فهد بن جليد
من أجمل الأفكار التي طبقتها (حكومة الشارقة) مؤخراً، تخصيص (ثلاثة مواقف) لسيارات (ثلاثة موظفين) مُتميزين في دائرة التخطيط والمساحة، ضمن توجهها لتكريم الموظفين المُتفانين في عملهم، بمجموعة من الحوافز، والمكافآت التشجيعية المتنوعة!.
في ظل عجز الأنظمة، والقوانين عن تكريم المُتميزين في بيئة العمل، والبيروقراطية الطويلة من أجل قول كلمة (شكراً) لمن يستحقها من الموظفين، والتي عادة ما تنتهي عند أفضل البيئات (بدرع تكريمي) أو (خطاب شكر) أو صورة تعلق في (مدخل المنشأة)، تأتي مثل هذه الأفكار التي يمكن تطبيقها في كل مؤسسة حكومية أو أهلية من أجل بث روح التنافس بين الموظفين، عوضاً عن المكافأة المادية أو تحسين المستوى الوظيفي!. تعوّدنا في العالم العربي أنَّ (الموظف الأعلى) درجة ومرتبة، يحصل على مُميزات أكثر من تلك التي يحصل عليها (الموظف الأصغر)، لذا يتسلل الفتور، والملل، واللامبالاة لدى بعض الموظفين، الذين يعتبرون أنَّ الراتب بمثابة (إعانة حكومية)، وليس أجراً مقابل جهد يجب القيام به بكل إخلاص وإتقان، لذلك تبرز صور مُتعددة للفساد واستغلال النفوذ؛ نتيجة عدم فهم الغاية السامية (للوظيفة) خصوصاً في القطاع العام؟!. هذا الأسبوع ضرب الزميل (عماد الدين أديب) مثالاً(بثقافة العمل) في الدولة (العبرية)، حيث يعتبر ذلك جزءاً من (ضريبة خدمة الوطن)؛ بهدف تحسين أداء الجهاز الإداري، ألسنا (أولى) بهذه الثقافة في مجتمعاتنا العربية من (كيان مُحتل مُغتصب) لأراضينا؟!. المثال الآخر كان لوزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) الذي ينتمي لعائلة ثرية، والوظيفة العامة بالنسبة له تُعد (خسارة مادية)، فزوجته واحدة من (أغنى نساء العالم)، ومع ذلك لبى نداء الوطن؛ لإيمانه بضرورة أن يسُدَّ لبلاده شيئاً من فضلها عليه من خلال (وظيفته)!.
لو نظرنا من حولنا سنجد أنَّ قاعدة (باريتو 20/ 80) مُطبقة بالفعل، فـ(20%) من الموظفين يُنجزون ما نسبته (80%) من الأعمال؛ إمّا بسبب قدراتهم الخاصة، وإما نتيجة تفانيهم وإخلاصهم، بينما يتولى (80%) من الموظفين القيام ببقية الـ(20%) من الأعمال المتبقية!. أنا مُتأكد أنَّ من بين الفاعلين (لخدمة وطنهم) من لا يملك حتى (موقفاً خاصاً) لسيارته؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.