د.عبدالعزيز الجار الله
كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله يوم الاثنين الماضي أمام ضيوف مهرجان الجنادرية لم تكن رسائل عامة غير ملزمة أو خطابات إعلامية قصد منها علاقات عامة لضيوف الثقافة والتراث، بل كانت ورقة عمل لمرحلة قادمة ومنهجية وسياسة دولة.
المملكة لم تكن في يوم من أيامها على حافة الهامش التاريخي حتى وهي في أصعب اوقاتها حين كانت مواردها الاقتصادية في شح، واوضاعها المعيشية تزداد صعوبة، زمن المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله حين كان الوطن العربي يموج بحروب الاستقلال من الاستعمار الاوروبي، وصراع الفقر والجهل والمرض مثلث الوهن الضاربة اطنابه بالوطن العربي، فدوله العربية التي تعاني من الاستعمار ومن ارتدادات الحرب العالمية الأولى والثانية التي زادت من الفقر والمرض واسهمت في تدمير الدول والمؤسسات بالوطن العربي، ورغم هذه الظروف لم تتخل السعودية عن شعوب وحكومات الأمة الإسلامية، وشعوب العالم العربي، وقفت أمام مسؤولياتها، فكان الإخاء الإسلامي والأخوة بالدم العربي والجوار الجغرافي والتاريخ المشترك جمع الامتين الإسلامية والعربية على أرض بلادنا، لتكون السعودية الملاذ الآمن لكل الفارين من حروب وويلات أوطانهم، وهذا ميثاق حضاري في تاريخنا القديم جزيرة العرب وفي دواخلنا في دولتنا الحديثة.
الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد في خطابه على التزام المملكة بالحماية والمساعدة والوقوف إلى جانب الشعوب والحكومات الإسلامية والعربية عندما قدم سياسات المرحلة القادمة حيث نص عليها بوضوح:
أولاً: المملكة بخدمة الحرمين الشريفين، وهي بلادكم بلاد العرب والمسلمين.
ثانياً: من حقنا الدفاع عن أنفسنا من دون التدخل في شؤون الآخرين، وندعو الآخرين إلى عدم التدخل في شؤوننا.
ثالثاً: ندافع عن بلاد المسلمين، ونتعاون مع إخواننا العرب والمسلمين في كل الأنحاء في الدفاع عن بلدانهم وضمان استقلالها والحفاظ على أنظمتها كما ارتضت شعوبها.
رابعاً: مستعدون للتعاون في مكافحة الفقر والجهل حتى تشعر شعوبنا بالنعمة التي هي فيها.
خامساً: الإسلام دين عدل ووسطية ورحمة وما نشاهده من إرهاب ممن يدعون الإسلام لا يمت للإسلام بصلة.
سادساً: علينا أن نكون متفائلين رغم الظروف المحيطة بنا.
سابعاً: بلدكم المملكة لا يوجد فيها أزمات ولا يوجد بها اضطرابات.
فقد ارتبطت قيادتنا و تاريخ بلادنا وشعوبها التاريخية بروابط وثيقة هي قدسية بيت الله ومهبط الوحي وبيت رسولنا الكريم فكانت ملاذا للمسلمين وهذا شرفنا به الله، وجزيرة العرب هي البيت الآمن للعرب والجذور التاريخية التي أخرجت سلالاتها الأولى فهي اليوم في الألفية الثالثة الملاذ الآمن للعرب بكل أطيافهم، والسعودية لا تتخلى عن إسلامية الأمة وعروبة الأرض.