سامى اليوسف
يوجد 3 أنواع من أنظمة دفع السيارات لنقل الحركة من المحرك إلى العجلات: الدفع الأمامي، الدفع الخلفي، والدفع الرباعي.
تاريخياً، وبحسب موقع سوبر، يعود الفضل بفكرة الدفع الرباعي للمهندس الإنجليزي بريمه جوزيف ديبلوك، عندما صمم هذا النظام لمحرك جرار خاص بالمزارع، لكن الألماني فيرديناند بورشه – مؤسس شركة بورشه – استخدم هذا النظام بسيارة كهربائية.
لم يعد سراً الحديث عن تفشي ظاهرة «الدفع الرباعي» في عالم الساحرة المستديرة، والتي انتشرت كالسرطان الذي ينهش الجسد، وباتت تشكل هاجساً يقلق جمهور كرة القدم الذين ينشدون النزاهة وعدالة المنافسة، وتكافؤ الفرص، ويحترمون قرارات لجان الأخلاق والقيم التي تسمو باللعبة الشعبية الأولى في العالم عن وحل الفساد، ومواطن الشبهات.
ماذا تعرف عن الدفع الرباعي الرياضي؟، وما هي أسبابه، وأنواعه؟، ومن هم رواده؟، وكيف يعالج؟. سوف أحاول جاهداً تقديم « المختصر المفيد» في هذا الجانب وفق رؤية شخصية تحتمل - لاشك - القبول، أو الرفض ..
تعريفه
قوة لا يقدر عليها إلا رب العالمين، مصدرها خفي يعمل في الظلام، تخرق كافة القوانين والتشريعات، وتخالف اللوائح والأنظمة، وتهدف لترجيح كفة طرف تميل لصالحه هذه القوة ضد طرف لا حول له ولا قوة ، والإضرار ببقية المتنافسين.
مصدره وأدواته
يكاد يكون المصدر مجهولاً لدى المتلقي العادي، ورجل الشارع الرياضي البسيط، فهو يحيط تحركاته وأفعاله بهالة من الضبابية المتعمدة، والغموض المحير. أما أدواته، فهي تختلف باختلاف الفعل، وكذلك الزمان والمكان، فقد تكون في الملعب، أو المكتب، وقد يكون رئيس اتحاد ( بلاتر وبلاتيني خير مثال )، رئيس نادٍ، مسؤول جهاز حكومي أو شركة ذات صلة بالقطاع الرياضي، رئيس لجنة، عضو لجنة، حكم ساحة، مساعداً، وسيطاً، إعلامياً أو وسيلة إعلامية من وسائل الإعلام والصحافة الصفراء.
نماذجه وصوره
قلب النتائج هو العلامة التشخيصية الفارقة، فالبطولات يتم تجييرها لمستضيف غير مؤهل، والألقاب تذهب لغير الأكفاء، ونتائج المباريات ومسارها تنحرف إما بجزائية مغتصبة، أو تسلل واضح فاضح، وكذلك ملاعب المباريات تتبدل وفق أهواء المستفيد ورغبات داعميه، وحتى الترشيحات تذهب أصواتها لغير مستحقيها في الانتخابات والمشاركات.
أنواعه
هناك 3 أنواع لهذا الدفع الرباعي ..
الأول : مؤقت .. أو محدد .. وهو يقع في حالة واحدة عند تغليب مرشح على آخر مثل انتخابات الرئاسة في الجمعيات العمومية، أو ترشيح عضو لمنصب معين أو شخص بعينه لجائزة معينة، أو عضو محدد للجنة معينة. وأحياناً في تمييع قضية ما وإخفاء معالمها إلى حد النسيان، أو استثناء خاص ومفصل لشخصية، أو جهة في عقود معينة.
الثاني: مستمر .. أو مفتوح .. وهو يقع في بطولة ما لفريق ما على طول الخط، وبشكل مستمر ، ومنتظم وبدعم مادي ولوجستي مفتوح .. كأن تدعم الفريق (ص) ضد الفريق (سين)، وقد يوجه هذا الدفع نحو تعطيل فريق بعينه بشكل متعمد وباستنزاف ينهك قواه عند الأمتار الأخيرة من الحسم!
الثالث: متقطع .. أو متنقل .. وهذا النوع لا يحدث دوماً، بل قد ينتقل من فريق لآخر على حسب موازين القوى والمصالح المشتركة، ويترافق هذا النوع من الدفع الرباعي مع الفرق «الفقيرة» في الإنجازات والألقاب.
علاجه
قبل الحديث عن طرق علاجه، يجب التنويه بضرورة الوقاية من هذا المرض الخبيث الذي يفسد كرة القدم، ويدمرها ، ومن أبرز طرق الوقاية كشف أدوات هذا الدفع الرباعي الذين يجسدون مثال ( التفاحة الفاسدة ) بفرض أنظمة رقابة صارمة، وتجفيف مصادر تمويلها، والمتابعة الدقيقة للمكاتب قبل الملاعب من خلال استحداث لجان القيم والأخلاق وتفعيل أدوارها ومسؤولياتها، وتعميق مفهوم الشفافية من خلال تطبيق فعّال لا يقبل المساومة على المبادئ والأخلاق.
مكافحة الفساد هي العلاج الناجع لهذا « الدفع الرباعي»، وهي تتلخص في تطبيق النظام، واعتماد مبدأ المساواة بين الجميع في الحقوق، ومعاقبة المفسدين ، والمتورطين، والتشهير بهم، وإبعاد من يتعاون معهم، ويساعدهم ويتعاطف معهم. التدقيق في أوراق المرشحين لتولي المناصب المهمة في القطاع الرياضي، والتأكد على توفر السجل الخالي من السوابق المثيرة للشكوك، وتوفر المؤهل التعليمي المناسب للمناصب الهامة والحساسة، وعلى عالم المستديرة أن يستفيد من دروس أعلى سلطة رياضية في العالم.
أخيـراً ،،،
«الإحسان هو إتقان العمل ليصبح على أكمل وجه، وهو المرتبة الثالثة من مراتب الدين، بعد الإسلام والإيمان. وتعريفه أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».