جاسر عبدالعزيز الجاسر
أكملت منظمة التعاون الإسلامي حلقة الهيئات والمنظمات الدولية التي شجبت سلوك نظام ملالي إيران, وتعامله الشاذ مع الدول, بخرقه الدائم للأعراف والمواثيق الدولية، فقد أدان الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الإسلامية الذين مثّلوا أربعاً وثلاثين دولة إسلامية, وأصدروا بالإجماع بياناً أدانوا فيه الإرهاب الإيراني المرتكب ضد الدول العربية المجاورة, وبالتحديد المملكة العربية السعودية, التي تعرضت سفارتها وقنصليتها في إيران إلى اعتداء مدبر من الأجهزة الأمنية المرتبطة بالحرس الثوري والباسيج, كما شجب الوزراء تدخلات نظام ملالي إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية المجاورة, وبالذات دول الخليج العربية، وأدانوا تحريض نظام الملالي أذرعته الإرهابية على ارتكاب الجرائم والعمليات الإرهابية في مملكة البحرين.
منظمة التعاون الإسلامي أكملت عقد الهيئات والمنظمات الدولية التي بدأت بمجلس التعاون لدول الخليج العربية, ثم جامعة الدول العربية, ومنظمة الأمم المتحدة, حيث أصدر مجلس الأمن الدولي المسؤول عن السلام والأمن الدوليين بياناً ندد بما تقوم به إيران من تجاوزات وخرق للأعراف والمواثيق الدولية.
هذه الإدانات والمواقف الدولية الشاجبة, والرافضة لسلوك نظام ملالي إيران يكشف مدى العزلة الدولية التي يواجه بها النظام والذي أصبح منبوذاً من دول الخليج العربية, ومن ثم الدول العربية، وبعد ذلك المجتمع الدولي والأسرة الدولية عبر مجلس الأمن الدولي؛ لتكمل الدول الإسلامية إغلاق دائرة العزلة المضروبة حول نظام يعده العالم بأسره نظاماً شاذاً في سلوكه وتصرفاته.
ويتسم البيان الختامي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بأهمية خاصة، خاصة أنه اتخذ تقريباً بالإجماع وإن تحفظت طهران وهو متوقع من ممثل يتخذ ضده قرار إدانة, إلا أن غير المتوقع هو استمرار لبنان في (الخوف) من أن يكون حراً في اتخاذ قراره السياسي الذي يخدم مصالحه الوطنية, ويتوافق مع محيطه العربي المهدد من قبل نظام ملالي إيران الذي دمّر لبنان وحوّله إلى دولة فاشلة لا تملك حتى اتخاذ القرار الذي يخدم مصالحها.
وهكذا وباستثناء لبنان التابع والمسلوب إرادته المختطفة من قِبل حزب إرهابي وتيار سياسي انتهازي, فإن كل الدول الإسلامية الأربعة والثلاثين اتخذت قرارها بالإجماع منددة بسلوك وأفعال نظام ملالي إيران الذي يفترض فيه أن يتعظ من هذه الإدانات, وأن يعود للسلوك الذي يشفع له بالعودة إلى الأسرة الدولية, وهذا لن يتم إلا بعد أن يغير نظام ملالي إيران سلوكه في حال رغبتهم بأن يكونوا حاكمين لدولة محترمة في المجتمعات الدولية، ومنها المجتمع الإسلامي, وليس البقاء في العزلة كدولة يحكمها نظام إرهابي شرير.