علي الصحن
خلال ثلاث سنوات ونيف من عمر اتحاد كرة القدم تغيّرت أشياء كثيرة، تغيّرت أسماء، وتغيّرت قيادات، وتغيّر مدربون للمنتخبات، وتغيّرت لجان، واستُحدثت لجان، ذهب أعضاء، وجاء آخرون، ومع ذلك بقي رئيس لجنة الحكام عمر المهنا بمعزل عن هذا التغيير، وبعيداً عن هذا الحراك بشقيه الإيجابي والسلبي، رغم أن لجنته هي الأسوأ عملاً، والأضعف نتائج من بين لجان الاتحاد كلها..!!
طوال السنوات الماضية والأندية تشتكي من ضعف التحكيم وسوء قرارات الحكام، وتدخلها غير مرة في تغيير مجرى المنافسات. الأخطاء تتوالى، والمهنا لا يقدم شيئاً سوى التبرير.. في عالم كرة القدم كل شيء يمكن تبريره إلا خطأ حكم يحرم فريقاً ما من حقوقه، وينقلها إلى بنك فريق آخر. وهنا لا أتهم الحكام في أمانتهم، ولكن أتحدث عن اللجنة في اختيارهم، والتعامل معهم، وعلاج أخطائهم، وفرض العقوبات عليهم.. وقبل ذلك كله طريقتها في اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة، وحماية أعضائها بعدم الزج بهم في مباريات تفوق قدراتهم، أو ليس لديهم الاستعداد النفسي الكافي لإدارتها..!!
في عالم الإدارة يقولون إن من صفات القائد الجيد اختيار الرجل المناسب للمهمة المناسبة؛ وذلك لضمان نجاح المهمة، وحماية المنظمة، وتعزيز دور القائمين بأعمالها، وعدم هدر الجهود بلا طائل. وفي هذه الحالة ليست الكفاءة هي كل شيء، بل تتضامن معها الخبرة والاستعداد النفسي وطريقة التعامل مع المفاجآت التي قد تظهر أثناء التنفيذ. وأعتقد أن هذه الصفة غير موجودة في رئيس لجنة الحكام الذي يضع بعض الحكام تحت ضغوط لا قِبل لهم بها، وكان آخرهم فهد المرداسي الذي يعده الجميع (أمل التحكيم السعودي ومستقبله)، لكنه قدم نفسه بصورة باهتة ضعيفة في لقاء الهلال والفتح، ووقع في أخطاء اتفق عليها جميع المحللين، وهي أخطاء غريبة للغاية، وفي مباراة دورية سهلة!!
الأندية تخسر الملايين، وتدفع الكثير من المال والجهد والوقت من أجل تقديم فريق منافس، وليس لديها الاستعداد الكافي للتفريط بحقوقها بسبب قرار حكم أو أخطاء لجنة قالت خلال أربعة مواسم إنها لا يمكن أن تقدم الإضافة الحقيقية المنشودة للصفارة السعودية؛ لذا نجد الأندية تشترك دائماً في الشكوى من التحكيم، وتطالب بحكام أجانب، وتصدر بيانات واضحة في هذا الشأن، بعد أن يئست من صلاح الحال، وما من فائدة!!
بعد المباراة تحدث رئيس نادي الهلال للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة عن التحكيم، وهو الرجل المقل في الحديث، تحدث بعد أن طفح به الكيل، وخاف من مصادرة حقوق فريقه، وخسارته المنافسة، وهنا لم يطالب سموه بشيء جديد، ولم يشرق ويغرب في الحديث، بل طلب ما يطلبه كل المتنافسين، وتشرعه أنظمة كرة القدم، وهو (دوري بلا شبهات)، ومع ذلك غضب من غضب، واشتكى من اشتكى، وشكك من شكك، يحدث ذلك كله وسط صمت غريب من اتحاد الكرة الذي عز عليه أن يتدخل ويصلح وينظر في حال لجنة حكامه والعاملين عليها.
مطالب الإصلاح في لجنة الحكام والحلول التي تحدث عنها كثيرون خلال المواسم الماضية لم تعد نافعة اليوم.. والحل الوحيد هو التغيير الشامل، وتكليف لجنة مؤقتة لإدارة التحكيم خلال الجزء المتبقي من الموسم الرياضي تحت إشراف الخبير الإنجليزي. فالحقيقة، إن أخطاء الحكام البدائية، وفي معظم المباريات، (تنرفز) الجميع، وتصدهم عن مشاهدة المنافسات، وتنافي كل مبادئ المنافسة التي ينادي بها الجميع.
التحكيم في كل المنافسات هو حجر الزاوية.. وكلكم تعرفون ماذا يعني أن يهوي حجر الزاوية!!
الهلال باق فاستريحوا...!!
ستون عاماً مرت على إشراقة (هلال الأرض) وطوال هذه العقود الستة بقي الهلال حاضراً مثل صنوه (هلال السماء)، إن خفت ضوؤه يوماً عاد في الثاني متوهجاً ساحراً يأسر الألباب، ويلهم العشاق، ويرسم البهجة على كل الملامح!!
ستون عاماً طوى بعضها بعضاً، وبقي الهلال الرقم الأبرز، والحاضر الأول، والمعين الذي لا ينضب، والجدول الذي لا يكف عن سقي قلوب محبيه بالفرح وجعلهم معه في المقدمة..!!
ستون عاماً مضت، وأجيال الهلال وأبناؤه البررة يغدقون عليه، ويمنحونه، ويوالون العناية به حتى جعلوه في قمة لا ينازعه عليها أحد، ولا يهز ثباتها كائن!!
تغير المنافسون، وتغيرت الملاعب، فمن التراب إلى الدرة والجوهرة ظل الهلال يذهب للميدان لكي ينقش اسمه ورسمه، ويضع بصمته، ثم يمضي عابراً لصناعة مجد جديد وعز تليد!!
الهلال باق - بإذن الله - ما بقي أنصاره وما بقي داعموه وما بقي مدرجه، باق في علوه، وباق لحمل بيرق أمجاده، وباق لتسطير حضور ثابت في صفحات التاريخ المتغيرة، وهل يتغير الزعيم؟؟
الهلال باق فاستريحوا، وكل محاولة لغير ذلك لا تلبث أن تتدحرج إلى صاحبها، فهل تدركون ذلك؟ لا عليكم، اسألوا من كان قبلكم.. هل غاب الهلال؟
مراحل.. مراحل
* في مباراة الفتح كرر دونيس أخطاءه، وكاد الهلال يدفع الثمن!!
* الهلال ينتظر نهائي كأس ولي العهد، وبدلاً من منح الفرصة الكاملة لناصر الشمراني في المباريات الأخيرة يصر دونيس على مشاركة لاعبه الميدا الذي كشف بصراحة أنه لن يقدم أي إضافة للفريق.
* أعتقد أن لجنة الانضباط قد بالغت في عقوباتها الأخيرة.. ليست كل حركة تستحق الإيقاف والتدخل..!!
* بعض المعلقين والمحللين من الأفضل أن ينتقلوا لمدرجات فرقهم المفضلة بدلاً من إزعاج المشاهدين بعبارات التعصب وركل الحياد.
* لن يضر الأستاذ عبدالعزيز التويجري أن يقلل البعض من جهوده في نادي الرائد؛ فكل الرائديين المخلصين القريبين من النادي يعرفونه، ويعرفون ما يقدمه للنادي..!!
* (طقطقة) بعض الإعلاميين في وسائل التواصل الاجتماعي على الأندية المنافسة وصلت لدرجة عالية من (السخف والسماجة)..!!