فهد بن جليد
مُحزن جداً أن يتسلل إليك شعور بأن الناس من حولك يستكثرون عليك (صمودك وبقاءك) على قيد الحياة؟ وكأنهم يستغربون عدم (موتك) حتى الآن؟!.
أحد من يشعرون بذلك يقول لي وقد -اغرورقت عيناه بالدموع- تخيل أن يقول لك أحدهم بفظاظة وأمام الناس، وفي مناسبة (زواج وفرح) تُلبي فيها واجباً اجتماعياً في (ليلة سعيدة) لعلها تنسيك شيئاً من همك، وتخفف عنك بعض ألمك : منذ متى تأخذ (كيماوي)؟ سبحان الله ما تساقط شعرك مع الجلسات مثل فلان الله يرحمه؟ وأبو فلان الله يغفر له؟ والله يوم جيناهم على (فراش الموت) ما عرفناهم؟!.
مريض السرطان يعيش رحلة ألم وصراع (طويلة ومريرة)، فهو يحارب المجهول بطرق علاج مؤلمة، تتخللها لحظات انكسار يحتاج معها لمن يساعده، ويأخذ بيده حتى يتجاوز مراحل الخطر، فهل نحن في المجتمع نعي هذا الأمر وندركه؟ أم أنّ الفضول والأنانية، وحب معرفة الأسرار لدى (بعضنا) جعلتهم يتجاوزون الخطوط الحمراء؟!.
قد يكون من الأهل والأقارب، والأصدقاء في العمل من يراعي هذه المسألة, إلا إنه من المؤكد أننا لسنا (كُلنا) كذلك !.
القصة تبدأ فصولها من غرف الانتظار في عيادات العلاج، فلا تتوقع أن جميع المرضى ومرافقيهم لديهم اللباقة، وحسن التعامل مع المرضى الجدد، بل إن بعض التعليقات، والتلميحات، و(التخويفات)، والقصص التي تُسمع وتُروى هناك، تجعل المريض يدخل في دوامة، يصعب الخروج منها، وربما تسببت في تأخير علاجه، وأثرت على نفسيته!.
بعض -الأصحاء- في المجتمع يطلقون (رصاصة الرحمة)؟ إما بدافع (الفضول) أو (الشفقة) أو حتى (التعاطف) ولكن بطريقة خاطئة، دون مراعاة نفسية المريض، مما ينعكس (سلباً) على خطته العلاجية!.
كم من الحالات شفيت بأمر الله ثم بفضل (الدعم النفسي) من المحيطين بالمريض؟ الدراسات العلمية والطبية تؤكد أن (المُحيطين الإيجابيين) أهم أجزاء العلاج!.
وعلى دروب الخير نلتقي.