فهد الصالح
تتعاظم آمال المجتمعات في القطاع الخاص الذي يحقق قفزات نمو في البرامج وبالتالي في الأرباح في أن يكون عنصرًا أكثر فاعلية اجتماعية خصوصًا في مجتمعنا الذي لا يلزم كيانات الأعمال بالمشاركة المجتمعية وإنما يتركها لرسالتهم ورؤيتهم وأهدافهم في تنمية المجتمع وبث ثقافة المسؤولية الاجتماعية فيه وفي الكيانات التجارية والصناعية الأخرى، ويرى الجميع أن أبسط الحقوق هو المشاركة الاجتماعية فيما يحقق للوطن كافة ولأفراده المزيد من السمو الاجتماعي، والحال ينطبق على كافة الأنشطة الاقتصادية، ولأن المجال هنا سيرتكز على دور القطاعات المذكورة في مسؤوليتها الاجتماعية الرياضية التي ستطال لو فعلت أكثر من 60 في المائة من التعداد السكاني لانهم فئة الشباب فإن الدور الأول في هذا الأمر يقع على الأندية في أن تقدم للكيانات الاقتصادية برامج تحقق تلك الثقافة وتبرز معها دور القطاعات الداعمة وتحقق لها المنفعة الإعلامية المرتبطة بمثل هذه العقود وتلك الرعايات، ولكن مع العجز المشاهد لأكثر الأندية في أن تحمل هذا الملف وتجعله أحد سياساتها الإستراتيجية فإننا نعول على قطاعات الأعمال أن تبادر بنشر هذه الثقافة عبر الأندية الرياضية وتقدم رؤيتها الخاصة لذلك مع تقديرنا أن الأمر في مراحله الأولى سيقتصر على عدد قليل من الأندية لأنها ذات الصبغة الجماهيرية الطاغية وقد لا تتجاوز الستة أندية ثم يعاد صياغة الرعايات بعد النتائج ودراسة المنافع وأسلوب إدارتها بوجهها الاجتماعي والنفعي للقطاعات الراعية للبرامج والفعاليات ويسرني أن أورد الإضاءات التالية:
* * *
اولاً - البرامج الدينية والثقافية التي تعنى بحفظ القران وتدريس علومه واستجلاب أصحاب الفضيلة لألقاء دروس لتحصين الشباب من مزالق الهوى والمخدرات أو أفكار الإرهاب التي بدأت كشبح مخيف يطال شبابنا ويغويهم إلى الشرور، مع التركيز على برامج الثقافة العامة والأدب والتاريخ والارتباط بالوطن وتنمية المواطنة في الشباب عن طريق خبراء تربويين يعرفون ويتقنون التعامل مع الفكر الشاب داخل النادي لأنه مكان جذب في انطلاقته الأولى يجب استثمارها.
* * *
ثانيًا- دعم البرامج الخاصة بالرياضات المناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة أو المصابين ببعض الأمراض كمتلازمة داون والاعاقات الفكرية والحركية الشديدة وغيرها، والتركيز على البرامج الرياضية التي حقق فيها الرياضيون من ذوي الاحتياجات الخاصة نتائج على مستوى العام شرفتنا أكثر مما شرفتنا نتائج البطولات التي شارك فيها الأصحاء مع التنسيق مع الاتحادات المعنية بذلك حتى يكون العمل مؤسسيًا وذا نفع داخلي وخارجي وإبراز ذلك إعلاميًا قدر الإمكان.
* * *
ثالثًا - المساهمة في رعاية الأبطال والرياضيين السابقين الذين شرّفوا الوطن في مشاركاتهم بعد أن اعتزلوا واحتاجوا إلى الرعاية والعناية أما من مرض أصابهم أو من حاجة المت بهم أو من جحود تنكر لماضيهم واستعادة أمجادهم أما بحفلات وفاء أو دعم ومساندة ومحاولة خلق القدوة الحسنة في الأجيال الجديدة للمتميز منهم والاستفادة من قدراته في إعادة تأهيله لمجالات أخرى يرغبها أو يتقن التعامل معها وتبنيه بما يلزم في تسويق خبرته وقد يطلق ذلك كبرنامج وفاء.
* * *
رابعًا - إطلاق ثقافة العمل التطوعي داخل الأندية الجماهيرية خاصة، وكيف يكون أسلوب التطوع ومجالاته وكيف يتم الحصول عليه بسهولة وهل الأفضل أن يكون التطوع فرديًا أو ضمن فريق عمل ومنافع التطوع على المجتمع بكل فئاته وتعظيم ثقافة أن خير الناس انفعهم للناس وإن أحب عيال الله أنفعهم لعياله مع تغليب مبدأ الإيثار على النفس لكي نحقق معنى التكافل الاجتماعي في أبهى صوره والاستعانة بالمبرزين في العمل التطوعي لتشكيل ثقافته الحقيقية الصادقة.
* * *
خامسًا - خلق توأمة تربوية ورياضية بين النادي وبين جهات التعليم والمدارس في مراحلها الثلاث لكي نجعل من النادي منارة تربوية تعين المدارس والأسر في تربية الأبناء لأن لغة المشاهير مؤثرة على النشء، كذلك المساهمة في خلق القدوة الرياضية المحلية بدلاً من القدوة باللاعب الدولي الذي أصبح أكثر تأثيرًا على الشاب السعودي وبشكل مشاهد ربما لندرة اللاعب المحلي القدوة أو لعدم الاستفادة منه وصناعته تربويًا ليكون مؤثرًا وبالتالي يفعل كقدوة أخلاقية حسنة.
* * *
سادسًا - رعاية القطاعات الاقتصادية للاعب الموهوب منذ البداية وربما التكفل به وتبنية مع بعض الأكاديميات العالمية لنصنع بعد ذلك لاعبًا يقدر الاحتراف ويحترم عقده ويطور موهبته مع مدربين ومشرفين وقادة سبقونا بمئات السنين.
* * *
سابعًا - رعاية مادة التربية الرياضية في المدارس بمراحلها الثلاث واستنبات التنافس الرياضي وإطلاق دوري حسب المرحلة ومساعدة أساتذة التربية الرياضية على تطبيق ما تعلموه من أجل ربط الرياضة بالتربية لكي نخلق جيلاً رياضيًا متفوقًا تربويًا وتعليميًا ومهاريًا مع تكريم المتميزين من المدارس والمعلمين وكذلك الطلاب الموهوبين مع ضرورة متابعة مسارهم أو وضع خطة متابعة تربوية ورياضية تتولاها المدارس وتتابع مراحل تطورها وبالتالي الحاجة لتطويرها.
ختامًا، هناك العديد من الأفكار والبرامج التي ينبغي للقطاع الخاص من واقع مسؤوليته الاجتماعية أن يتولاها ويدعم الإنجاز فيها بالتضامن مع الأندية الرياضية أو رعاية الشباب لأن فيها ترجمة حقيقة لتلك الثقافة التي أصبحت صوتًا شجيًا تتغنى به قطاعات الأعمال ويحتاج المواطن والوطن أن يراه مثلما يسمع بهذه المعزوفة واقعًا مشاهدًا على أرض وطن الوفاء ومسيرة الأوفياء وعطاء النبلاء فالوطن وشبابه أمانة يجب على القادر أن يقدم لهم الواجب ويدعم التَّميز فيهم.