سعد الدوسري
بكل صدق وعفوية، أجاب الشيخ عادل الكلباني على السؤال المباغت للزميل صلاح الغيدان:
- هل تربط حزام الأمان أثناء قيادتك لسيارتك؟!
- أحياناً، وليس دائماً. لكنني أوعدك، من الآن وصاعداً، سأربطه دائماً.
جميل أن يضع الغيدان في برنامجه «حديث قبل الحادث»، نجوم المجتمع أمام مسؤولياتهم، فيما يتعلق بالسلوك المروري. وليس مهماً أن ندّعي المثالية والكمال، المهم أن نبدأ بالإحساس بواجباتنا، وأن نكون قدوة إيجابية للشباب. المهم ايضاً، أن نبدأ بأنفسنا، ليس للمباهاة، وإنما لحماية أرواحنا من خطر الموت.
أنا أحياناً لا أربط حزام الأمان في سيارتي، مثلي مثل الشيخ عادل الكلباني وصلاح الغيدان، ومثل بعض القيادات البارزة في الإدارة العامة للمرور، ومثل الكثير من رجال الدوريات، الذين نراهم يومياً في شوارعنا.
علينا أن نعترف بهذا الأمر، وألا نكابر في حقيقةٍ هي الأكثر وضوحاً في حياتنا. ونحن حين نفعل ذلك في بلادنا، فإننا لا نفعله في أقرب الدول المجاورة لنا، والسبب بسيط؛ ففي تلك البلدان، الجميع من غير استثناء، يربط الحزام، والجميع من غير استثناء، يعاقبهم القانون عقاباً صارماً، إن لم يفعلوا.
إن برامج التوعية، غير الخطابية وغير التلقينية، تلك التي تتم صناعتها بحرفية وبوعي حقيقي، وليس بشكل مزيف ووصولي، هي من ستنقل ثقافتنا المرورية، من سلبية إلى إيجابية، شرط أن تكون متواصلة غير منقطعة، وأن تغطي كافة شرائح المجتمع؛ الأطفال والشباب والشابات وأساتذة الجامعة وأعضاء مجلس الشورى.