عبد الله بن سالم الحميد
سيرة الملك سلمان وشخصيته الفذّة في الإدارة تبرهن على عشق الوفاء، والإتقان، وحب العدل والحزم.
هذه الصفات الأثيرة التي تعلمها من والده الملك المؤسس عبدالعزيز غفر الله له، وتعوّد على مزاولتها في حياته العملية والاجتماعية، وعرف بها وشهد بذلك كل من يعرفه، أو عايشه وعاصره، أو من كتب عنه من الأدباء والعارفين والحكماء.
ومن يقرأ سيرته -حفظه الله- منذ أكثر من نصف قرن حين كان أميراً لمنطقة الرياض، ومدى حرصه على الحضور مبكراً كل يوم إلى (قصرالحكم) مقرّ [إمارة منطقة الرياض] ليكون في استقبال مطالب الناس وخدمتهم، ومعالجة قضاياهم، وليكون قدوةً لكل العاملين لديه، من وكلاء ومدراء، ومحافظي المحافظات التابعة لإمارة منطقة الرياض، وجميع الموظفين المرتبطين بتلك الإدارات والمحافظات،ومايتبعها من مراكز وغيرها.
وقد انعكست شخصيته على مسيرته العملية بالنجاح والتفوق، والاستمرارية والانضباط التي كانت لها آثارها الحقيقية الواضحة على استتباب الأمن، وتوفر الرخاء في منطقة الرياض، والمناطق الأخرى بالمملكة باعتبار {الرياض} النموذج عاصمة المملكة العربية السعودية، ومركز الحكم فيها، وبوابة الفتح التي انطلق منها المؤسس القائد الملك عبدالعزيز يوم (فتح الرياض) عام 1319هـ فظلّت رابطة الدين والتاريخ في الحكم رابطة وثيقة، تعتمدالشرع الإسلاميّ الحكيم الذي يرفع لواء الحق والعدل، لتستمرّ مسيرة الخير والفلاح تحت راية التوحيد { لا إله إلا الله، محمد رسول الله} خفاقة بإذن الله.
وتستمر الأعمال الرائدة في مسيرة القائد الرائد {سلمان بن عبدالعزيز} بعد توليه منصب وزير الدفاع، ثم ولاية العهد في عهدالملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز-رحمه الله- ثم تولّيه الحكم، ومبايعته {ملك المملكة العربية السعودية} بعد وفاة الملك عبدالله في شهر ربيع الآخر من عام 1436هـ.
عامٌ من الإنجازات في زحمة الأحداث:
ويمرّ عامٌ كامل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. عامٌ حافل بالإنجازات والقرارات التاريخية العظيمة، التي ظهرتْ وسط تراكمات أحداث رهيبة عصفت بالمنطقة، وتحديات متفاقمة.
وكان من أهم تلك القرارات التاريخية:
- المبادرة إلى تلبية نداء الحكومة الشرعية باليمن باتخاذ القرار التاريخي الحازم بقيادة المملكة ( التحالف العربي) ضد الحوثيين المعتدين على الشرعية في اليمن الشقيق.
وانطلقت {عاصفة الحزم} مناصرةً للإخوة اليمنيين، ورادعة للاعتداء على حدود المملكة العربية السعودية.
وتحقق نتيجتها: ردع المعتدين، وإعادة الحكومة الشرعية إلى {ميناء عدن} بعد استعادته من الميليشيات المعتدية. ويُعدّ هذا إنجازاً تاريخيّا مشهوداً.
- استمراراً لدعم المملكة لشقيقتها (اليمن) أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره الكريم بإنشاء {مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية} بمبلغ مليار ريال لينقل حملات الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب، وتوفير الإعانات اللازمة، وأمره -حفظه الله- بتخصيص مبلغ (274 مليون دولار ) لأعمال الإغاثة الإنسانية الأخوية في اليمن ضمن مبادرة الأمل المباركة بعون الله، وحوله وقوته.
- تعيين سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليّاً للعهد ووزيراً للداخلية، وسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليّاً لولي العهد وزيراً للدفاع. أعانهما الله وبارك في جهودهما.
- إنشاء مجلس للشئون السياسية والأمنية برئاسة الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية نائب رئيس مجلس الوزراء، ومجلس للشئون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي وليّ العهد النائب الثاني، وزير الدفاع، يرتبطان تنظيمياً بمجلس الوزراء.
- ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والاقتصاد في البلاد لضمان مسيرة الوطن.
- تكثيف أعمال مكافحة الإرهاب باستضافة المملكة ( المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب،و إنجاز {الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب}.
- الإعلان عن تشكيل [ تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب ] وسط ترحيب إسلامي ودعم دولي لهذا التوجه الدولي التاريخي الرائد.
تنفيذ أحكام الشرع في 47 شخصاً إرهابيّاً، استباحوا وأشاعوا الفتنة والفوضى والإرهاب في البلاد.
وقد كان لهذه القرارات التاريخية الحكيمة دورها البليغ في ترسيخ عرى الاستقرار والأمن، والارتياح في المنطقة التي تشكل المملكة جزءاً استيراتيجياّ منها له ثقله ومكانته وريادته بقيادة الحكمة والعدل والحزم من الملك العادل الحازم سلمان بن عبدالعزيز وعزيمته وبعد نظره- رعاه الله.
ولا يمكن أن يغيب عن البال الحضور الأثير لخادم الحرمين الشريفين في وجدان أبنائه، وشعبه العزيز المنعكس من اهتماماته المكثفة بشئونهم التي وجدناها متجلّيةً في حرصه على التطوير والتجديد والإصلاح في قطاعات شتّى تمثل في اختيار عناصر جديدة من القيادات المؤهلة في مناصب مهمة للارتقاء بأداء الخدمات، ودعمها بعناصر منتجة قادرة على العطاء بحيوية وإبداع يؤثران في حركة التنمية والبناء المتسارعة في عجلة التنمية بما يتلاءم مع متطلبات العصر، وظروف الحياة الواعية.
وفي مقدمة اهتمامات المواطن: تأمين السكن الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين اهتماماً أثيراً، لأنه يعني شرائح كبيرة من المجتمع، ويعدّ إحدى ركائز الأمن والإيلاف والاستقرار الاجتماعي.
حضور الملك سلمان في الميدان الخيري الإنساني:
مسيرة الخير في شخصية الملك الإنسان سلمان بن عبدالعزيز ارتبطت به كالظلّ منذ نشأته الأولى لدى والده المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز الذي جمع صفات الشهامة والبطولة والسخاء والعطف والإحسان وحبّ الخير متعامدة مع شخصيته العبقرية المهيبة القوية.
انغرست تلك الصفات الفذّة في شخصية الملك سلمان، وتميّز بها، وتجلّتْ بوضوح وشفافية يقرؤها كل من عرف {سلمان بن عبدالعزيز} أو عمل معه، أو صحبه، أو عاش معه، أو تابع شخصيته الطموحة، ومشروعاته الخيرية والإنسانية، واهتمامه بالإنسان عبر مراحله منذ الطفولة إلى الشباب والشيخوخة.
وكم أَسسَ من جمعية برّ، ومركز صحة، ومشروع أيتام، وإسكان، ومركز اجتماعي، محلّي، أو دولي يستقطبُ الخير، ويغرسه، ويبذله لمستحقيه، ويتابع فعاليات تلك الصروح بنفسه، ويقف عليها ويسهم فيها، ويسأل، ويبذل، ويطمئنّ على انسيابية الأعمال لضمان جني الثمرات، وسلامة الإنتاج، وتحقق الأهداف، لذلك توفّر لتلك المشروعات النجاح والارتقاء والاستمرارية، واستفادت منها شرائح شتى من الأفراد والجماعات من مواطنين وغيرهم.
كل هذه المشروعات الضخمة التي انبثقت من فكرة يسيرة برزت، وصارت معالم تعبّر عنها ما تقدمه من أعمال نابضة بالعطاء.
منها على سبيل المثال:
- جمعية البر الخيرية.
- جمعية رعاية المعوقين.
- جمعية رعاية الأيتام.
- مركز زراعة الكلى والأعضاء .
- مركز الملك سلمان الاجتماعي.
- مشروع الإسكان الخيري.
- مستشفى الملك سلمان بالرياض.
- مركز الملك سلمان العالمي للإغاثة.
وكلّ من هذه المشروعات الفاعلة وغيرها من المشروعات الثقافية والفكرية والتاريخية والتراثية مثل {دارة الملك عبدالعزيز} و{ مكتبة الملك فهد الوطنية} تحظى بدعم متصل من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصيّاً، وبشكل مباشر على الرغم من مسئولياته العليا لعنايته واهتمامه بشأن المواطن وفكره وسعادته وحضوره في كل ميدان.
وفي ظلّ مباركة كل مواطن وتهنئته بمرور عام على بيعة الملك سلمان نبتهل إلى الله بالدعاء لمليكنا ولشعب المملكة بتحقيق النصر والتمكين، وتوفير الأمن والسعادة والاستقرار لهذا الوطن العزيز، ولجميع بلاد المسلمين في ظلّ العدل والإصلاح والارتقاء.