فهد بن جليد
هذا الأسبوع اكتشفت أن (الطبقة المخملية) التي كنت أعتقد أنهم (أحسن ناس) لمُجرد أنهم من ركاب (الدرجة الأولى)، في طريقهم للانقراض تدريجياً، ليصبحوا (طبقة وسطى) جديدة، بعد ظهور ركاب أجنحة (الإقامة) على الرحلات الجوية!
فعند زياراتي لمعرض البحرين الدولي للطيران 2016م عرفت أن مقعد الطائرة لدى البعض (لم يعد يكفي الحاجة)؟ لذا بدأت بعض الخطوط الخليجية والعالمية في رفع معايير الخدمات المقدمة للركاب المميزين الذين لا يكفيهم (مقعد واحد)، لتخصيص ما يشبه الجناح في الفندق أو الشقة الفاخرة على متن الطائرة، حيث إن المقعد عبارة عن (ثلاث غُرف صغيرة) للنوم والراحة والاسترخاء ودش أو مروش وحمام خاص للراكب.. إلخ من سُبل الرفاهية، وياليت (وزارة الإسكان) تستفيد من تجربة هؤلاء، فقد نجحوا في توفير (شقة في طائرة)، ونحن مازلنا ننتظر خطط الوزارة على الأرض!
السؤال أين سيذهب ركاب (الدرجة الأولى) سابقاً؟ وهل سيحل مكانهم طبقة أكثر ثراء وفخامة؟!
إنها الدنيا (دُول) بين الناس، فهؤلاء سيتم تصنيفهم إلى (درجتين) الصنف الأول سيحافظ على مكانته، ويحصل على أكثر من مجرد (مقعد على الطائرة)، والصنف الثاني سيتم التعامل معه (كدرجة أولى) بمُميزات (رجال أعمال)، بينما درجة (رجال الأعمال) وهي الطبقة الوسطى سابقاً، ستُصنف على أنها (الدرجة الاقتصادية)، بينما (السياحي) انقسم هو الآخر إلى نصفين (سياحي عادي)،
و(سياحي مُخفض)، وكأن تصنيفات (مقاعد الطائرة) تشبه إلى حد كبير جانباً من الحياة، فالأثرياء يزدادون ثراء، والفقراء يزدادون فقراً، لكن المؤكد أن الكل سيُنهون مشوارهم في الحياة سواسية، وفي الوقت المُحدد لكل منهم!
كل جناح كنت أزوره في معرض الطيران كنت أسأل الناقلين الجويين على طريقة (رحلة العمر) هل هناك نيّة لتغيير أسعار تذاكر ركاب الدرجة (السياحية) مُستقبلاً؟!
لا أحد يملك إجابة واضحة، مما يعني أن مقاعد (الدرجة السياحية) عرضة في كل يوم (للإزالة)، من أجل توفير المزيد من المساحات على متن الطائرة، لبناء مشروعات الأجنحة الفاخرة للأثرياء، دون الاكتراث لمصير أصحاب هذه المقاعد!
وعلى دروب الخير نلتقي.