولا يشي بأنه سيظهر كما يجب في دوري أبطال آسيا وفي مراحل الحسم من المنافسات المحلية!!
المباريات الثلاث التي لعبها الفريق بعد التوقف الطويل كانت أمام فريقي درجة أولى (متأخرين في الترتيب) وأمام فريق يكافح للبقاء في الممتاز.. ومع ذلك كان يفوز بصعوبة، وأمام النهضة بالذات عجز عن فك شفرة الخصم حتى وقت متأخر مما استنزف لاعبيه فنياً وذهنياً..!!
مدرب الفريق دونيس مُصر في الغالب على قناعاته ويبدو أن أحداً لا يناقشه عليها، حتى خياراته محل خلاف، هناك لاعبون يأخذون فرصتهم وهم عاجزون عن فعل شيء (تخيل صانع لعب لم يصنع إلا هدفا واحدا و... للخصم) مقابل تهميش لاعبين يعرف المدرج قيمتهم وقدرتهم قبل دونيس وقبل أيام دونيس!!
يبدأ دونيس المباريات بشكل خاطئ على الصعيد الفني والعناصري، ثم يعمل على علاج أخطائه، ويتدخل إدواردو لفك الأزمة، ومع ذلك يعود اليوناني ليكرر نفس الأخطاء في أول مواجهة تالية!!
اشغل دونيس نفسه واشغل فريقه وجماهيره بحكاية التدوير وأهميته وضرورة أن يكون الجميع جاهزون للمشاركة، ومعه حق في ذلك والجميع يشد على يده، لكن لكل شيء قواعده وأصوله.. التدوير يجب ألا يكون مضراً بمصالح الفريق، التدوير لا يعني أن يأخذ لاعب لا يملك أي مهارة فرصته، التدوير لا يعني الاختراع في مراكز اللاعبين، التدوير لا يعني ألا تعرف خصمك وتقرأه مثل معرفة فريقك، التدوير يجب ألا يجعل مدرب النادي يعمل بذهنية مدرب المنتخب الذي يملك خيارات أوسع للتعامل معها..!!
سلمت الجرة مرات، لكنها مع دونيس كسرت مرة وخدشت مرتين..
كسرت أمام الأهلي الإماراتي وبسببه وأخطائه ومكابرته ودع الفريق بطولة آسيا..!!
وخدشت في الدوري أمام الأهلي والاتحاد.. ولو أن مدرب الهلال عرف كيف يتعامل مع المباراتين لكان مع فريقه يتابعون الدوري لمعرفة الوصيف فقط!!
عندما ننتقد دونيس نعمل ذلك من أجل الفريق ومستقبل الفريق ولا أحد فوق النقد، ولا يعني ذلك التقليل من شأنه وعمله، لكن الواضح واضح ولا فائدة من التصحيح عندما يصبح لا قيمة للتصحيح!!
في هذه المرحلة لا نقول ابعدوا المدرب... ولكن نقول ناقشوه فربما غابت عنه أشياء بسيطة فقط عندما تحضر تجعله مدرباً جيداً.. وتعيد الهلال فريقاً ممتعاً كما نعرفه ويريده الجميع.
المنتخب الأولمبي... لا إعداد ولا علاج!!
شاهدت عدداً من مواجهات بطولة آسيا للمنتخبات تحت 23 سنة والمؤهلة إلى أولمبياد 2017 وشدني وبالذات في لقاء تحديد الفائز بورقة التأهل الثالثة الذي جمع قطر والعراق الروح العالية التي يتمتع بها اللاعبون وسعيهم دون توقف لـ120 دقيقة من أجل الفوز رغم الإرهاق الذي ترك أثراً واضحاً سحناتهم!!
مثل هذه الروح والقتال المستميت من أجل الفوز تجعل اللاعب محل تقدير المحيطين به ومشجعيه بغض النظر عن النتيجة النهائية، وبغض النظر عن قدرته على تحقيق الهدف من عدم ذلك، اللعب بهذا الأسلوب يلغي في بعض الأحيان الفوارق الفنية بين الطرفين.. ويحفز المشاهد على المتابعة بشغف واهتمام.
مثل هذه المباريات تجعل المرء يتساءل عن الوصفة التي سقيت للاعبين وحفزتهم على هذه الروح؟ هل هي جوانب إدارية؟ هل هي جوانب فنية؟ هل هو حرص اللاعب على تقديم نفسه وضمان الظهور في ريودي جانيرو؟.. أم أن المسألة خليط بين كل هذه الأمور، وأن الظهور بهذا المظهر المميز قد تناسل بين أمور إدارية وفنية وحرص لاعبين، هذا بعيداً عن الحديث عن الإخلاص للشعار فالكل يدرك أن ما من لاعب إلا ويخلص له ولا سبيل للتشكيك بذلك..!!
في الجانب الآخر.. تجد لاعبين محترفين يلعبون في نفس البطولة ويقدمون أنفسهم بشكل سيئ للغاية، ويزيدون الطين بلة والجرح علة وهم يتبادلون الابتسامات بشكل مستفز بعد الخسارة أو اهتزاز شباك فريقهم بسوء أدائهم، وتتساءل: (هل تم إعداد هؤلاء اللاعبين للبطولة كما يجب؟ وهل كان هناك تحضير نفسي كاف لهم؟ وهل يدرك اللاعبون قيمة البطولة... وقيمة المشاركة التي تليها؟)
** بعد خسارة المنتخب الأولمبي لورقة التأهل لأولمبياد 2017 تسابق البعض لرمي الكرة كلٌّ في مرمى الآخر، كلٌّ يريد أن يحمل الآخر المسئولية، لم يأت مؤتمر التسعة بجديد ولم يشف غليل الأسئلة التي تناثرت على قارعة الطريق المؤدي لاتحاد الكرة... قلت في مقال سابق: لن يأتي جديد وسيتواصل تقديم الوعود بالعلاج واللجان ثم لا جديد أيضاً!!
الغريب أن هناك من يستسهل معنى خروج المنتخب الأولمبي من هذه المنافسة، وكأنه لا يعرف معنى أن يتواجد الأخضر في الأولمبياد...!!
مر أسبوعان على خيبة المنتخب الأولمبي، وما زال اتحاد الكرة صامتاً... ولا أحد يدري:
هل هو الهدوء السابق للعاصفة؟
أم العجز عن فعل شيء.. ووضع المسؤولية على إدارة المنتخب لتبرر الفشل؟
أم ترك الأمر حتى اجتماع قادم، وهو لا يرى ضرورة لتدخل سريع..؟
أم أن اتحاد الكرة مشغول بالاستعداد للرحيل.. وترك أمر الإصلاح للاتحاد الخلف؟
مراحل... مراحل
هناك أخطاء مقصودة، وهناك أخطاء غير مقصودة، وهناك أيضاً أخطاء مدروسة!!
عندما تصب الأخطاء في قالب واحد لا يمكن أخذها بحسن نية إطلاقاً، ولا يمكن القول إنها غير مقصودة أيضاً!!
بطولات بعض الأندية وتاريخ بعض مؤرخي الغفلة... لا يختلف عن الحراج وما يحدث في الحراج!!
التاريخ واضح محفوظ ولن يغير واقعه لجان تعبث فيه أو مؤرخون تحركهم عواطفهم عند توثيقة أو برامج الإثارة التي يرتفع صوتها كل مساء... بلا صدى!!
لن يضر الهلال أن يشكك في بطولاته العابثون بالتاريخ... وقد شهد بها التاريخ نفسه!!