فهد بن أحمد الصالح
قد يكون الحديث هذا الفترة عن الرياضة العسكرية في قطاعاتنا المختلفة ضربًا من الخيال، لأن الاستعداد لأمر أهم من الرياضة أجاد فيه جنودنا البواسل في مختلف القطاعات العسكرية سواء في حفظ أمننا الداخلي وعدم شعور المواطن أنه يعيش حربًا مع العدو في حدنا الجنوبي، وإعلامي ولوجستي وهو موضوع يحتاج إلى مقال غير رياضي، أو ممن هم بعد الله السبب في الذود عن الوطن وصد العدوان الآثم من قطاعات الدفاع والداخلية والحرس الوطني، ولكن نحتاج إلى تسليط الضوء عن الرياضة العسكرية لأننا نعتبرها رافدًا مهمًا لإضفاء شيء من التَّميز أو لنقل التفرّد وإنجازات تلك القطاعات المحلية والإقليمية والعربية والإسلامية والعالمية، كما أن الرياضة تستحق العناية من الجهات العسكرية لأنها ستحقق رسائل متعددة في الشأن الداخلي والصحة البدنية والنشاط والحيوية لكافة الفئات والرتب العسكرية وكذلك ستسهم في جلب بطولات وكؤوس وميداليات لهذا البلد الذي عشق أهله التَّميز بكل أصنافه.
ويقف اتحاد قوى الأمن الداخلي كعلامة بارزة في الرياضة العسكرية والعمل الذي يتم فيه عمل مؤسسي دقيق والاهتمام به نراها وإن كنا نطلب المزيد إلا أنه رائع بل ويفرده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية جلّ عنايته ويحضر الكثير من مناسباته ويتفقد حاله واحتياجاته ونراه قد حقق مراكز وميداليات وبطولات في الألعاب المختلفة كألعاب القوى وألعاب الدفاع عن النفس حيث حقق منتخب قوى الأمن الداخلي للكاراتيه كأس بطولة الشرطة العربية الرابعة للكاراتيه بالجزائر بمشاركة 15 دولة عربية، والعودة إلى أرض الوطن بالكأس وسبع ميداليات (أربع ذهبيات وفضيتان وبرونزية)، وعاد المنتخب السعودي لقوى الأمن في الرماية بالميدالية البرونزية في منافسات البندقية الهوائية في البطولة الآسيوية الثامنة على الميدان الدولي للرماية بالعاصمة الهندية نيودلهي بمشاركة 15 منتخبًا، ثم تجاوز الاتحاد الرائع هذا الدور لتخليد ذكرى الشهداء الذي قضوا في الدفاع عن الوطن وأقام سباقي الوفاء في صورة إنسانية ووطنية تسامت فوق كل الاعتبارات تقديرًا للدور الذي قام به الشهداء حتى استشهدوا دفاعًا عن أغلى تراب في الوجود، ثم أقام الاتحاد الفاعل مسابقة ثقافية لأن دوره تعدى الدور الرياضي المتوقع ليكون ثقافيًا وكسب رهان النجاح.
لا شك أن ما تحقق وغيره من إنجازات هي محل التقدير من كافة أطياف المجتمع ولكنها لا تكفي لأن سقف التوقعات مرتفع والثقة في القدرات عالية والعناية التي يجدها الاتحاد من سمو ولي العهد تحتاج أن تترجم إلى عطاءات أكثر وهم دون شك قادرون على تحقيق الطموحات وأبعد منها بكثير، كما أننا نتطلع إلى دور أكثر حضورًا من الشؤون الرياضية في وزارة الدفاع وشقيقتها وزارة الحرس الوطني التي نطالع كثيرًا نشاطاتها وبرامجها المحلية ولكن نتطلع إلى أبعد من هذا لقدرات وإمكانات تلك القطاعات العسكرية الرياضية ونرغب أن نتجاوز بتفاعلهم الاهتمام المحلي إلى الدولي، وقد يكون لهما اتحادات مستقلة أو تنظم جميعها تحت اتحاد واحد ويتعدل الاسم ليصبح الاتحاد الرياضي للقطاعات العسكرية، ونحن على ثقة أن الانفراد بالكثير من البطولات العسكرية سيتحقق لوطننا لأن ما يفقده قطاع ستجده عند القطاع الآخر وقد تكون مسؤوليته عند ذلك تحت قيادة مجلس الخدمة العسكرية الذي تجتمع عنده كل قطاعاتنا العسكرية الثلاثة.
ختامًا، لعل اتحاد قوى الأمن الداخلي والشؤون الرياضية في وزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني تركز أكثر في صحة الأبدان ومثالية الأوزان في القطاعات العسكرية وتتولى تلك الاتحادات امتحانات اللياقة الدائمة وكذلك أثناء فترات الترقيات وضرورة السلامة البدنية والصحة العامة لأفرادنا وضباطنا، مع ضرورة البحث عن المواهب الرياضية وتشجيعها وعدم الاعتماد على من يرشح نفسه أو ترشحه دائرته أو قطاعه فقد نجد عديد من المواهب المدفونة التي تحتاج إلى تبني ومتابعة مع العلم أن كثيرًا من اللاعبين قبل فترات الاحتراف وفي زمن الهواية كانوا أفراد وضباط في قطاعاتنا العسكرية وبعضهم الآن قد تقلد مناصب قيادية ووصل إلى رتب عسكرية عليا، ولن نعدم التَّميز الذي يتجاوز حدود الوطن والإقليم مع مزيد من العناية فيما يخص الشأن الرياضي والثقافي والاجتماعي، أخيرًا نحتاج إلى تضافر الجهود ليتفرّد هذا الوطن ويتميز بما يستحق في كل المجالات ولا نغفل جانبًا على حساب جانب آخر، مع التركيز على إبراز النشاطات إعلاميًا لكي يعرف المجتمع أن لتلك الجهود ثمرات رائعة وخصوصًا أن الإعلام الرياضي حريص على تسليط الأضواء على الأنشطة الرياضية لكل الأجهزة وليس ما يخص رعاية الشباب وأنديتها الرياضية، ويتطلعون لتفعيل ذلك.