لبنى الخميس
في قلب فكرة أننا نعيش مرة واحدة شعورين شديدي التناقض، الأول مقلق، يضعك وجهاً لوجه أمام فكرة أنك لن تعيش حياتين أو ثلاث أو أكثر، هي حياة واحدة، فرصة واحدة، فلنسع بكل ما أوتينا من قوة أن نعيشها كما نحب دون إفراط في التخطيط والتنظيم. أما الفكرة المناقضة لها تقول: إن القدر يهدينا حياة لنخطط لكل مرحلة فيها أملا في أن نمتصّ أكبر قدر من السعادة والمتعة والفائدة.. ليظل الإنسان في معركة شعورية متجددة ما بين التخطيط والتلقائية، التنظيم والعفوية.
وهذا ما كنت أشعر به حين أقبل على خطوة جديدة أو مرحلة مختلفة.. هل سأندم على هذا الخيار؟ وهل سيرافقني التأنيب جراء اتخاذ هذا القرار؟ حتى وقعت على قائمة مكونة من 7 خيارات ستندم عليها بعد 10 سنوات لمؤلفين أمريكيين «مارك وأنجل» وبت أعود إليها لأتمعّن بما ورد فيها مراراً وتكراراً.. حتى أحزم حقائبي ذهني وأقلع معها نحو خياري الجديد. أشارككم اليوم هذه القائمة طمعاً في نشر الوعي والمعرفة وشغف التغيير:
1- ارتداء القناع لإرضاء الآخرين: هل أنت من هؤلاء الذين يعيشون ليرضوا الآخرين؟ ويسعون بأن يقع الجميع في حبهم؟ إذا كنت كذلك فاستيقظ. قلوب الناس ليست جنة فلا تناضل للبقاء فيها.. وإرضاء الذات لا الآخرين هو طريقك الحقيقي للسعادة والرضا والتفرد الذاتي.
2- إحاطة نفسك بالسلبيين: يقال إن مكانك بعد 5 سنوات يحدده أمران الكتب التي تقرأها، والأشخاص الذين ترافقهم. فإذا كان من حولك يحبطونك ويقللون من شأن أحلامك وتطلعاتك، ويمدونك بسيل من الطاقة السلبية، فقد حان الوقت أن تنظف دائرتك، وتنتقي أشخاصاً سيقودونك للإيجابية والنجاح والمجد.
3- الأنانية: أحد أجمل ما قد يقال عنك بعد موتك هو أن كنت شخص دمثّ يتمتع بالبساطة والتواضع والإثار، فهذه هي صفات القادة العظام الذي نسجوا سيرهم بحبر التواضع والقرب من الناس، مدّركين أن وحدها السنابل الممتلئة تنحني بتواضع، أما الفارغات فرؤوسهنّ شوامخ.
4- الخوف من التغيير: يقال إن أحلامك إن لم تخفك فهي ليست كبيرة كفاية. يجب أن تدرك بأن حياتك يجب ألا تكون مسيرة بحث مضنية عما هو آمن وسهل، بل رحلة مدهشة لتحقيق إنجازات عظيمة بالرغم من وعورة الطريق. فلا تجعل خوفك من التغيير يتغلب على قوة إرادتك وعمق تصميمك على النجاح.
5- الرضا بأقل مما تستحق: ضعف ثقتك بنفسك قد يكلفك الكثير، والرضا بأقل مما تستحق أحدها، لتستفيق بعد عشرات السنين وأنت في مكان لا تحبه، وسط عالم لم تختاره، ودائرة معارف لا تستسيغها. انفض عنك غبار التردد والخوف، وآمن بذاتك وبقدراتك واعلم بأنك إن رضيت بالقليل فلن يكافح من حولك ليمنحوك أكثر.
6- التسويف والتأجيل وكأنك ستعيش أبدا: مشكلة الكثير منا أننا مصابون بمتلازمة «الوقت المناسب» ومن أعراضها المماطلة والتأجيل المستمر أملا في اقتناص اللحظة المناسبة، فتضيع حياة بأكملها ونحن نفرش سجادتنا الحمراء لاستقبال وهم اللحظة المناسبة، دون أن تأتي. الفرص العظيمة لا تُنتظر بل تُصّنع.
7- العيش على أطلال التوقعات: العالم ليس مدين لك بأي شيء، بل أنت من تدين له بإنجاز يجعله مكاناً أفضل كونك استوطنت به وذقت من وفير خيراته، توقف عن أحلام اليقظة، وعن مطالبة الحياة بإنصافك، ولا ترفع سقف توقعاتك حتى لا تصحو يوماً قد سقط فوق رأسك. يقول شكسبير أنا سعيد وممتن دوماً وذلك لأني لا أتوقع شيئاً.
اقرأ هذه الوصايا الثمينة كلما أقبلت على مرحلة حاسمة تحتم عليك اتخاذ قرار مصيري، وتأكد بأنك لم تقع في فخ أحدها، فما أسهل أن نعيش الحياة بعشوائية، ونسلم الظروف والأحداث زمام التحكم في قراراتنا، لكن التحدي الحقيقي هو أن نعيش حياتنا كما نحب، مستلذين بالوعي ومتسلحين بالحكمة والتوازن لإدارة مصيرنا. فكما يقال: سنعيش هذه الحياة مرة واحدة فقط. لكن إن عشناها كما نحب.. فمرة واحدة تكفي!