د. عبدالحق عزوزي
كنا قد كتبنا على إثر التوقيع في منتجع الصخيرات المغربية وبوساطة مغربية على الاتفاق بين كل الأطراف الليبية، التي وافقت على شكل الاتفاق المعلن من قبل المنظمة الأممية، أنه اتفاق تاريخي يجب أن يصفق عليه ويطبق...
وينص هذا الاتفاق التاريخي على تشكيل حكومة وفاق وطني تقود مرحلة انتقالية تنتهي بإجراءات تشريعية بعد عام، كما ينص على توسيع المجلس الرئاسي ليتكون من تسعة أشخاص،رئيس وخمسة نواب وثلاثة وزراء. كما ينص هذا الاتفاق على أن السلطة تتكون من ثلاث مؤسسات محورية وهي مجلس النواب ويمثل السلطة التشريعية، ومجلس الدولة وهو على شاكلة غرفة برلمانية استشارية ومجلس رئاسي، وتنتقل كافة صلاحيات المناصب العسكرية والمدنية والأمنية العليا كما هو منصوص عليه في القوانين والتشريعات الليبية النافذة إلى المجلس الرئاسي فور توقيع الاتفاق، كما أن الإجماع قاعدة ضرورية لاتخاذ أي قرار. فالزعيم الليبي المقتول معمر القذافي ترك بلدا بدون مؤسسات سياسية حقيقية كالبرلمان والأحزاب السياسية والنقابات وهي رئة أية حياة سياسية، أي ترك دولة بدون ممارسة وتجربة سياسية حيوية ولو تحت نظام سلطوي بائد على خلاف تونس ومصر حيث إن الغطاء السلطوي لممارسة الحكم، سمح موازاة معه بميلاد نخبة سياسية متمرسة من أهل الحل والعقد الذين يبنون اليوم مؤسسات ويسهرون على تسيير الشأن العام. الذي تركه معمر القذافي في ليبيا كان بمثابة خراب سياسي مبني على خزعبلات وقواعد لا صلة لها بأي منطق، واستطاع أن يدوم لعقود بفضل عائدات الثورة البترولية. لذا نفهم تداعيات سقوط هذا النظام منذ سنوات في هذا البلد الحبيب قليل السكان مقارنة مع مصر، ولكن غني بموارده الطبيعية التي لو استغلت عقلانيا وديمقراطيا وتنمويا لأضحت ليبيا منذ سقوط القذافي بفضل ثرواتها سويسرا المغرب العربي..
الاتفاق الآن قد وقع. والأطراف المعنية كلها قد شاركت في هذا الموعد الحساس مع التاريخ، وليبيا ستمر اليوم في مرحلة انتقالية حساسة ومصيرية؛ حساسة لأن الأوضاع كما أسلفت في ليبيا معقدة، وصوت السلاح يصعب إيقافه مع كثرة الميلشيات وفقدان الأهل والأولاد في حروب جنونية بين إخوة الأمس... والثأر والفوضى واللاأمن سمة أي مجتمع عاش ويعيش في حروب طائفية أو أهلية أي بين سكان البلد الواحد، ناهيك عن تواجد أعضاء من الميلشيات أتوا من أمصار متعددة؛ ومصيرية لأنه إذا لم يضع الليبيون بعد كل هذا المجهود الحواري المضني والإجماع اللامسبوق، القاطرة على سكة العقلانية ونكران الذات وتغليب مصلحة الدولة على المصالح الضيقة فستصل ليبيا إلى مرحلة الدمار الشامل.
ثم إننا نتذكر تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا عن طريق ضربات جوية ساعدت على مؤازرة الثوار وعلى إنهاء نظام معمر القذافي، وكان لتدخل وتجربة الوزير الفرنسي المحنك ألان جوبي في عهد الرئيس ساركوزي أثر في تسربع وتحريك مسطرة تدخل الحلف الأطلسي، والسيد ألان جوبي أعرفه منذ زمان بعيد، وكان قد بلور معنا في منتديات فاس التي كنا ننظمها آليات الاتحاد من أجل المتوسط، والتي تبلورت عنها العديد من الميكانزمات المؤسسية الهادفة في كيان يجمع 43 دولة؛ وهو يتمتع ببعد نظر استراتيجي قل نظيره في الساحة الاستراتيجية لعالم اليوم... ولكن سرعان ما تم القضاء على نظام القذافي، وفشل الرئيس ساركوزي في الانتخابات الفرنسية وتم تغيير الوزراء بما فيهم ألان جوبي، ولم تعد هناك نظارات استراتيجية استباقية وردعية في البيوتات الأوروبية الكبيرة التي تبلور وتنقل إلى ساحة التنفيذ السياسات الخارجية الحساسة، تمكن ليبيا في إطار تفاعل داخل/ خارج من تثبيت أسس الدولة الجديدة، وتحصين المجال السياسي من تغول وسلطوية مترفيها ومخربيها، بل سرعان ما تقوضت معالم السياسة في البلد، وبدأ إخوة الأمس يحملون السلاح ليتقاتلوا على مصالح دنيوية آنية ضيقة، في حروب داخلية وأهلية عوجاء، أتت على مقومات العيش في البلد، وما زالت في شرها المستطير لينعدم الأمن وتخرب مؤسسات الدولة، ولتقل موارد الشعب، ولتفتح حدود البلد، وهذا هو الأخطر، على المقاتلين والمرتزقة والدواعش التي وجدت في عروق الدول الهشة والضعيفة، مراغما وسعة...
ولكن التفجيرات الأخيرة في العديد من العواصم الإفريقية، كانت بمثابة إنذار خطير وصلت شظاياها إلى كل المثبطين عن التحرك العسكري في وزارات الدفاع ومؤسسات الأمن القومي الغربية وبخاصة الأمريكية، والكل اقتنع أن داعش لها من الإمكانيات اليوم لكي تجعل من ليبيا، مقرا لها ومركزا للقيادة في إفريقيا وجنوب المتوسط، والتجربة أفادت في العراق وسوريا أنه كلما استقطب أو تولد ونما وتعشش الفيروس الداعشي في بلد من البلدان، وتهاون المتربصون به في النظام الدولي (أمريكا على الخصوص) إما لحسابات داخلية صرفة (الانتخابات) أو بسبب سياسات خارجية نكراء، أو حسابات جيوسياسية تخفي الكثير من الحقائق وتجعلنا مع آخرين نضع المئات من علامات الاستفهام، إلا وأصبح التدخل أصعب وأشد...أقرب الدول الغربية إلى ليبيا هي أوروبا وعلى رأسها إيطاليا و فرنسا، ومع ذلك فالتصريح الأخير للرئيس الأمريكي ووزير دفاعه عن ليبيا مثير للانتباه، ويحيلنا إلى تغير في التوجه الأمريكي يتعدى التوجه الأوروبي، وإلى خطورة داعش في ليبيا على المصالح الأمريكية في المنطقة أكثر منه على المصالح الأوروبية في المدى المتوسط والبعيد، فوصول المقاتلين الميدانيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية أصعب من وصولهم إلى أوروبا بحرا وجوا، ولا يبقى لهم في سياستهم الإرهابية ضد أمريكا إلا استقطاب ملوثة عقولهم من عقر الدار الأمريكي، أو ضرب المصالح الخارجية من سفارات وشركات وأفراد وهو ما سيكون سهلا في القارة الإفريقية... داعش بدأت بالفعل هجمات على منطقة الهلال النفطي الليبي، وبالأخص مدينة راس لانوف والسدرة، ونعلم أن أكبر منشآت تصدير نفط ليبيا متواجدة هناك... كما أن داعش ثبت أقدامه في مدينة سرت ويريد الاستحواذ على كل آبار وأنابيب النفط في بلد تتصارع فيها قوى سياسية مختلة وحكومتان...
كانت أمريكا دائما مترددة في تلبية طلبات دول عديدة بما فيها بعض الدول العربية للتدخل في ليبيا، مخافة أن تجري الرياح بما لا تهوى السفن... واليوم نشهد تغييرا جذريا في السياسة الخارجية الأمريكية بعد أن قررت داعش تحويل البلد إلى قاعدة إقليمية لصناعة وتصدير الإرهاب وضرب المصالح الأمريكية والغرب والوطن العربي.... كما أن سرعة التدخل الأمريكي في إفريقيا ستصبح جد سهلة بعد أن كانت قد وقعت واشنطن وإسبانيا اتفاقا أمنيا يتم بموجبه نشر قوة عسكرية تتكون من 2200 ضابط من قوة المارينز بالأراضي الإسبانية يكون موقعها بجنوب إسبانيا، لتنضاف إلى القوة الأمريكية المنتشرة في جزيرة «مورون دي لا فرونتيرا»، قرب إشبيلية، بـ800 ضابط.
آخر الكلام: بعض الدول العربية تعيش اليوم بين سندان الأزمات الداخلية الخانقة بسبب تفكك هياكلها الناتج عن سقوط الأنظمة كليبيا مثلا، وبين مطرقة مصالح الدول النافذة التي تجيد أو تهوى قواعد المشاهدة واللعب بآليات النظام الدولي...
وهاته المعادلة في إطار ميزان أي نظام جهوي أو إقليمي هي معادلة خاطئة، لأن الفاعلين المحليين والجهويين هم المطالبون بالتدخل أكثر من غيرهم، لدوافع الدين واللغة والثقافة والتاريخ المشترك والمصالح المتداخلة الآنية والمستقبلية، وأما آن الأوان لتحريك إيجابيات القوة العربية المشتركة سياسيا وعسكريا لتثبيت السلم في النظام الإقليمي العربي!!!
وينص هذا الاتفاق التاريخي على تشكيل حكومة وفاق وطني تقود مرحلة انتقالية تنتهي بإجراءات تشريعية بعد عام، كما ينص على توسيع المجلس الرئاسي ليتكون من تسعة أشخاص،رئيس وخمسة نواب وثلاثة وزراء. كما ينص هذا الاتفاق على أن السلطة تتكون من ثلاث مؤسسات محورية وهي مجلس النواب ويمثل السلطة التشريعية، ومجلس الدولة وهو على شاكلة غرفة برلمانية استشارية ومجلس رئاسي، وتنتقل كافة صلاحيات المناصب العسكرية والمدنية والأمنية العليا كما هو منصوص عليه في القوانين والتشريعات الليبية النافذة إلى المجلس الرئاسي فور توقيع الاتفاق، كما أن الإجماع قاعدة ضرورية لاتخاذ أي قرار. فالزعيم الليبي المقتول معمر القذافي ترك بلدا بدون مؤسسات سياسية حقيقية كالبرلمان والأحزاب السياسية والنقابات وهي رئة أية حياة سياسية، أي ترك دولة بدون ممارسة وتجربة سياسية حيوية ولو تحت نظام سلطوي بائد على خلاف تونس ومصر حيث إن الغطاء السلطوي لممارسة الحكم، سمح موازاة معه بميلاد نخبة سياسية متمرسة من أهل الحل والعقد الذين يبنون اليوم مؤسسات ويسهرون على تسيير الشأن العام. الذي تركه معمر القذافي في ليبيا كان بمثابة خراب سياسي مبني على خزعبلات وقواعد لا صلة لها بأي منطق، واستطاع أن يدوم لعقود بفضل عائدات الثورة البترولية. لذا نفهم تداعيات سقوط هذا النظام منذ سنوات في هذا البلد الحبيب قليل السكان مقارنة مع مصر، ولكن غني بموارده الطبيعية التي لو استغلت عقلانيا وديمقراطيا وتنمويا لأضحت ليبيا منذ سقوط القذافي بفضل ثرواتها سويسرا المغرب العربي..
الاتفاق الآن قد وقع. والأطراف المعنية كلها قد شاركت في هذا الموعد الحساس مع التاريخ، وليبيا ستمر اليوم في مرحلة انتقالية حساسة ومصيرية؛ حساسة لأن الأوضاع كما أسلفت في ليبيا معقدة، وصوت السلاح يصعب إيقافه مع كثرة الميلشيات وفقدان الأهل والأولاد في حروب جنونية بين إخوة الأمس... والثأر والفوضى واللاأمن سمة أي مجتمع عاش ويعيش في حروب طائفية أو أهلية أي بين سكان البلد الواحد، ناهيك عن تواجد أعضاء من الميلشيات أتوا من أمصار متعددة؛ ومصيرية لأنه إذا لم يضع الليبيون بعد كل هذا المجهود الحواري المضني والإجماع اللامسبوق، القاطرة على سكة العقلانية ونكران الذات وتغليب مصلحة الدولة على المصالح الضيقة فستصل ليبيا إلى مرحلة الدمار الشامل.
ثم إننا نتذكر تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا عن طريق ضربات جوية ساعدت على مؤازرة الثوار وعلى إنهاء نظام معمر القذافي، وكان لتدخل وتجربة الوزير الفرنسي المحنك ألان جوبي في عهد الرئيس ساركوزي أثر في تسربع وتحريك مسطرة تدخل الحلف الأطلسي، والسيد ألان جوبي أعرفه منذ زمان بعيد، وكان قد بلور معنا في منتديات فاس التي كنا ننظمها آليات الاتحاد من أجل المتوسط، والتي تبلورت عنها العديد من الميكانزمات المؤسسية الهادفة في كيان يجمع 43 دولة؛ وهو يتمتع ببعد نظر استراتيجي قل نظيره في الساحة الاستراتيجية لعالم اليوم... ولكن سرعان ما تم القضاء على نظام القذافي، وفشل الرئيس ساركوزي في الانتخابات الفرنسية وتم تغيير الوزراء بما فيهم ألان جوبي، ولم تعد هناك نظارات استراتيجية استباقية وردعية في البيوتات الأوروبية الكبيرة التي تبلور وتنقل إلى ساحة التنفيذ السياسات الخارجية الحساسة، تمكن ليبيا في إطار تفاعل داخل/ خارج من تثبيت أسس الدولة الجديدة، وتحصين المجال السياسي من تغول وسلطوية مترفيها ومخربيها، بل سرعان ما تقوضت معالم السياسة في البلد، وبدأ إخوة الأمس يحملون السلاح ليتقاتلوا على مصالح دنيوية آنية ضيقة، في حروب داخلية وأهلية عوجاء، أتت على مقومات العيش في البلد، وما زالت في شرها المستطير لينعدم الأمن وتخرب مؤسسات الدولة، ولتقل موارد الشعب، ولتفتح حدود البلد، وهذا هو الأخطر، على المقاتلين والمرتزقة والدواعش التي وجدت في عروق الدول الهشة والضعيفة، مراغما وسعة...
ولكن التفجيرات الأخيرة في العديد من العواصم الإفريقية، كانت بمثابة إنذار خطير وصلت شظاياها إلى كل المثبطين عن التحرك العسكري في وزارات الدفاع ومؤسسات الأمن القومي الغربية وبخاصة الأمريكية، والكل اقتنع أن داعش لها من الإمكانيات اليوم لكي تجعل من ليبيا، مقرا لها ومركزا للقيادة في إفريقيا وجنوب المتوسط، والتجربة أفادت في العراق وسوريا أنه كلما استقطب أو تولد ونما وتعشش الفيروس الداعشي في بلد من البلدان، وتهاون المتربصون به في النظام الدولي (أمريكا على الخصوص) إما لحسابات داخلية صرفة (الانتخابات) أو بسبب سياسات خارجية نكراء، أو حسابات جيوسياسية تخفي الكثير من الحقائق وتجعلنا مع آخرين نضع المئات من علامات الاستفهام، إلا وأصبح التدخل أصعب وأشد...أقرب الدول الغربية إلى ليبيا هي أوروبا وعلى رأسها إيطاليا و فرنسا، ومع ذلك فالتصريح الأخير للرئيس الأمريكي ووزير دفاعه عن ليبيا مثير للانتباه، ويحيلنا إلى تغير في التوجه الأمريكي يتعدى التوجه الأوروبي، وإلى خطورة داعش في ليبيا على المصالح الأمريكية في المنطقة أكثر منه على المصالح الأوروبية في المدى المتوسط والبعيد، فوصول المقاتلين الميدانيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية أصعب من وصولهم إلى أوروبا بحرا وجوا، ولا يبقى لهم في سياستهم الإرهابية ضد أمريكا إلا استقطاب ملوثة عقولهم من عقر الدار الأمريكي، أو ضرب المصالح الخارجية من سفارات وشركات وأفراد وهو ما سيكون سهلا في القارة الإفريقية... داعش بدأت بالفعل هجمات على منطقة الهلال النفطي الليبي، وبالأخص مدينة راس لانوف والسدرة، ونعلم أن أكبر منشآت تصدير نفط ليبيا متواجدة هناك... كما أن داعش ثبت أقدامه في مدينة سرت ويريد الاستحواذ على كل آبار وأنابيب النفط في بلد تتصارع فيها قوى سياسية مختلة وحكومتان...
كانت أمريكا دائما مترددة في تلبية طلبات دول عديدة بما فيها بعض الدول العربية للتدخل في ليبيا، مخافة أن تجري الرياح بما لا تهوى السفن... واليوم نشهد تغييرا جذريا في السياسة الخارجية الأمريكية بعد أن قررت داعش تحويل البلد إلى قاعدة إقليمية لصناعة وتصدير الإرهاب وضرب المصالح الأمريكية والغرب والوطن العربي.... كما أن سرعة التدخل الأمريكي في إفريقيا ستصبح جد سهلة بعد أن كانت قد وقعت واشنطن وإسبانيا اتفاقا أمنيا يتم بموجبه نشر قوة عسكرية تتكون من 2200 ضابط من قوة المارينز بالأراضي الإسبانية يكون موقعها بجنوب إسبانيا، لتنضاف إلى القوة الأمريكية المنتشرة في جزيرة «مورون دي لا فرونتيرا»، قرب إشبيلية، بـ800 ضابط.
آخر الكلام: بعض الدول العربية تعيش اليوم بين سندان الأزمات الداخلية الخانقة بسبب تفكك هياكلها الناتج عن سقوط الأنظمة كليبيا مثلا، وبين مطرقة مصالح الدول النافذة التي تجيد أو تهوى قواعد المشاهدة واللعب بآليات النظام الدولي...
وهاته المعادلة في إطار ميزان أي نظام جهوي أو إقليمي هي معادلة خاطئة، لأن الفاعلين المحليين والجهويين هم المطالبون بالتدخل أكثر من غيرهم، لدوافع الدين واللغة والثقافة والتاريخ المشترك والمصالح المتداخلة الآنية والمستقبلية، وأما آن الأوان لتحريك إيجابيات القوة العربية المشتركة سياسيا وعسكريا لتثبيت السلم في النظام الإقليمي العربي!!!