عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم أتوقع أو أتصور أن أشاهد الفرقة النصراوية بهذه الروح والقتالية التي شاهدتها عندما التقى الاثنين الماضي بفريق الاتحاد حتى إنني توقعت خسارته على أرضه وبين جماهيره عطفا على آخر لقاءين خاضهما أمام الرائد والخليج وخاصة الأخير حيث ظهر الفريق النصراوي متفككا وعاجزا عن بناء هجمة واحدة مميزة ورغم أن العناصر واللاعبين لم يتم تغييرهم أو الزج بوجوه جديدة إلا أن نصر الاثنين الماضي ذكرنا بنصر (متصدر لا تكلمني) من حيث الروح والانسجام والقتالية وترابط الخطوط، والغريب أن التحول لم يكن تدريجياً بل حضر جميعاً في لقاء كان كبيراً أمام فريق منتصر في آخر لقاءاته ويعيش في أوج عنفوانه.
والحقيقة المحيرة حول الفرقة الصفراء أين هذه الروح والقتالية والإصرار منذ بداية الموسم؟ لماذا غابت وتلاشت نهائياً في عشر جولات مضت من الدوري وقبلها خسر لقاء السوبر وكذلك خرج من كأس ولي العهد بكل سهولة، فهل انحلت الأزمة المالية وحصل اللاعبون على حقوقهم؟ لا أظن! أم أن هناك أمورا أراد اللاعبون إرسال رسالة من خلالها أننا موجودون وحاضرون متى ما أردنا؟!.. الله أعلم ولكن مع الأسف أن هذه الصحوة إن هي عادت بالفعل وليست مؤقتة أو «طيشة بيبسي» فلماذا لم تعد إلا متأخرة ومتأخرة كثيراً بعد أن نزف الفريق العدد الهائل من النقاط وفقد منطقياً التنافس على بطولة الدوري والحفاظ عليه؟ أسئلة عدة لا يمكن تفسيرها أو تحليلها من قبل أي شخص حتى القريبين من البيت النصراوي واللاعبين والمدرب لأن التحول والواقع كان مفاجئاً وغير متوقع ولم يكن متدرجاً كما هي العادة.. وهنا نؤكد أن عودة النصر هي عودة الدوري لقوته وتوهجه وكذلك إثرائه، فالعالمي رقم صعب وصعب جداً في خارطة الكرة السعودية وكل ما نتأمله استمرار التميز والإبداع وألا تكون صحوة مؤقتة وخروج من غيبوبة والدخول في موت سريري جديد.
أجانب الأهلي وهم
يعتقد بعض الأهلاويين والكثير منهم أن لاعبي فريقهم الأجانب والمحترفين نقطه التغير والتميز ولكن لقاء الفرقة الأهلاوية مع الهلال الأحد الماضي وتغلبه على الهلال على أرضه وبين جماهيره يؤكد أن لاعبيهم الأجانب (وهم) فقط، فقد غاب الهداف الأميز اللاعب السوري عمر السومة وغاب المحترف الأجنبي الآخر اليوناني فيتفا، ومع ذلك فاز الفريق على الهلال الأفضل بين فرق الدوري من جميع النواحي، وما يميز القلعة الخضراء دائما الإبداع والتميز أمام الفرق الكبيرة بكل أحواله، ومهما وصلت معاناته من نقص أو ظروف أخرى إلا انه سرعان ما يتهاوى ويضعف أمام الفرق الضعيفة ومتوسطه المستوى ويسجل عدداً كبيراً من التعادلات وينزف من خلالها عدداً كبيراً من النقاط وتتلاشى حظوظه في البطولة الأهم التي طال غيابها، وهذا أمر إن لم يدركه الأهلاويون جميعهم من لاعبين وإداريين وفنيين فإن معاناة الفريق ستستمر وتطول ويذهب الحلم الذي ينتظره المدرج الأهلاوي في كل موسم.
نقاط للتأمل:
- حضر الفريق النصراوي بصفة لافتة وغير متوقعة أمام الاتحاد ولكن غاب جمهوره، وهذا لم يكن متوقعاً إطلاقاً فتصوروا جماهير الاتحاد فاق عددها عدد جمهور النصر والمباراة على أرضه نعم إنها أزمة ثقة لن تعود بسهولة.
- أتمنى ألا يغفل أو ينسي الفوز النصراوي الأخير القائمين على الفريق وخاصة المدرب ما يشهده خط الظهر من مشاكل وضعف إمكانيات لاعبيه وكبر سنهم وضعف الأطراف في تغطية المرمى وهذه أم المصائب في الفرقة الصفراء.
- أبدع الثنائي الجبرين وشايع شراحيلي وقاما بدورهما وقتاليتهما فعاد خط وسط النصر والجبرين خاصة قام بدوره الدفاعي والهجومي وكان العلامة الفارقة في الفريق، وأتصور إن استمر على مستواه أن يكون من أبرز نجوم الموسم.
-غاب النجم المتجدد احمد الفريدي ما يقارب من ثمانية أشهر أو أكثر وعاد مثيراً ومميزاً وسجل هدف التعزيز للفريق الأصفر أمام فريقه السابق الاتحاد في أول دقيقة من نزوله، وهذا سيكون أكبر دافع لعودة قوية متوقعة لنجم يجب أن يكون موجودا ليمتع ويستمتع.
- ليس مهما ألا تخسر ولكن الأهم أن تحصد أكبر عدد من النقاط ففريق الأهلي لم يخسر من الموسم الماضي وخلال 45 مباراة خاضها الفريق في الدوري ولكن بدون بطولة واليوم يتصدر الهلال دوري جميل وهو خسر لقاءين والمرشح الأكبر للحصول على البطولة فهل يدرك الأهلاويون أن الخسارة ليست عائقاً لتحقيق البطولة.
- ضربة الجزاء الخيالية التي تأتي فقط في الأحلام هي تلك الذي احتسبت للأهلي أمام الرائد وسجل منها السومة هدفه الأول فإذا كان الحكم لم يوفق في تقديره فهذا أمر عادي ولكن أن يحدث العكس فهذا ما لا يتقبله الأهلاويون دائما ويعتقدون أن الكل يقف ضدهم!!
- إذا ما خسر الفريق الشبابي في لقائه القادم أمام النصر وهذا متوقع عطفا على المستوى الباهت فإنه سيسجل الخسارة الخامسة على التوالي، وهنا يؤكد ما قاله الحارس الشبابي العويس بأن الشباب أصبح مسخرة للفرق الأخرى وأعتقد أن الأزمة المالية قد ألقت بظلالها على ليث العاصمة وهذا واضح جداً.
- غاب الدوسري والعابد عن لقاء الهلال الأخير أمام هجر وفاز الهلال بخماسية ومستوى عال ومتميز فهل ستستمر الجماهير الهلالية بشعورها نحو الدوسري وتردد مقولتها (حس فينا يا سالم) وهنا يجب على الجماهير عدم إعطاء اللاعب اكبر من حجمه فنسيانه وتجاهله قد يعيده إلى التوهج أو إبعاده لصالح لاعب آخر.
خاتمة:
نفوسنا من عزها ما هي جياع وبغير فعل (الطايلة)
ما رضينا إليا اشترينا نشتري طيب الاطباع
وعلى كثر ما نشتري ماكتفينا!!
- وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة)
ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.