علي عبدالله المفضي
برغم ما يتردد حول عزوف الناس عن القراءة إلا أنه ما زال لها عشاق لا يمكن حصرهم فالمهم ليس شراء الكتب واقتنائها بقدر أهمية عدم الانقطاع عن القراءة وإن اختلفت الوسيلة من كتاب إلى حاسب، وفي هذا الجانب بالذات فإن عدد القراء يفوق التوقع إذا أضفنا إليه عدد قراء الصحف وأقصد الورقي منها ومن هذا المنطلق فإن تخوفنا من عزوف الناس عن القراءة قد لا يكون دقيقاً.
وحتى يزول الكثير من التخوف لا بد أن نحتسب الوقت المتاح للفرد خلال اليوم ما بين العبادة والعمل والأكل والنوم والزيارات والواجبات العائلية ومتابعة عشرات القنوات التلفزيونية والإذاعات التي تعتبر نوعاً آخر من الاطلاع والثقافة، فإن اقتطاع وقت ولو يسير للقراءة بأي وسيلة يعتبر انتصاراً للحرف.
ومن يريد أن يعلم أثر القراءة على الناس فليشاهد مئات البرامج الحوارية مع المئات من الناس الذين يظهر بعضهم لأول مرة على شاشة تلفزيون أو خلف مايكروفون إذاعة وتمكنهم من أدوات الحوار وقدرتهم الفائقة على الحديث وإمتاع وإفادة المشاهد والمستمع الذي يظهر انعكاس الثقافة والاطلاع عليهم.