عبد الله بن سالم الحميد
للثقافة في مهرجانها بالجنادرية حضور وتقدير أثيران برزا في احتفال {مهرجان التراث والثقافة}
بالحركة الفكرية والثقافية، واستقطاب توجهاتها في هذا الميدان الحضاري الأثير الذي أسسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمهماالله- عام 1407هـ ليكون ميداناً للتنافس الفكري والتراثي والثقافي ، يجدد بحضوره ألقَ الفكر وقيمة الثقافة والتراث لدى الأجيال، وتنبثق خلاله نماذج للتكريم والتقدير لمن بذلوا جهدهم ووقتهم لخدمة الفكر والثقافة والأدب والتراث.وكان موعدالمهرجان هذا العام لتكريم عالم فَقِيه ، شاعر عبقري فذّ أخلص، وابتكر في سبيل خدمة أمته ودينه ووطنه،فاستحق من رمزالوطن التكريم تقديراً ووفاءً له نحومابذل وقدّم.
ذلك هوالشيخ العلامة: أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري الذي أشغل ساعات عمره في القراءة والبحث والمراجعة والتحقيق والحوار والتعبير عبر منابر الفكر والثقافة والأدب، والفقه الشرعي، وبرز في كل ميدان، وتفوّق فيه لما تحتزنه ذاكرته وفكره من علم مكّنه من التعبيرالأمثل.
واقتحم ميدان التأليف والتوثيق مبكّراً فأصدر نخبة من البحوث الاختصاصية الواعية، والكتب القيمة، وتخصص في ( المذهب الظاهري ) مبرزاًدوره المعلن عنه تلميذاً لشيخه أبي محمد بن حزم،وألف فيه دراسات وبحوثاً،وتحليلات للمذهب وصاحبه منها مانشر، ومنها مالايزال مخطوطاً.
ولم تصرفْه شئون البحث والتصنيف والتوثيق عن صلته بالذائقة الشعرية التي تجلّى في فضاءاتها معبّراً يمتلك ناصية الشعر الفصيح التقليدي والحر،والشعبي، لكنه لم يصدرْ منه غير مجموعتين أوثلاث من إنتاجه الغزير.
الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري ظاهرةٌ تعبيرية مبدعة، يستأهل التكريم والتقدير والوفاء لحضوره الفكري الأثير، ونبوغه المتجدّد في فنون شتّى.
وقد تناولت نخبة ً من كتبه في قراءات سابقة، وتتلمذتُ عليه منذ ما يزيد عن أربعين سنة، وسعدتُ بحضوري في نخبة أعضاء النادي الأدبي بالرياض الذي رأس مجلس إدارته بعدالشيخ عبدالله بن خميس منذ أربعين سنة تقريباً، واستفدتُ من ندواته ودروسه التي يقيمها في منزله العامر، وتحظى بالحضور والرضى والقبول من أطياف المثقفين، وطلبة العلم، وفقه الله وبارك في علمه وعمله.
وشكراًلوالدنا الفاضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يحرص أبداً على تكريم العلم والفكروالثقافة في منابر وصروح شتّى- رعاه الله.
قصيدة: شيخ التعبير:
في حضورالتجليات المشرقة للشيخ العلّامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري يحتفلُ الشعر بالتعبير عن الوفاء.
يتيهُ الحبْرُ مشتاقاً إليهِ
ويسمو الفكْرُ من ولهٍ لديْهِ
ويسري في رؤاه الفنّ عذباً
يقبّلُ ذائقاتٍ من يديهِ
وترقصُ متعة الإبداع زهْواً
على شفق البديع بناظريهِ
كَأَنَّ روائع الدنيا تداعتْ
لتنشرَ كنزها درراً عليـهِ
يفتق شعره شوق الحيارى
ويسمقُ نثــره من أصغريْهِ
فقيهٌ مازج الإتقانَ دهراً،
وبحْرٌ ، والكنوز بشاطئيْهِ
وإبداعٌ تألق في رؤاهُ،
على نغمٍ يهيمُ بعاشقيهِ
على نبض الأثيرله حضورٌ
وفي الصحف العبير على البديهِ
تفرَّد واعياً في منتــداهُ
وأفضلَ في نداهُ لقاصديهِ
تكرّمه المنابرُ والنــوادي
بما جلّى من الفكر النزيهِ
وماضحّى من العمْرالمعنّى
حضوراً كم يليقُ بمبدعيهِ
- عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض