سامى اليوسف
أقرأ،كمواطن يهتم بالشأن السياسي في منطقة الشرق الأوسط أن قرار قطع العلاقات مع إيران يجيء كرسالة واضحة للعالم أجمع، ومهمة للمملكة العربية السعودية تتلخص في ثلاث نقاط رئيسة:
- طفح الكيل من السياسة الإيرانية العدوانية تجاه بلادنا، والتدخل في شؤوننا، وشؤون الجيران، والتي تلعب من خلاله دور الوصي على «شيعة» العرب.
- أن المملكة قادرة على حماية نفسها، ومصالحها باقتدار.
- على البيت الأبيض أن يفهم الموقف السعودي الصارم بوضوح، وعليه أن يتخذ خطوات مهمة على أرض الواقع للحد من تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول منطقة الخليج والشرق الأوسط.
كتب الصحافي منير البويطي تقريراً عن التاريخ المضطرب للعلاقات بين إيران - السعودية لحساب وكالة الأنباء «رويترز» جاء في إحدى فقراته الرئيسة :».. وخرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثراً بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وقطع الملك فهد العلاقات الدبلوماسية في أبريل - نيسان عام 1988».
هذه الحقيقة تبرهن على أن البلطجة، والاعتداءات الإيرانية تجاه البعثات والسفارات السعودية لم تكن وليدة اليوم، بل تأتي وفق سياسات عدائية سافرة، ومبرمجة تخرق الاتفاقات الدولية، ولا تحترم القيم والمواثيق.. وفي ظل هذا الإرهاب نتساءل: كيف ستتوفر الحماية والأمن لبعثاتنا الرياضية للفرق الكروية التي ستلعب هناك في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا؟
ومن هذا المنطلق، أتمنى أن تواصل القيادة الرياضية مساعيها الجادة بكل حزم وثبات في إقرار نقل المواجهات المقبلة إلى «ملاعب محايدة» وفق الإجراءات القانونية التي تكفل للبعثات الرياضية، وإقامة المباريات في إطار المعايير الأمنية اللازمة التي توفر السلامة للاعبين، والضغط على الاتحاد الآسيوي في هذا الجانب مستحضرين جميع التجاوزات الإيرانية الصارخة نحو تسييس الرياضة وكرة القدم تارة برفع الشعارات وصوت الهتافات السياسية حيناً والطائفية حيناً آخر، وإيذاء البعثات بالتعطيل والمضايقات العدائية تارة أخرى، بخلاف الخروقات الانضباطية في سلوك الجماهير، حيث الألعاب النارية وتهديد سلامة اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية.
ولعل تفاعل الاتحاد الإماراتي لكرة القدم مشكوراً جاء بمثابة الداعم الإيجابي للموقف السعودي، وكذلك الاقتراح البديل للملاعب المحايدة، والذي تقدَّم به رئيس اتحاد الإمارات يوسف السركال، وهو القيادي العارف بدهاليز اتخاذ القرار في الاتحاد الآسيوي، بنقل الفرق الإيرانية إلى مجموعات الشرق الآسيوية مما يعني إعادة إجراءات القرعة، وتجنب المواجهات..
وبدون أحد هذين الإجراءين, فلن يتوفر الأمن والحماية للبعثات الرياضية السعودية عند مواجهة الأندية الإيرانية، بل ينبغي للمساعي، والاتصالات أن تتواصل حتى على صعيد منع الحكام الإيرانيين من إدارة مباريات تكون الأندية السعودية طرفاً فيها، فالثقة باتت معدومة، وفرض سوء النية أصبح واقعاً لا مناص منه في أعقاب الأحداث الأخيرة والتي أدانها مجلس الأمن، وجميع دول العالم.
أخيراً، يتوجب على رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان آل خليفة أن يكون أكثر حزماً في التعامل مع المطالب السعودية - الإماراتية، فلقد طفح الكيل من الممارسات الإيرانية، والتي كانت تُقابل بسلبية مثيرة للشك من لجنة الانضباط في اتحاد القارة الصفراء.