فهد بن أحمد الصالح
أخذ القطاع الخاص الرياضي اليوم الكثير من الاهتمام المجتمعي والإعجاب أيضا بما تحقق له من قفزات ولفت الانتباه بانتشاره كإحدى المبادرات التي لم تكن تُعرف من قبل في عمل مؤسسي وفندقي وصحي وبيئي مثالي وفي مراكز راقية، ونالت الكثير من الرغبة الاستثمارية ودراسة فرص التوسع ودخول أسماء جديدة لهذا السوق الذي لم تفتح شفرته حتى اللحظة لأن الأسماء المستثمرة فيه ليست كثيرة على الرغم من هامش الربح المرتفع جداً لهذا السوق الذي لا يزال واعداً، وفرص النجاح فيه مؤكدة شريطة دراسته بعمق لأن تكاليف الإنشاء مرتفعة، وقد تجاوزت العائدات المالية الصافية 30 في المائة وهي نسبة عالية وجاذبة، علماً بأن الدخول غير المدروس لهذا المجال الجديد سيحقق خسائر فادحة إن لم تختار عوامل نجاحه، ومع ذلك فالجميع سعداء بهذا النشاط الذي تجاوز فيه المستثمر السعودي حدود وطنه، وأصبح له فروع في دول الخليج بالإضافة إلى فروع متعددة في المدن والمحافظات والاشتراكات لديهم تتزايد لتزايد عناية المستثمر بها.
كما أن وجود الأندية الرياضية الخاصة وانتشارها أحدثت نقلة نوعية في ثقافة المجتمع الرياضية وزاد حرصهم على السلامة البدنية بالإضافة إلى قضاء وقت الفراغ فيما ينفع ولجميع الأعمار ثقة منهم أن العقل السليم في الجسم السليم، هذا بالإضافة إلى أندية نسائية رياضية خاصة يقوم عليها نساء رياضيات في خصوصية كاملة أشاد بها من اشترك فيها، وأصبح اليوم الرجال والنساء والشباب والفتيات يتسابقون في سلامة أبدانهم وطرد السموم منها التي أوجدتها أنظمة غذائية ليست سليمة دون شك سواء في المنازل وشراهة الأكل لحسن إعداده أو خارجها وسوء الأغذية السريعة وضررها ومحتوياتها التفصيلية والواقع يبرزه بوضوح، وفي المراكز الرياضية يكون ذلك تحت إشراف رياضي وطبي دقيق حتى أصبحنا اليوم نشاهد النشاط والحيوية في أفراد المجتمع بفضل تلك الأندية الخاصة وتغير الثقافة المجتمعية نحو الرياضة، وخلقت تلك الأندية أجواء وعلاقات اجتماعية بين المشتركين فيها لأن رابطاً يجمعهم جميعاً وهو الحرص على الصحة، ولا ننسى كذلك الوقفات الرائعة لأمانات المناطق والبلديات وسعيها لتحويل المدن لمدن صديقة للإنسان حتى يمارس فيها نوع من الرياضة بممرات المشاة والحدائق والميادين والملاعب التي أصبحت بها الأحياء خلية نحل دائمة النشاط.
هذا المدخل يقودنا إلى أن ثمة دورا اجتماعيا على تلك الأندية الخاصة الذي لم نكن نطالب به في بداية انطلاقتها لأن فترة التأسيس تمر بمراحل بناء وخطط انتشار وتلمس لأفضل أساليب التشغيل ومن ثم الصيانة لكي يدوم التميز، واليوم بعد أن تجاوزت كل العقبات واستعادت كل رأس المال التأسيسي وبدأت في تحقيق الأرباح وبصورة رأيناها في القيمة السوقية لبعضها، فقد أن الأوان أن نقول أين الدور الاجتماعي لها، ولا أظن أن تقديم عروض ترويجية وتخفيضات في فترات الاشتراك وقيمتها يكفي لأنه عرض تسويقي يقصد منه جلب المزيد من الأعضاء، ولكن نتطلع إلى توقيع اتفاقية مع وزارة التعليم والجامعات والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لمنح حوافز لطلبة المدارس بمراحلها المتاحة أو لطلبة الجامعات والكليات المهنية بالاشتراك المجاني للمدد الممكنة وذلك يأتي في سبيل دفع الطلبة إلى التميز ومشاركة المجتمع الاهتمام بتفوق الأبناء علمياً ومهنياً وصحياً ورياضياً، وما يجري على الطلبة يجري على الطالبات وإن كانت الأندية النسائية محدودة ونقدر أن دورها محدود في تلك الحوافز لأنها في بداية انطلاقتها، خاصة أن انتشارها قليل وهذا مما يجعل الأمر يقبل التأجيل للطالبات حتى تقنعهم الأرباح ويقتنع المجتمع بضرورة الصحة العامة لهن.
ختاماً.. إن على كل قادر وفي كل نشاط يستطيع أن يقدم خدمة للمجتمع من باب الواجب وليس التفضل أن يفعل ذلك دون تردد، سواء في المجال الرياضي الخاص أو غيره، لأن الأنا وحب الذات لا تصنع التفوق ولا الإيثار ولا التقدم وهذا لجميع الشعوب والأجناس، كما أن ثقافة المسؤولية الاجتماعية أصبحت اليوم تمثل ثقافة الشعوب والمجتمعات المتحضرة فالإنسان لا يعيش لنفسه طالما أنه آمن بالآخرة والجنة والنار، فالدنيا هي مزرعة الآخرة، وخير الناس أنفعهم للناس وأحب خلق الله إليه أنفعهم لعياله، وهذا ما يحثنا عليه ديننا الإسلامي، فهل نرى اتفاقيات تؤكد هذه الثقافة في القطاع الخاص الرياضي وهو ما نجزم به وعلى المعنيين أن يعدوا مشروعا لذلك ويبشروا بتفاعل قطاعنا الخاص الرياضي معه، وإن كانت الأعداد من الطلبة المتفوقين كثيرة فقد يكون اشتراكا رمزيا تدفعه إما إدارات التعليم أو أولياء الأمور لأن الشباب اليوم مقبلون على الرياضة وبناء الأجسام بشكل أكبر مما كان الآباء عليه ربما لظروف الحياة ومشقتها في السابق.
امتنان.. سعدت كغيري بتغيير إيجابي للاتحاد السعودي للسباحة عندما وقع مع إحدى الشركات الرياضية الخاصة اتفاقية لتعليم وممارسة السباحة وتكوين الفرق الرياضية في مجال الغطس وكرة الماء السباحة للمشاركة في البطولات المحلية والدولية وفق المرجعيات المعتمدة لدى اتحاد السباحة في مجال سلامة المسابح وإدارة منشآتها ومناهج تعليمها والترقي في مهاراتها، ومناهج تدريب الرياضيين المنافسين في السباحة والغطس وكرة الماء وفق معايير الأداء الرياضي العالي.