علي عبدالله المفضي
مر بالشعر مايسمى بـ(النقائض) وقد كان من أشهر شعرائها جرير والفرزدق وقد جرت بينهما معارك طاحنة يزخر بها ديوان الشعر، وقد مر شعراء الأمس القريب والعصر الحاضر بمثل هذا الشكل من الشعر الذي يعتمد في أساسه على تباهي الشاعر بما لديه من عوامل القوة في الفخر بالأفعال والأنساب مقابل الانتقاص من قيمة أشخاص أو جماعة يقف شاعرهم على الطرف الآخر من من هذا السجال السيئ، وبرأيي أن هذا النوع من الشعر المتدني في الهدف والمحتوى يجب ألّا يكرس أو يُتداول أو يُتبادل وأن يُقضى عليه في مهده لأنه مدعاة لإثارة العصبية المقيتة التي تُفرق بين أبناء الوطن الواحد خاصة في مثل هذه الأيام التي يحتاج فيها أبناء الوطن إلى زيادة اللحمة الوطنية والتكاتف والتعاضد والتقارب إذ ليس أكثر هدما لتماسك المجتمع من مثل هذه الممارسات البغيضة.
ومثل هذه التصرفات يجب أن تخضع للعقاب والمحاسبة وإن كان تداولها عن طريق الرسائل ومقاطع (الواتساب) لنقطع دابر الفرقة والشتات والعبث بلحمتنا الوطنية التي يجب أن نحافظ عليها كما نحافظ على أرواحنا وممتلكاتنا وأبنائنا ونحمد الله الذي منّ علينا بعد أن كنا في حال من الفرقة والتناحر فهيأ لنا من أمرنا رشدا بالتآم الصف بتوفيقه ثم بعزيمة الملك الموسس عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه ورجاله الأفذاذ رحمهم الله الذين بذلوا أرواحهم في سبيل أن نصبح بهذا التماسك والالتئام.
وقفة
نحمد الله صفنا بالمملكة واحد وغايتنا شريفة
دايمٍ راياتنا بافعالنا بيضا ولا دنّس شرفنا
زيَّن التاريخ فعل اجدادنا من كانت الدنيا كليفة
وان بغينا وصفهم ضاق الكلام وضاع منا ما وصفنا
كلنا للحق عند الحق بين الناس نوَّاب وخليفة
لو علينا الحق من نقوة ضمايرنا صدقنا واعترفنا
ديننا دستورنا وقلوبنا للدين وانصاره حليفة
ما رضينا غير منهاجه لنا قصد او طريق ولا انحرفنا