د.عبدالعزيز الجار الله
كشف بيان وزارة الداخلية الذي أعلن يوم الأحد الماضي في قضية تفجيرات مسجد قوة الطوارئ بعسير عن عدة نتائج قد تساعدنا في المرحلة القادمة في حربنا الطويلة والشرسة ضد داعش وحسب مجريات الأحداث والوقائع التي يسردها المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية فأنه يتكشف عن معطيات وظروف قد تكون مساعدة في ولادة دواعش الداخل ومنها:
أولاً: أن الحالة الإرهابية في منظمتي القاعدة أو داعش لست ذات صبغة مناطقية أو جهوية أو تمثيل لمنطقة بعينها، فالمنفذ من الجوف والتخطيط وقائد الخلية من عسير والتدريب في الرياض.
ثانياً: أيضا الحالة الإرهابية ليست ذات نزعة قبلية، ليسوا من شريحة واحدة وفئة سكانية واحدة وحسب أسماء المطلوبين جميعهم ليسوا من منطقة وفئه اجتماعية واحدة بل من جميع المناطق.
ثالثاً: فترة الإعداد والتنفيذ - مسجد الطوارئ - طويلة ومرت بتعقيدات كثيرة قبل أن تنضج، من اختيار الإرهابي المفجر والمنتحر وتدريبة وترتيبات اقامة الخلية وتنقلاتها ولم تكتشف في أي مرحلة من مراحل الاعاد والتنفيذ وأن كان مثل هذا العمل حالة دولية.
رابعاً: ربط هذه الخلايا التخريبية والإرهابية، تحت مظلة طلب الاستشهاد ومحاربة الكفار، فهم يكفرون كل من يخالفهم.
خامساً: تتراوح أعمار الإرهابيين المنتحرين ما بين (19 - 25) سنة والغالب في سن 21 سنة، وهو سن الدراسة الجامعية أو متسرب من التعليم العام أو عاطل عن العمل، بدأ حقنه في المرحلة الثانوية، مما أدى الحقن المنظم إلى إبطال قابليته للدراسة والعمل الجاد.
سادساً: سن (19 - 25) هو واحد من المفاتيح التسرب الدراسي والبطالة، وهذه من مسؤوليات وزارات: التعليم، الخدمة المدنية، العمل، الشؤون الاجتماعية. بمعني التسرب من التعليم مسؤولية وزارة التعليم، والبطالة مسؤولية وزارتي العمل والخدمة المدنية وبصورة أدق جهات القوى العاملة والتوظيف، ومتابعة الحالة المعونات والضمان مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعي.
سابعاً: معظم من قام بالعمليات الإرهابية في الداخل من المواطنين، والمساندين لهم من السعوديين، وهذا المواطن وفي هذا السن أما يكون في الثانوية أو الجامعة أو بداية العمل الوظيفي أي لا يوجد أحد خارج هذه الأطر وأن وجد يكون تحت المراقبة الأمنية.
الإرهاب ليس قضية أمنية خالصة، بل هناك جهات شريكة في المحاربة لم تؤدي دورها، ومازالت تعتقد أن الإرهاب قضية أمنية.