فهد بن جليد
أحد الأصدقاء عادة ما يختبر نباهة وحضور (الجرسون) في أي مطعم نزوره، بسؤاله فيه (ثلج بارد) عندكم ؟ عشان عصير البرتقال ؟ يُجيبه العامل فوراً حاضر (حجيب لك) ثلج حالاً، لكنه يستدرك الموقف؟ وسرعان ما يبتسم بعد أن استوعب (المقلب)، ليتساءل هو فيه أصلاً (ثلج حار) حضرتك؟!.
تذكرت هذه (الفُكاهة) وأنا أتابع الخلاف العلمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص الأجواء في الأيَّام القادمة؟ وتوقعات بعض خبراء الطقس بحلول أجواء باردة جداً، نتيجة العواصف الثلجية المُحتملة التي ستضرب المنطقة، وتساقط الثلوج بنسب كبيرة تنخفض معها درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، بينما هناك من يخفف من برودة (الثلج)، ومع احترامي لكل من أدلى بدلوه في قصة الأجواء المُقبلة عبر وسائل التواصل، فقد وجدت أن هذه التنبؤات (مأخوذ خيرها) لأنّها شبيه بنكتة (الثلج البارد) أعلاه ؟!.
لا أعرف لماذا يُصر خبراء الطقس على تكرار (النسخة المطورة) من عبارة (مع أحلى الأماني) الشهيرة للزميل (حسن كراني)، لأنه لا يمكن القبول بمُجرد تكرار مُصطلحات مثل الرياح العكسية، والكتلة الهوائية الباردة، والمُنخفض الجوي.. إلخ، فالمُتلقي (اليوم) تجاوز مثل هذه المُصطلحات - مع احترامي لها كمدلولات لوصف الطقس بطريقة علمية - لأنه ببساطة، ليس ذات المُتلقي في (الزمن الماضي)!.
الأجهزة الحديثة، وبرامج الطقس المُلحقة بالهواتف الذكية، وخدمة تحليل الأجواء (بدقة وبساطة) لفترات طويلة مقبلة، ألغت كُل الاجتهادات والتحليلات لقراءة الأحوال الجوية بهذه الطرق التقليدية، وبدأ الناس في البحث عن (حلول) للتعامل مع الأجواء، لا مجرد سماع أخبار وتنبؤات، لتكرار تحليلات في متناول الجميع، ومن مصادر عالمية أيضاً؟!.
علم الأرصاد الجوية علم مُستقل له احترامه وقوانينه، يُنتظر من المُتخصصين فيه أن يُغيروا من حالنا معه؟ بعد أن سرقته (مُذيعات) الفضائيات العربية لسنوات طويلة، قبل أن تعيد اختطافه برامج التنبؤ الإلكترونية!.
لك أن تتخيل أن بعض سكان المناطق الشمالية يقولون كنا نستيقظ لنجد (الثلج) وقد غطى الشوارع والسيارات، بينما اليوم لا نشعر (ببرودة الثلج) إلا عبر صور شبكات التواصل الاجتماعي؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.