علي عبدالله المفضي
لأن الشعر ديوان العرب وأهم مخرجات الأدب ولا يقارن أثره والاهتمام به بغيره فهو الاقرب الى الحفظ والتدوين والاكثر اهمية، به حُفظ جزء مهم من التاريخ وهو السجل الدقيق لحياة الناس ونقل الصورة عن كل عصر بميلاد الشاعر كانت تحتفل القبائل وتعتبر انها كسبت سلاحا لا يقل عن العتاد الحربي الذي تواجه به الاعداء.
به تنتصر كثير من القضايا وتُعزز كثيراً من المُثل وتكرّس الاخلاق الحميدة كالكرم والمروءة والوفاء والفضيلة، وتُنتقد التصرفات السيئة كالبخل والخيانة والرذيلة، ولا يقبح اكثر من قبحه اذ جُعل وسيلة لبث المجون والساقط من الاقوال والافعال او التفرقة بين الناس وتقسيمهم الى فئات ينتقص بعضها بعضاً.
والمخجل أن ترى من يقوم بتسجيل مقطع شعر تافهٍ يربأ من لديه ذرة من الحياء ان يجعله متداولا بصوته وصورته بين الناس يشاهده الصغير قبل الكبير، فما بالك ان يفعل ذلك مسنّ يفترض انه قدوة في الخلق والحكمة.
وقفة -
حياؤك فاحفظه عليك فإنما
يدلُّ على فضل الكريم حياؤه
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه
ولا خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه