ميسون أبو بكر
تأسّيا بسيّدي سلمان بن عبد العزيز حين ذكر إخوانه الملوك مشيراً إلى مسيرتهم وأثرهم في البلاد ، سأتحدث اليوم عن عرس كبير تشهده البلاد واقترن بأحد هؤلاء الملوك الذين مضوا رحمهم الله؛ تاركاً إرثاً ثقافياً نعتز به في المملكة ونباهي به العالم.
ما أقصده هو مهرجان الجنادرية، ومن أتحدث عنه هو الرجل الذي لطالما اقترن باسمه المهرجان ونال اهتمامه وحضوره؛ هو عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله وطيب ثراه -.
سأتحدث كابنة وفيّة لهذه الأرض بكل مكوّناتها وكمتابعة وناشطة في الشأن الإعلامي والثقافي، فمن أعوام هذا المهرجان الثلاثين شهدت منها عشرة أعوام، تحوّلت روحي كطيور المكان لا تغادر سماءه وفكري وثقافتي جزء منه، وموعد انعقاده هو موعد مع الحياة وقوافل التراث وقرى المملكة التي تحضر بكل تراثها وأصالتها في عرس سنوي عالميّ.
عندما عبرت إلى أرض المهرجان لوّحت بكف القلب لتلك اللوحة التي حملت صورة الرجل الذي رحل تاركاً فينا إرثاً كبيراً من المحبة والتقدير، فعهد هذا الوطن الوفاء لأعلامه وعهد رجاله وقادته السير على خطى أبيهم مؤسس البلاد الرجل الذي نال اهتمام العالم ، فقد حول القارة التي تعادل مساحتها المملكة العربية السعودية إلى دولة بمثابة منارة للعالم أجمع.
في الجنادرية تحوّل الحرس الوطني الذي يشرف على هذا الحدث السنوي الكبير إلى حارس للثقافة والتراث، يؤكد أنهما يضربان بجذورهما عميقاً في هذه الأرض التي وحّدها أبو البلاد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -، الذي ورث عنه أبناؤه التشبث بتراثهم وتاريخهم وحضارة البلد الذي يمتد من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه في تناغم وطني ولحمة ليس لها مثيل.
الحوار الذي تصدرته المملكة في المشهد العالمي وتوّجته بمركز للحوار في فيينا، يتجلّى في اتساع رقعة هذا الوطن عالمياً، وحضور أعمدة الفكر والسياسة كضيوف على مهرجانه الكبير.
مهرجان الجنادرية يعيد لنا ذكرى الرجل الذي لم يغب عن أذهاننا وذاكرتنا وقلوبنا التي أحبته، وهل يُنسى من سكن القلب وبكته العين حين رحل وكانت آخر كلماته؛ لا تنسوني من دعائكم.
وهذه هي ألسنتنا تلهج بالدعاء وقلوبنا التي افتقدته والتي يعيدها لذكرى الرجل الراحل مهرجان كبير كان يشرف عليه/ ويكلله بحضوره ولقاء زواره أصحاب الفكر والرأي من كل أنحاء العالم.
الجنادرية تعود حاملة الفرحة للأسرة السعودية ولزواره الكرام ، تعرض الماضي على منصات المكان بألوان مختلفة كل يعبّر عن ثقافة المساحة الجغرافية التي يمثلها والجميع في اكتماله، يمثل رابطة العقد والجسد الواحد لوطن لا يختلف على حبه والولاء له الطاهرون الأتقياء من أبنائه المخلصين.
المملكة التي يرابط جنودها على خط النار مع العدو ، والتي تطهّر قواتها البواسل مع حلفائها رجس الفرس في الشقيقة اليمن، هنا لها رجال من الحرس الوطنيّ هم حراس للثقافة، أبطال لمهرجانها التراثي الثقافي السنويّ، وهنا في القلب عرش مليكنا سلمان بن عبد العزيز أبو التاريخ . قائد الحزم، رجل الفكر الذي لا تفارقني كلماته وأحرفه التي تعوّدنا أن نسمعها في المحافل الثقافية، التي كان يحرص أن يَستقبل ضيوفه الزوّار من خارج البلاد ومن أهلها من خلال لقاءات فكرية حوارية.
رجل الإعلام الذي يواكب أبناءه الإعلاميين ويكفلهم بالاهتمام، وذاكرته القوية التي تذكره بمنجز كل فرد على حدة يا سلمك الله يا أبتي ومليكي سلمان، ورحم الله إخوتك الراحلين ومن يطوف ذكره بالمكان هذه اللحظات عبد الله ( أبو متعب) جعل الله قبره روضة من رياض الجنة.
من آخر البحر
هذا اللقاء بكل عام قبلة
ما ثمّ شيء عن هواه بشاغلي
في كل عام للثقافة موسم
أو للتراث حكاية من آجل
يا خادم الحرمين جندك ذاد عن
ورد الثقافة بالحسام الصائل
أمليك قلبي والخليقة كلها
يا ابن العزيز فداك شدو بلابلي
هذي ديارك للعروبة موطن
ومنارة الشرع الحنيف العادل