سعد الدوسري
لا يمكن إغفال الحالة التي يخلقها مهرجان الجنادرية لدى المواطن والمقيم في المملكة. إنها حالة أشبه بالتظاهرة الشعبية المؤيّدة للتنوّع الكبير في فنون وتراث ورقصات الجزيرة العربية المترامية الأطراف. ومهما احتفت الجنادرية بالفكر والأدب والمسرح، إلا أن المدى الشعبي هو الأكثر حضوراً، وهو ما يسجل نقاط التحول والنجاح، من سنة إلى سنة.
إن ما يجب على المنظمين الالتفات إليه، هو غياب سفراء للجنادرية في الخارج، بحيث تؤدي أحد أهم أدوارها الذي جاءت من أجله، قبل أكثر من ثلاثين عاماً. يجب أن نعترف بأن الجهود الكبيرة للجنة المنظمة تؤتي ثمارها في الداخل، لكنها لا تفعل خارج المملكة، وفي هذا هدر كبير للموازنة المخصصة لهذه الفعالية الوطنية الكبرى.
وربما سيكون المخصص المالي للعلاقات الإعلامية الخارجية هو الأقل، إذا تمت إدارته إدارةً واعية، تضمن وصول رسائل المهرجان إلى العالم كله. وأهم هذه الرسائل، أن شعب المملكة المتنوّع الثقافات، وعبر أكثر من ثمانين عاماً، تمكّن من تجسيد وحدة وطنية غير مسبوقة.
هناك اتفاق في الرؤية عند المهتمين بالشأن الإعلامي، وهو أن ثمة تقصيراً كبيراً في الحضور الإعلامي الخارجي، خاصة في المرحلة الراهنة البالغة الحساسية. فالجهد الدبلوماسي والعسكري الكبيرين لا ينعكسان على أرض الإعلام المحلي والدولي. وربما لو التفتنا حولنا، لوجدنا دولة شقيقة وحليفة مثل الإمارات العربية المتحدة، تعطي المساحة الإعلامية الأكبر للتعريف بدورها العسكري في الحرب على الإرهاب.