ناهد باشطح
فاصلة:
(كل واحد يحوّل، قدر استطاعته، أحلامه الخاصة)
- حكمة فرنسية -
أحدثت صورة النائبة الإسبانية «كارولينا بيسكانسا»، وهي تحمل رضيعها وعمره خمسة أشهر داخل قاعة البرلمان ضجة ما بين معترض ومؤيد لاصطحاب النائبة طفلها، بل والقيام بإرضاعه وقت التصويت لإيقاف بكائه.
السياسيون مثل وزير الداخلية اعترض على اصطحاب النائبة طفلها في جلسة البرلمان، لأنه يعتقد أن البرلمان ليس مكاناً مناسباً للأطفال، واعترضت إحدى النائبات أيضاً على هذا السلوك، كما اعترضت بعض الجمعيات أيضاً لأن هذا السلوك يُعمّق فكرة أن تربية الأطفال مسؤولية النساء فقط.
هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها كارولينا لفت النظر إلى صراع المرأة ما بين دورها كأم، ودورها كامرأة عاملة، فقد سبق أن أحضرت طفلها في الاحتفال بالدستور في ديسمبر الماضي في مجلس الشيوخ، وهو أيضاً يرافقها في المواعيد الانتخابية والإعلامية في الانتخابات.
كارولينا امرأة ناجحة ولديها تاريخ حافل في الإنجاز السيياسي، فهي تحتل المرتبة الثالثة في مسؤولية قيادة الحزب، وهي المسؤولة عن البرنامج الاقتصادي في الهيئة نفسها، وقد سبق لها أن ترشحت لرئاسة حزب الشعب الإسباني.
وليست كارولين هي المرأة الأولى التي تحاول لفت نظر المجتمع إلى قضايا النساء بما يستفزه للحراك.
ففي إيطاليا فعلت النائبة الإيطالية «ليتشا رونتزولي» ذات الشيء واصطحبت طفلها البالغ من العمر شهراً واحداً إلى جلسة البرلمان الأوروبي لجذب الاهتمام إلى قضية النساء العاجزات عن التوفيق بين العمل والعائلة.
أتعرفون ما الفرق بين نساء الشرق والغرب في اعتزازهن بقضاياهن وسعيهن إلى إيجاد الحلول؟.. أن بعض نساء الشرق لم يتحررن بعد من الاهتمام بتقييم المجتمع لهن، فما زالت الأعراف تكبّل بعض أصواتهن عن الحضور،
ولست ألقي باللوم عليهن، فتاريخ الشرق حافل بقمع النساء وعدم السماح لهن بممارسة تقدير الذات والحركة النسوية العربية ما زالت غير واضحة المعالم.