سعد الدوسري
أثناء تواجدي في بالتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية خلال العام 2012، زرت المركز الإسلامي هناك، وأديت فيه صلاة الجمعة. الجميع كان يحترمون وقت الصلاة ويحترمون المصلين الذين يتوافدون للمركز، دخولاً أو خروجاً.
نحن المسلمون، نتقاتل لأن مذاهبنا مختلفة، كل منا يفجّر الآخر بفخر شديد.
نحن المسلمون لا نتيح للآخر من ديانة مختلفة أن يقول رأيه، لأننا نصنفه سلفاً، ولذلك يعتبرون ديننا دين قمع.
وقد تحدث استثناءات، فنجد من الغربيين مَنْ لا يستمع لنا، حتى وإن كنا نمثل الوسطية والاعتدال، كما هو الحال مع المرشح للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، الذي طالب بمنع المسلمين من دخول بلاده.
وحين أقول استثناءات، فلأن المجتمع الأمريكي برمته استنكر هذه المطالبة واعتبرها عنصرية بغيضة.
ولم يقتصر الأمر على المجتمع، بل إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما زار مسجداً لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، للدفاع عن حرية المعتقد الديني، وللتنديد بخطاب بعض قادة الجمهوريين المناهض للمسلمين.
والتقي أوباما مسؤولين مسلمين خلال زيارته لنفس المسجد الذي زرته في بالتيمور.
وسبق لأوباما زيارة مساجد في مصر وماليزيا وإندونيسيا أثناء توليه مهامه، لكنها المرة الأولى التي يزور فيها مسجداً في بلاده.
ومنذ اقتراح المرشح الملياردير ترامب منع دخول المسلمين لبلاده، خشية تنفيذ بعضهم اعتداءات إرهابية، يندد أوباما باستمرار بالسعي لاستغلال خوف الأمريكيين ويحذر من تعميم نمطي غير بناء.
علينا أن نستفيد من هذه الدروس.