عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... حصل ما كان متوقعاً وانكشف المستور وظهرت المديونيات وفاضت المشاكل وتأكد ما كان ينفيه مسئولو الأندية.
نعم ظهرت الحقيقة عندما أصبحت إدارات الأندية مهددة من أعلى سلطة رياضية بإيقافها بل وتحويلها إلى درجات أقل في تصنيف الدوريات المحلية، وقد تصل إلى حرمانها من المشاركة في المسابقات الإقليمية والقارية بسبب التخبطات المالية وعدم قيام تلك الأندية بالالتزام بما عليها من مستحقات لأندية ولاعبين وعاملين.
لقد طفح الكيل بالجميع ونفد صبرهم، ولم تجد تلك الأندية إلا طريقة واحدة فقط وهي اللجوء إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب كمسئول أول عنها لتكون الضامن والكفيل لها أمام البنوك لتحصل على قرض يسد بعضا من المطالبات وإنهاء بعض المطالبات التي لم يعد الوقت يسعف لتأجيلها أو ممارسة سياسة المماطلة ومحاولة إيجاد ذرائع وأسباب وهمية تؤجل أمر سدادها.
نعم لقد اضطرت الأندية ولجأت للأمر الصعب وهو الاقتراض والتضحية بمستقبل مستحقاتها وحقوقها في سبيل إنهاء ولو جزء بسيط من ديونها المتراكمة ولم يكن لهذه الديون والأزمات المالية أن تحدث لو أن هناك إدارات في الأندية لديها دراية وسياسة مالية متزنة بعيدة عن الصفقات (البهلوانية) والمبالغ فيها والتي عادة ما يكون بطلها مديرو الأعمال والسماسرة ناهيك عن دفع مبالغ خيالية للاعبين محليين لا يستحقون 10% من مبالغ تلك الصفقات ولكن غياب الفكر الإداري والمالي أوصل تلك الأندية إلى ما وصلت إليه مع العلم أن القرض إذا ما تم وحصل عليه النادي فإنه لن يقوم إلا بسداد ما بين خمسة وثلاثين إلى أربعين بالمئة من تلك الديون، فالمديونيات أرقام فلكية وغير متوقعة وقد تكون قابلة للزيادة في ظل استمرار الإدارات الحالية وافتقارها لأبسط قوانين السياسة المالية والفكر الإداري المميز.
لن تشاهدوا سوى أزمات متلاحقة ومطالبات وشكاوى متوقعة ووضعا مزريا للغاية في وقت توقفت الحلول وأوصدت الأبواب من جميع الجهات وأقرب الحلول انسحاب أو هروب الإدارات ورؤسائها بعد أن غرق القارب ومن فيه.
اتحاد الكرة ومسرحية 2015
لا أعتقد أن هناك اتحاد كرة قدم في العالم شبيها أو قريبا من الاتحاد السعودي لكرة القدم من حيث الأحداث والصراع والفضائح والمشاكل.
لقد فقدت الثقة وكبرت الفجوة بين الأندية والاتحاد وحصلت مشاكل وبيانات وأخذ ورد في عدد كبير من المناسبات منذ انتخابه وحتى يومنا هذا ولم يوف الاتحاد ولو بجزء بسيط مما قدمه في ملفه الانتخابي، ولكن مع ذلك استطاع أن يسير بخطى متفاوتة وقرارات متناقضة وأمانة عامة غير واضحة ولجان متفاوتة، ولكن الذي لم يكن على البال ولا على الخاطر تلك المشكلة بل المضحكة بين رئيس لجنة الانضباط وبين رئيس الاتحاد والأمين العام ورغم ما وصلت إليه الأمور من تصعيد وتهديد إلا إنني لم أكن أتوقع أو أتصور أن يصل الأمر أن يطلب رئيس اللجنة استجواب رئيس الاتحاد والأمين العام ورئيس اللجنة الإعلامية بسبب عدم تعميدهم لقرار إيقاف لاعبي الأهلي والاتحاد محمد أمان وأحمد عسيري لمدة عشرين يوما بسبب فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي وبمحتواه عبارات بذيئة وعنيفة حسب ما ذكره رئيس لجنة الانضباط، وأعتقد أن الأزمة بينهما تتصاعد ولكن ما هو موقف الاتحاد السعودي ورئيسه والأمين العام بعد أن وصلت الأمور إلى هذه الدرجة من الصراعات والتنافر والتهديد وهل أصبحت الأندية والرياضيين بصفة عامة يثقون في هذا الاتحاد؟ وكيف أصبحت نظرة الرأي العام والإعلام والاتحادات الأخرى لاتحاد أصبحت المشاكل والخلافات والصراعات العنوان الأبرز لعمله منذ انتخابه.
نقاط للتأمل
- المثل المعروف يقول (من كبر اللقمة غص) وهذا تماما ما ينطبق على بعض الأندية السعودية الذي انجرفت خلف المباهاة و(الفشخرة) وحب الذات وأبرمت صفقات فلكية مقابل مردود فني لا يوازي ولا واحد بالمائة مما تم دفعه.
- يخطئ من يعتقد أن حصول بعض الأندية على قروض بنكية يصب في صالح النادي المقترض حتى لوحل بعض من مشاكله المالية ولكن سينحرم لسنوات طويلة من مخصصات المداخيل وسيتقلص الدخل العام للنادي.
- يجب على المسئولين والمعنيين لدينا في كرة القدم أن يعترفوا ويؤكدوا أن الاحتراف لدينا أشبه بالوهمي وأن دورينا أشبه بدوري الحواري إن لم يكن أسوأ فما بعد طلب رئيس لجنة للحديث مع لاعبين عبر الهاتف والأسوأ قرار الإيقاف يصدر قبل اللقاء الحاسم بثلاث ساعات فقط فأي دوري محترفين تتحدثون عنه؟؟
- كنا نطلب باتحاد للعبة مستقل وكنا نطالب ألا يكون رئيس الاتحاد احد مسئولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكنا نطالب بالاستقلالية وكنا نطالب بالانتخابات وكل ما طالبنا به حصل ولكن مع خيبة الأمل فـ(يا ليتنا من حجنا سالمين).
- فتحت فترة التسجيل من قبل ثمانية عشر يوما ولم نسمع أو نقرأ أن نادي النصر قد استبدل احدا من لاعبيه ولم يتم تحديث لاعبي خط الدفاع المتهالك فهل تشهد الأيام الأخيرة من فترة التسجيل عملا ارتجاليا وتقديم الاعتذار المعهود بأن الوقت كان ضيقا.
- تأهل الأهلي للمباراة النهائية لكأس ولي العهد بكل صعوبة وبفوز ضعيف من أمام الاتحاد الأميز وتأهل الهلال للنهائي أيضا بفوز سهل وممتع أمام فريق الشباب الذي انهار أمام الهلال، وتأهل الأهلي والهلال إنصاف لهما كأميز فريقين هذا الموسم.
- مع الأسف بكل سهولة وبشكل لافت تراجع فريقا النصر والشباب إلى درجة غير مقبولة بل صادمة وأصبح الانهيار والتراجع العنوان الأبرز في كل لقاء يخوضانه وانهيار الفريقين وسقوطهما المروع هذا الموسم يعود إلى القرارات الخاطئة والارتجالية في اختيار الأجهزة الفنية واللاعبين المحترفين وهدر الأموال العامة للناديين.
- أخيراً لا يجب أن ينتظر الاتحاد السعودي أي خيارات أو حلول من الاتحاد الآسيوي إزاء لعب الأندية السعودية في إيران فالحل الأمثل اتخاذ قرار، إما اللعب خارج إيران أو الانسحاب وليس ما يتخذ من قرار بعد ذلك بنهاية العالم فكرامة اللاعب السعودي وأمنه أهم من كرة القدم برمتها.
خاتمة: الناس تبحث عن مفسر أحلام ، وأنا أبحث عمن يفسر لي واقعنا الرياضي.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.