ناهد باشطح
فاصلة:
((من السهل تجنب الرمح ولكن ليس السيف المخبوء))
- حكمة صينية-
إمام مسجد بيتي دائماً ما يلقي دروساً باللغة الأوردية، وحين أسمعه أتساءل ماذا يقول لهؤلاء العمالة؟
هل يحكي لهم عن سماحة الإسلام، أم يرهبهم منه؛ ظناً منه أنه يعلمهم خطوات طريقهم إلى الجنة؟
مؤخراً طلبت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من أئمة المساجد، عدم السماح بإقامة مجالس علمية، أو محاضرات، أو ندوات بدون أذن رسمي.
والقرار قوي ومهم في مرحلة مهمة لنشر القيم الإسلامية الصحيحة، وليس الأعراف الاجتماعية المغلفة باسم الدين، ولكن السؤال الأهم هو عن التطبيق؛ فالتعاميم في موقع الوزارة الإلكتروني وصلت بعددها إلى مئات التعاميم، ولكن كيف هو التطبيق؟
مثلاً في صحيفة أنحاء نشر في يوم 11 مايو 2013م، خبراً يفيد بتأكيد الوزارة على أئمة المساجد والمؤذنين، عدم تكليف العمالة الوافدة برفع الأذان، وإمامة المصلين، وإلى وقت قريب كنت استمع إلى أذان مؤذن مسجدٍ بقرب بيتي لا يتحدث العربية، حيث يتضح ذلك من مخارج الحروف. في نفس هذا العام ، اعترفت الوزارة بقلة المراقبين على المساجد التابعة لها، فماذا عملت إلى وصولنا إلى أوائل عام 2016م؟
بعض العقوبات التي تعلن عنها الوزارة تجاه خطباء المساجد تُبرز إلى أي مدى نحن بحاجة إلى تأهيل الخطباء بروح الإسلام السمحاء. هل تصدقون أنَّ إمام مسجد لَعَنَ المصلين، ودعا عليهم بالسرطان، وأنَّ خطيبين بجازان امتنعا عن تناول أحداث شرورة!! هي أخبار تنشرها الصحف عن أخطاء الأئمة، وهي وإن كانت قليلة إلا أنها مؤشر على أهمية اختيار أئمة المساجد، حيث إن خطبهم بمثابة رسائل إعلامية لها تأثير بالغ على جمهور المسجد. صحيح أنَّ الوزارة عاقبت أئمة المساجد المخطئين، وهذا يحمد لها، ولكن من المسؤول عن وجود هكذا خطباء في المساجد؟
ماهي مواصفات وظيفة خطيب مسجد؟
حسب جريدة سبق الصادر في 22 نوفمبر 2014م، فإنَّ مجلس الشورى قد صوَّت على اعتماد وظائف أئمة المساجد، والمؤذنين، وخَدَم المساجد، وحسب ما نشرته جريدة الرياض في عددها الصادر في 23 يونيو عام 2013م، أنَّ وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أصدرت وثيقة منسوبي المساجد، وجاء فيها توضيح لشروط إمام المسجد، حيث تشترط الوزارة معرفته بأحكام الصلاة، وإجادته لقراءة القرآن دون لحن، وحفظه لما لا يقل عن ثلاثة أجزاء منه، وآخر الشروط إجازته للمقابلة الشخصية، وهنا مربط الفرس، فما هي الأسئلة ومن يجري المقابلات؟
لذلك بمثل ما بدأت المقال أنهيه بأهمية التطبيق، وعدم الاكتفاء بإصدار القوانين، فما بين التنظير والتطبيق يسقط الكثير من ضحايا التأخير، أو التسويف، أو الإهمال.