فهد بن جليد
في مجالسنا يفقد الطبيب مكانته يوماً بعد آخر، وتكثر نصائح اللجوء للصيدلي عوضاً عنه، باعتبار أنه أرخص وأسرع على طريقة (روح للصيدلية)، يا رجال (خلك طبيب نفسك)، ووفر (فلوس الفحص)؟!.
عدم الثقة في (روشتة) الطبيب، سببه تعامل (معظم الأطباء) معنا (كزبائن) مع ضعف الرقابة؟ فأنت بين (فحص سريع) وغير مُقنع، وبين هاجس الوقوع (ضحية) حبائل وشباك فحوصات وتحاليل وإشاعات طويلة وغير ضرورية!.
صرف الدواء من الصيدليات (دون وصفه طبية) في تزايد رغم التحذيرات التي تعلّقها كُل صيدلية ولا تلتزم بها، الأخطر من هذا ؟ هو تسليم الدواء للمريض دون شرح كافٍ لطريقة (الاستخدام) أو معرفة الأمراض المُزمنة عنده ؟!.
أمريكا اليوم تدفع سنوياً نحو 100 مليار دولار خسائر بسبب عدم التزام المريض بالاستخدام الصحيح للعلاج، فكم ندفع نحن نتيجة تناول المريض علاجاً لم يصرفه له الطبيب أصلاً؟!.
ناشطون أمريكيون أطلقوا مؤخراً تحذيرات لمصانع الأدوية بضرورة التوقف عن الإشارة إلى (الملاعق) كوحدة قياس لتناول الدواء السائل، وطالبوا (الأطباء) بضرورة التنبه إلى تأثيرات تناول جرعات زائدة بسبب تفاوت الكمية بين الزيادة والنقصان، وخطر ذلك على (صحة المرضى) خصوصاً الأطفال؟!.
قد يبدو الأمر (للوهلة الأولى) غير مهم، وكأنه (تحذير) مُبالغ فيه ؟ ولكن دراسة هولندية أمريكية مُشتركة توصّلت إلى استنتاج مفاده أنّ استخدام (الملاعق) في قياس الجرعات السائلة يؤدي إلى أخطاء، بتناول ميليلترات زائدة بنسبة 11.6% عند استخدام ملعقة كبيرة، أو تناول جرعة أقل بنسبة 8.4% عند استخدام ملعقة صغيرة، وهو ما قد ينتج عنه مُضاعفات جديدة لا ينتبه لها الطبيب المُعالج، لذا نصح العلماء بضرورة اعتماد (الميليلترات) كوحدة قياس دقيقة للجرعة تخفض نسبة الخطأ إلى نحو (النصف)!.
من حقنا أن نطمح للحصول على مثل هذا الاهتمام محلياً، لا أريد زيادة أعباء جديدة على (هيئة الغذاء والدواء السعودية) المُثقلة أصلاً بمهام جسام تتعلق (بجودة وتوفر) الأدوية في الأسواق، إضافة إلى مراقبة الأسعار، ومحاربة الأدوية المغشوشة !.
ولكن عندما نعلم أنّ المملكة ودول الخليج الأخرى تستحوذ على نسبة 89% من مبيعات الأدوية في الشرق الأوسط، يزداد الطموح بضرورة فرض إرشادات وتعليمات خاصة (بالمستهلك الخليجي)، تناسب طبيعته، واحتمال حصوله على العلاج (دون وصفه)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.