فهد بن أحمد الصالح
في الزيارة الميمونة التي تمت قبل أسابيع واستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للاعبين الذين نالوا شرف رفع اسم الوطن الغالي وحظوا بميداليات مختلفة كأفراد أو مجموعات كانت محل فرحة وألم في نفس الوقت، فالفرحة هي باستقباله متعه الله بالصحة والعافية للرياضيين واهتمامه بهم وهي عادته منذ عقود ولكنها اليوم تأتي بصورة أعمق، فهو ملك البلد وسلمانها الحازم والحاسم، وكون الرياضة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد ضمن اهتمامه وعنايته فإنها رسالة لكل الرياضين أن نشاط كهذا لا بد أن يبذل فيه الغالي والنفيس ليكون مواكباً لاهتمامات القيادة الحكيمة، ومحزن في نفس الوقت لأن عدد من حظي بالسلام عليه وشرف البلاد ورفع اسمها قليل ولا يتواكب ورغبته -سلمه الله- وطموحات المواطنين الرياضيين وغيرهم، بل إن الأمر في تقديري كان محرجاً لسمو الرئيس العام الذي يتمنى مع هذا الاهتمام والتحفيز والتشجيع أن تكون النتائج أفضل مما كانت بكثير وبالتالي كان عشمه أن يمتلئ مجلس خادم الحرمين الشريفين باللاعبين ورؤساء الاتحادات والأعضاء، مثلما امتلأ بغيرهم، ولو كان هو برهانا حقيقيا أن العناية بالرياضة والرياضين أنتجت مراكز متقدمة لكل الألعاب إقليمياً وعالمياً، فالمجتمع استهام بالتميز الرياضي ولم يتحقق له.
تلك الصورة ولا شك تحتاج إلى وقفة صادقة من رعاية الشباب وبكل قياداتها ورؤساء الاتحادات واللجان الرياضية لأننا لا نرغب مطلقاً أن تعتاد أنفسنا على ضعف التمثيل وتدني المنافسة إلا على ذيل القائمة، ويكفينا حسرة أن دولاً عدة كانت قبل عقدين في المركز بعد الـ100 عالمياً واليوم تقدمت كثيراً ونحن تأخرنا إلى أبعد من مراكزهم السابقة، ولا نعلم سبباً عن إقصاء الرعاية الغالية لمن هم خارج الرعاية أو الاتحادات واللجان وقناعتها أن في الموجود بركة وهم كذلك ولكن لماذا لا يستمع إلى الرأي الآخر، ولماذا تتجاهل الرعاية الغالية الآراء التي تكتب وتقال وترسل ولا يرد عليهم بوجهة نظرها أياً كانت لأن المهم عند صاحب الرأي أن يجد الاهتمام من رأيه الذي طرحه أو يصحح إن كان خطأ، لماذا لا يعترف بوجود المشكلة حتى نتأكد أن لدينا القدرة على علاجها الآن فالاعتراف بها أولى خطوات الإصلاح، لماذا تكرر عرض التقرير الختامي لها على مجلس الشورى ولم تعالج المرئيات التي تتكرر كل عام، لماذا نرى أن اهتمام اللاعب وجهده الوافر بل واستبساله يكون مع ناديه دون المنتخب وأين الخلل في ذلك وكيف لنا أن نقف عليه ونعالجه حتى لو يفرغ اللاعبين بنفس مميزاتهم في الأندية أو أصبحت سمعة النادي وبطولاته أهم من رفعة الوطن وميدالياته.
لماذا بعد أن وصل عشرات الإعلامين الرياضين إلى درجة الاحتراف في النقد والتحليل سواء بالدراسة أو الفراسة كما يقول المثل لا يتم الاستعانة بهم وأخذ مرئياتهم في إصلاح حال الرياضة السعودية ولكل الألعاب، ولا نشك مطلقاً أن الاهتمام الإعلامي بالرياضة فاق كل الاهتمامات الوطنية، والدليل ما يفرد للرياضة من صفحات ورقية وإلكترونية وقنوات تلفزيونية وبرامج إذاعية أم أن هذا الزخم لا يستطيع رواده والمهتمون به أن يدرسوا ويقيموا ويساهموا في إصلاح حال الرياضة السعودية، فاليوم أصبح العالم مفتوح للجميع والمعلومة متاحة لكل من يبحث عنها ويستطيع أبسط الناس أن يحدد لأي أمر مقدار الاهتمام الذي يحظى به، لماذا لا نؤمن أن لغيرنا تجارب ناجحة ويمكن الاستفادة منها، لماذا لا نقتنع أن علينا أولاً أن ننافس أنفسنا في التميز قبل أن ننافس غيرنا، لماذا لا نتجاوز القريب ويكون طموحنا إلى تخطي البعيد، هل تكريم غيرنا لنا أصابنا بالقناعة بما قدمنا وإن لم نحقق مركزاً يشفع لنا في هذا التكريم وأصبحنا مثل من كذب الكذبة وصدقها، هل يعقل أن نصبر على ذلك ونمشي مع من يقول إن العلاج في تحويلها إلى وزارة حتى تكون مخصصاتها أفضل مع الدخول في دهاليز بيروقراطيات أعاقت الكثير من خطط التنمية الأهم من الرياضة فكيف ستعالجها.
ختاماً،, نتطلع أن تكون الزيارة الثانية لمقامه الكريم ونحن بحال أفضل ومراكز متقدمة وميداليات متنوعة، كما نتطلع ونحن في عصر الشفافية أن نتذكر الأسباب وراء تلك الإخفاقات لكي نثق في وسائل النجاح التي ستقر لها وتنقلنا إلى عالم من التميز المنشود، إلا إذا كانت الرعاية غير قادرة على ذلك، كما نتطلع إلى محاسبة الاتحادات وتطبيق نفس الإجراء الذي يطبق في مجلس الاقتصاد والتنمية وتستعرض الخطط ويناقش الجدول الزمني لإصلاح شأن كل الاتحادات، كما نتطلع إلى خطة وخطاب إعلامي رسمي ومعلن، نستطيع التفاعل معه، فالإعلام الرياضي شريك تنمية رياضية وحضارة شبابية، وهو من سيصحح النظرة السلبية في المجتمع عن واقع الألعاب الرياضية واهتمامات الاتحادات المعنية بها.
تهنئة،, نبارك للوطن وللقيادة وللرياضيين والرياضة وصول منتخب اليد للتصفيات النهائية لكأس العالم للمرة الثامنة وتحقيق ما عجز عن تحقيقه منتخب أخذ كل الاهتمام وجل الميزانيات والنتيجة ليتها كانت مكانك سر ولكن مكانك تأخر.