علي الصحن
هل يملك اللاعب السعودي الحد الأدنى من الثقافة في المجالات المتعلقة بنشاطه اليومي، ومهنته التي يكسب من ورائها؟؟
هل يعرف اللاعب كل ما يجب معرفته عن نظام الاحترام ولائحته؟
هل يعرف اللاعب شيئاً عن لائحة الانضباط والعقوبات المدرجة بها لكل مخالفة؟
هل يعرف اللاعب شيئاً عن اللوائح الداخلية في النادي الذي يلعب له؟
هل يعرف اللاعب كل ما يجب معرفته عن لوائح وأنظمة البطولات التي يلعب بها؟
هل يعرف اللاعب ما يكفي عن النظام الغذائي السليم والمناسب له بحسب النشاط الذي سيقوم به؟
هل يعرف اللاعب مسببات إصابات الملاعب وكيفية تفاديها...وعند الابتلاء بها كيف يتم التعامل معها لضمان سرعة التعافي منها؟
هل يعرف اللاعب قانون التحكيم وكل ماله وما عليه فيه؟
هل يملك اللاعب الحصيلة اللغوية الكافية التي تجعله قادراً على التحدث لوسائل الإعلام بشكل جيد يعكس صورة جيدة عن شخصيته وشخصية الفريق الذي يلعب له؟؟
الحقيقة أن معظم اللاعبين يفتقد لهذه الأساسيات وهو ما ينعكس عليه في النهاية ويجعله عاجزاً عن تجاوز بعض المواقف والتعامل مع أخرى كما يجب....
في لقاء المنتخب الأولمبي مع اليابان تسرب للاعبين - كما تردد - أن الخسارة بهدفين لهدف كافية للتأهل (وبعيداً عن الانهزامية والقبول بالخسارة وضعف الحافز والثقافة وسوء التصرف لمن قام بهذا التسريب) فهل كان اللاعبون سيسلمون بهذا النقل لو كان لديهم الحد الأدنى من الثقافة والمعرفة بلائحة البطولة وكيفية الحسم فيها؟
في مناسبات عدة ينكشف مستوى ثقافة اللاعب... عند الاصابات وفي مراحل العلاج المختلفة، وعند اتخاذ وضعيات جلوس غير مناسبة، وعند التفاوض لتوقيع عقد احترافي والبحث عن الأفضل، وعند التجمهر حول حكم اتخذ القرار الصحيح، وعند ترتيب برنامجه اليومي وأوقات النوم والنمط الغذائي المتبع، وعند الحديث لإحدى القنوات الإعلامية التي لا (تمنتج) الحوار ولا تضفي له اللمسات التي تظهره بشكل مقبول، وعند التصرف والتعامل مع المنافسين على المعشب الأخضر، وعند الحديث لوسائل الإعلام وتقديم إجابات سلبية تكشف حجم الأنا أو الغرور الذي وصل إليه اللاعب، وتسهم في إضعاف شعبيته، وفي اختيار الوقت المناسب للظهور والغياب، وحتى في زي اللاعب ومظهره الخارجي تلعب الثقافة لعبتها وتعطي صورة مباشرة عن اللاعب ربما يعجز عن تغييرها في قابل الأيام!!
الثقافة في أبسط تعريف لها هي أن تعرف كل شيء عن شيء... وأي شيء عن كل شيء!! والسؤال: هل يملك اللاعب هذا النصيب منها؟؟
من خلال المعطيات السابقة، ومن خلال متابعة يومية للشأن والأحداث الرياضية أستطيع القول وبكل أسف: لا.. وبنسبة تصل لـ80% والمسؤولية تقع في المقام الأول على اللاعب الذي يجب أن يكون حريصاً على نفسه، وعلى تطوير قدراته وزيادة حصيلته في كل المعارف ذات العلاقة بمهنته، كما تقع على وكيله ثم على ناديه.
جرح الكرة السعودية.. ينزف!!
تراجعت الكرة السعودية كثيراً، تراجعت على مستوى اللاعبين وعلى مستوى الأندية وعلى مستوى المنتخبات!! لم يعد هناك مجال للتفاؤل، أُغلقت كل أبواب الأمل... الإخفاق يتلوه إخفاق والخسارة تلحقها الخسارة، والغياب أصبح ديدناً لكرة كانت ملء السمع والبصر...!!
مسئولية الغياب مشتركة يقودها اتحاد كرة عجز أن يكون شيئاً مذكوراً، وعجز أن يفتح نافذة واحدة... واحدة فقط على باحات النجاح التي يتسابق عليها الآخرون الذين يسعدون محبيهم بالإنجازات فيما يصرف لنا اتحاد الكرة الوعود والوعود والوعود.. ويكتب وصفات علاج سريعة لا تناسب علل الكرة السعودية الموجعة المبرحة آلامها!! ويشكل لجان تحتاج إلى لجان لتطور عملها!!
مسئولية الغياب تشارك فيها أندية اكتفت بما وصلت إليه واغتنت بمنافسة مثيرة داخلية وانشغلت بالبحث عن إنجازات وقتية دون النظر للمستقبل ورسم سياسات بعيدة المدى تصلح حال الكرة والقدم العرجاء التي تسير بها!!
والمسئولية يشارك فيها لاعبون توقفت طموحاتهم وأهدافهم عند أول عقد احترافي فلا إصرار على تقديم الأفضل ولا البحث عن فرص أوسع ولا رسم خطط يصل من خلالها إلى دوريات أقوى... لذا عجز اللاعب السعودي وبعد مرور ربع قرن من الزمان على احترافه لكرة القدم أن يسجل نفسه كمحترف في الدوريات العالمية، وهنا لا عجب من القول: إن مستواه يتراجع وإنجازاته تقل كلما زاد عمر الاحتراف في ملاعبنا...!!
سقوط المنتخب الأولمبي كان حلقة جديدة في عقد طويل من الخيبات... خيبات أصبح مع الإدارة الحالية لكرة القدم السعودية هي القاعدة وغيرها الاستثناء!! من يصدق أن الكرة التي وصلت للمونديال أربع مرات متتاليات وفازت بكأس القارة ثلاثاً وحققت جملة من الألقاب الإقليمية، أصبحت ترقص فرحاً لمجرد تصدر مجموعة سهلة للغاية في تصفيات مازالت في بدايتها!!
ليل كرتنا السعودية طويل، والنا س ملت رقادها الممل، ومازالت تتطلع... تتفاءل... تنتظر أن تشرق شمس الكرة من جديد، أن تعود الكرة إلى سيرتها الأولى... أن تنشر الفرح في مدرج شبع من الخيبة تلو الأخرى لدرجة ان بعضه صد عن الملعب ولم يعد الأمر يعنيه!!
الناس تنتظر اتحاداً جديداً يكون اهتمامه منصباً على إعادة الكرة السعودية لأمجادها ورسم صورة بديعة عنها بعد سنوات الخفوت الطويل... والناس لن تعدم الأمل!!
مراحل... مراحل
- في كل سقوط للكرة السعودية نسمع عن وعود وحلول ولجان وتغييرات...لكن الحماس يفتر والهمة تضعف بعد أيام من الإخفاق، فيتكرر الأمر وتخسر المنتخبات من جديد... ومن جديد أيضاً تعود اسطوانة الوعود والحلول واللجان والتغييرات... أما من حل ناجع يوقف هذا الهدر ويضع حداً للخيبة؟
- اتحاد الكرة لن يستطيع فعل شيء، ومن الألم أن نضع الأمل في من لا يستطيع فعل شيء!!
- المسابقات المحلية عادت للكر والفر من جديد... سباق الأندية المثير سوف ينسي الشارع الرياضي بالطبع مهزلة خروج المنتخب الأولمبي من بطولة آسيا المؤهلة لأولمبياد 2017...!!
- أليس من المحزن يا صناع القرار في الكرة السعودية أن يمر خروج المنتخب من تصفيات واحدة من أهم التظاهرات الرياضية في العالم مرور الكرام...!!
- كل ما تذكرت تنصيب كوزمين مدرباً للمنتخب الأول قبل بطولة أمم آسيا بشهر ثم خروج المنتخب من البطولة من دورها الأول... ثم استمراره دون مدرب لنحو سبعة أشهر، ثم التعاقد مع مارفيك الذي نسمع عنه أكثر مما نشاهده يتابع مسابقتنا المحلية... زاد يأسي من صلاح حال منتخباتنا!!