غسان محمد علوان
كتب الزميل المخضرم عدنان جستنية مقالاً تناول فيه الرقم الإعجازي للنادي الأهلي في عدم تلقي الخسارة من زاوية خطيرة مثيرة للجدل، وباعثة للقلق في نفوس مشجعي الراقي. حيث ذكر أن السويسري جروس قد بات مهووساً بهذا الرقم القياسي ولو كان على حساب تحقيق الانتصارات في الدوري. واستشهد بالتغييرات التي تصب في مصلحة حماية الشباك الخضراء في وقت يحتاج فيه الفريق للمجازفة والوصول لشباك الخصوم. تلك المزاعم التي بدأت تتسرّب لنفوس جماهير الراقي يجب أن يتم نفيها أو تأكيدها، فالحلم الذي انتظره كل أهلاوي طويل جد، يجب أن لا يتم التلاعب به لمكسب شخصي عابر.
برنامج (ما نسينا) وما جاء به من تزييف للحقائق وتبريرات لا تخرج عن كونها أمنيات معد متعصب أو مذيع كاره، ليست بدعة جديدة في إعلامنا الرياضي. فمنهجية كراهية الهلال وتكريس البرامج وساعات البث الفضائية للإساءة له أصبحت عُرفاً إعلامياً بحتاً. فكلنا (ما نسينا) عندما خصصَ برنامجٌ رياضيٌ كل جهده ووقته واقتطع ثلاث حلقات كاملة لإثبات عدم أحقية الهلال بلقب نادي القرن الآسيوي عن طريق التشكيك بالجهة التي منحته ذاك اللقب. تلك الجهة التي أعطت بدر المطوع لاعب النصر السابق لقب هداف العالم في موسم ما، ووضعت ماجد عبد الله ضمن أساطير الكرة تنعم بالمباركة والاعتراف والتقدير لأن المكرّم ليس هلالياً. فنامت أعين الإعلاميين عنها. وأيضاً (ما نسينا) ذلك البرنامج الخليجي الذي شكك بكل ما هو أزرق، وكانت الإساءة لكبير القوم الوجبة الرئيسة لكل حلقاته. فاتهم لاعبي الهلال بالمنشطات، وخيانة منتخب الوطن، وتجييش الكل ضد الهلال بمنهجية لا تقبل إحسان الظن إطلاقاً. فنحن فعلاً (ما نسينا) ولن يتركنا المحتقنون لننسى أن الهلال كان وما زال في القمة، ما دام الصغار يرفعون أعينهم للسماء ليحاولوا أن يسيئوا له.
رغم أهمية لقاءي الأمس (تم كتابة المقال قبل إقامتهما) وبغض النظر عن نتيجتيهما المهمتين في مسيرة الدوري، ولكن اللقاء النهائي على كأس ولي العهد هو المفصل الحقيقي للبطولتين سوياً. فالخاسر منهما لن يستطيع الوقوف على قدميه بسهولة، والفائز منهما يكون قد قطع مسافة كبيرة لجمع اللقبين. فالهلال وبالأخص جماهيرياً، على صفيح ساخن مرده قلق محبيه على مستويات الفريق لا على نتائجه. وأكثر ما يخشونه أن أي تعثر قادم سيعزز مخاوف المتشائمين لتصبح قناعة ثابتة لا يستطيع الفريق انتشال نفسه منها. وفي المقابل، فإن الأهلي يخشى من هزيمة تعيده لدوامة (ما قبل عدم الخسارة) التي هي وحدها الآن زاده الحقيقي ودافعه الأوحد بعد تردي مستويات الفريق ونتائجه في وقت واحد، بالإضافة لتغير القناعة الجماهيرية بالمدرب. لذلك سيكون النهائي محكاً حقيقياً للشقيقين الكبيرين ومدربيهما، نتمنى أن ينتهي بإنصاف للأحق فقط.
خسارة النصر من نجران برباعية ثقيلة لا تتحمّلها إدارة النصر ولاعبيه ومدربه فقط، بل يشترك معهم في ذلك من تساهل في حقوق لاعبي الفريق وتسهيل تعاقداته (الفلاشية) ولو كانت على حساب حقوق اللاعبين الحاليين. من سمح للنصر بالتسجيل سابقاً وزيادة ديونه وتأخير مستحقات اللاعبين وصفق لمقولة (سنسجل ونسجل ونسجل) هو شريك فيما وصل إليه النصر الآن.
خاتمة...
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
(أبو القاسم الشابي)