د.عبدالعزيز الجار الله
تحاول داعش بكل ما تملك من قوة إشعال فتنة داخلية في بلادنا بين السنة والشيعة، وأن تؤجج الصراع المذهبي في الخليج آخر المحاولات تفجير مسجد الرضا في حي محاسن بالأحساء يوم الجمعة الماضي، وتعمل على إشاعة الفوضى عبر تفجير المساجد في أي مدينة وليس فقط في شرق المملكة، أعطيت خلايا داعش الموافقة على العمل المنفصل فقد منحت الخلايا الصغيرة الصلاحية في اختيار الأهداف ووقت التنفيذ، وهذا بالتأكيد يدل على فقدان القيادة العليا السيطرة والاتصال بجميع خلاياها بسبب الضربات التي تلقتها في العراق وسورية، لكن هذا بحد ذاته يشكل خطراً كبيراً إذا لم تتحالف القوى العربية والإسلامية والغربية على حرب داعش باعتبارها قوة إرهابية وليس قوة جيوش كما في العراق وسورية.
داعش تعمل بمنهجية القاعدة جيش القاعدة والقيادة في أفغانستان والخلايا موزعة داخل الدول العربية وبعض قواعدها في الدول المضطربة، وداعش كذلك القيادة في العراق وسوريا والخلايا في الدول العربية وأوروبا، لكن الفارق بينهما أن القاعدة يفصلها عنا المحيط الهندي والباكستان ومياه الخليج العربي، أما داعش فتكاد تكون حدودية فهي في تماس معنا في العراق عبر الحدود الشمالية الشرقية، وفي شبه تماس حدودي مع سورية شمال غرب المملكة، وطول خط الحدود الجنوبية مع اليمن، أي أن الحدود برية ومتصلة بلا عازل بحري سواء في حربها معنا أو مع الدول العربية، كما أن بعضاً من خلاياها قد تتلقى الدعم من إيران وبعض الدول.
إذن ليس أمام السعودية والخليج بل العرب سوى مواجهة داعش، لأن هذه التي تسمي نفسها بالدولة الإسلامية هي مشروع يستهدف العرب بالدرجة الأولى حتى وإن نفذت عملياتها خارج أرض العرب كما حدث في فرنسا، أيضا محاربة القاعدة ومحاربة الدول التي تساندها، والعمل على عودة العراق وسورية سياسياً وإعلامياً إلى حاضنة الأمة العربية بعد أن اختطفتهما إيران، اختطفت المشهد السياسي أما الشعبي فلا زال صامداً ضد الأدلجة والشعوبية الفارسية، أصبح المواطن العربي في العراق يسأل نفسه هل الفارسية بديلاً عن العروبة؟، أسئلة يطرحها الشارع العراقي في الأوساط الشيعية العربية هل نستبدل حكم صدام بالحكم الفارسي وتسليم ثرواتهم لإيران؟
الإعلام العربي كان مغيّباً بالسنوات الماضية وما زال في حين ينشط الإعلام الفارسي الناطق باللغتين على طول ساحل الخليج العربي على الضفتين، الساحل الشرقي المواجه للأحواز العربية المحتلة من إيران، والساحل الغربي المطل على دول الخليج العربي، وشط العرب وطول الخط الحدودي العراقي، فتقع على مجلس التعاون مسؤولية إنشاء وتأسيس إعلام عربي باللغتين العربية والفارسية لحماية وإعلاء الشأن العربي، وكسر اللوح الزجاجي الذي وضعته إيران منذ سنوات أمام العرب بمنعهم من إنشاء محطات فارسية حتى لا يفسر أنه دعم للمعارضة في الداخل، تلك الشعوب التي احتلت أراضيها، في حين تنشط إيران في إنشاء محطات تحريضية ضد العرب.