سعد بن عبدالقادر القويعي
في مظلومية تاريخية تعكس حجم الظلم، والتآمر، والاستهانة بالمكون السني من أهل العراق، كشف - مدير مركز جنيف الدولي للعدالة - ناجي حرج - الذي يتخذ من جنيف مقرا له -، قوائم بأسماء متورطين من سياسيين، وضباط، وبرلمانيين، وأفراد، تورطوا في ارتكاب جرائم إنسانية، وتطهير عرقي، وعمليات تهجير. يأتي في مقدمتهم: نوري المالكي، وقاسم سليماني، وحيدر العبادي، بوصفهم مجرمين تسببوا في عمليات قتل ممنهج، دافعها الطائفية؛ ليثبت التقرير مرة أخرى في تقديري، أن محتواه سيجعلنا أمام حقيقة، تؤكد تورط العراقيين في المشروع الطائفي البغيض، الذي التزمت به قوى سياسية، ودينية، وميليشيات طائفية؛ من أجل تنفيذ مشروع إقليمي في العراق.القلق من عمليات إعدام خارج القانون، وخطف، وتدمير ممتلكات ترتكبها المليشيات الشيعية في العراق، يؤكد - أيضا - نظرية: أن الإرهاب الطائفي شكل من أشكال العنف السياسي، - خصوصا - وأن العراق - اليوم - يمر بمحنة كبيرة تكمن بقوى العنف، والإرهاب. وهو ما يثبته - مدير المركز - ناجي جرح، بأن الأسماء، والمتهمين تم توثيق جرائمهم عبر أجهزة أمنية، ومصادر موثوقة، وشهود عيان، على المجازر التي لا يقابلها سوى العصور السوداء، وجرائم الصرب في البوسنة، والهرسك. كما أكد، بأن المركز يتلقى يوميا رسائل، وشهادات موثقة، عما يتجلى بوضوح من أنه سياسة ممنهجة؛ لتهجير قسري في المحافظة على أسس طائفية، تستهدف - تحديدا - المكون السني.المتابع لمراحل المشروع الطائفي، يستطيع أن يستوضح أحد أساليب تنفيذ المشروع الطائفي الإيراني البغيض؛ فعملية تحجيم أهل السنة في العراق، لم تأت بشكل اعتباطي، إنما جاءت وفق نهج مدروس، - ولاسيما - وأن الغالبية العظمى من الأحزاب الشيعية المشاركة في الحكومة، تدين بولائها لدولة الملالي في إيران، - وبالتالي - فإن الخطر الطائفي المحيط بالعراقيين، يشكل تحدّيا وجوديا خطيرا يهدد هذا الشعب، دون أن يخدم استراتيجية الدولة الواحدة؛ لأنها تهدف في نهاية المشروع إلى تفتيت الكيان الكبير، وتحويله من مجتمعات مواطنة إلى مجتمعات مذاهب.إن المتعارف عليه سياسيًا، أن الإرهاب ينجح - دائما - عندما تهمل الحكومات شعوبها، - وكذلك - عندما تفشل في معالجة نوعية اختيار القيادة السياسية للبلد، وطريقة نهجها في الحكم؛ لأنها ستجعل شعار الطائفية سلوكا مرئيا، وذي بعد جمعي استقطابي، يهدف إلى إعادة رسم الخارطة الذهنية للإنسان العاقي من هذه الزاوية الضيقة تعايشيا، - خصوصا - بعد أن تغلغلت هذه الآفة في دهاليز السياسة، وما ارتبط بها، ودخلت إلى مفردات الحياة الاجتماعية، وتسربت - أيضاً - إلى ميادين التعليم، والفن - بكل أشكالهما -، والإعلام بشتى صوره، ووسائله.من يتستر على هذه الجرائم لا يمكن الوثوق به؛ ليقوم بالتحقيق في جرائم كبرى من هذا النوع؛ إذ كشفت الوثائق دور واشنطن التي سعت إلى هزيمة المكون السني، وعرقلة فرض الاستقرار في العراق، وتجاوزت - بشكل مستمر - عن مخالفات ترتكبها الفصائل الشيعية برعاية الحكومة العراقية، بعد أن عملت إدارة الرئيسين - جورج بوش الابن وباراك أوباما - مع منظمة بدر الإرهابية، - وزعيمها المجرم - هادي العامري، الذي يصر كثير من أهل السنة في اتهامه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. بل يرى «ريان كروكر» الذي كان سفيرا للولايات المتحدة في العراق في عام 2007م، في ذروة الحرب الأهلية، بأن: «غض الطرف الأمريكي عن التجاوزات الشيعية، ساعد على تدعيم قوة الفصائل الشيعية المسلحة، وتقسيم العراق إلى أجزاء دينية، وعرقية».