غسان محمد علوان
صمت الأمير نواف بن سعد كثيرًا، مرسيًا نهجًا إعلاميًا أزرق تم إقراره منذ توليه سدّة الرئاسة لنادي الهلال. ثم اضطر بعد لقاء الفتح الدوري الأخير للخروج والتصريح بكل قوة عمّا جابهه فريقه في اللقاءات الماضية، وما يتم تقديمه للمنافسين من جهة أخرى في دعوة واضحة لترك الكرة تقرر نتائجها بدلاً من صافرات تقرر مصيرها. العجيب في الأمر هي تلك الأصوات المتشنجة التي طالبت بتغريم أو إيقاف رئيس الهلال، التي كانت ستُحترم وجهة نظرها لو أنها مارست تلك البراءة مع كل من اتهم أو صرّح بغضب. للأسف من أغضبته عبارة (نريد دوري بلا شبهات) سكت عن (هذا آخر إنذار) وعن (فساد.. فساد.. فساد). وليته اكتفي بالتغاضي عنها، بل إنه قام بتبريرها محاولة لشرعنة تلك التجاوزات المفاجئة ناسيًا أن للجمهور ذاكرة لا تنسى، ولزمن وسائل التواصل ذاكرة لا ترحم تجعلك تواجه رأيك برأيك، قبل أن تواجه آراء الآخرين.
جميعنا نعلم ونتفق أن هذا الاتحاد كان نقمة على الكرة السعودية، وهي فترة زمنية ندعو الله إلا تأتي شبيهة لها بنفس الضعف والتخبط والمهازل التي صاحبتها. لدرجة أصبح فيها المتابع يحتاج للياقة تشابه لياقة متسابقي قفز الحواجز ليعتبر نفسه ملمًا بكل أحداث الوسط الرياضي وتقلباته.
حديث الأمير نواف كان حفاظًا على مكتسبات فريقه في لقاء الفتح بهدفين غير صحيحين من ثلاثة أهداف سجلها أبناء النموذجي ما هي إلا فصلٌ من فصول رواية لا تمت للمنافسة الحقيقية بأي شكل. هذا اللقاء الذي كان من المفترض أن يكون لقاءً لجمع ثلاث نقاط سهلة، وزيادة الغلة التهديفية للهلال نظرًا للبون الشاسع بين الفريقين الذي تمثل في 16 نقطة كاد أن يخرج منه الهلال خالي الوفاض بأمر من حكم اللقاء ومساعديه.
بقايا...
oغرد أحد الهلاليين قائلاً: (اذا كان دونيس مقتنعًا تمامًا بتشكيلته وطريقة لعبه، فلماذا يستخدم غيرها كل ما احتاج الفوز؟) تساؤل في محله!
o في مباراتي الهلال القادمتين أمام الرائد والتعاون، يجب إشراك ناصر الشمراني أساسيًا استعدادًا لنهائي كأس ولي العهد في ظل إيقاف البرازيلي الميدا. فالدقائق المعدودة التي يشارك فيها ناصر من فترة لفترة ليست كافية على الإطلاق لإعادة أفضل مهاجم سعودي للواجهة مرة أخرى.
o لا يشكك أي هلالي في عشق وحرص سلمان الفرج على الهلال، ولكن إذا لم تقترن تلك المشاعر بجدية حقيقية على أرضية الملعب فمن الطبيعي ألا يكون هناك تعاطف كبير مع ندمه الحقيقي الذي أظهره مؤخرًا.
o سلمان القريني أحد الأمثلة للإداريين العاملين في اتحادنا الموقر التي نتمنى عدم تكرارها. فمن لا يملك الشجاعة على الحديث مبكرًا عن الأخطاء (كما يزعم) لا يستحق منا الإنصات عندما تبدأ السفينة بالغرق فيخرج لينقذ نفسه فقط.
o الجولتان القادمتان ستحددان وبشكل كبير ملامح بطل الدوري، فاتركوها للكرة ولأقدام اللاعبين فقط.
خاتمة...
إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن
ولم تدرِ حيثُ الخَطَا والصَّوابُ
فخَالِفْ هَوَاكَ فإن الهوَى
يقودُ النفوسَ إلى ما يعاب
(الإمام الشافعي)