عثمان أبوبكر مالي
أكثر من مرة كتبت مطالباً، متعجباً، متسائلاً: لماذا رياضتنا لا تحتضن كثيراً من (التجارب الناجحة)؟.. لماذا لا تتمسك بها في مسيرتها وحراكها المتنامي، خاصة ما يتعلق بكرة القدم وفيما هو خارج المستطيل الأخضر الذي كثر خروجنا منه بشكل سلبي؟! الأمثلة كثيرة على هذا القول، وفي أوضاع مختلفة، وعلى مستوى كل الأصعدة.. في الأندية، وفي اللجان، وفي اتحاد الكرة برمته.. وإليكم آخرها:
في الموسم الرياضي الماضي قدم لنا الاتحاد السعودي لكرة القدم (تجربة)، أعتبرها ناجحة جداً، هي (جائزة الكرة الذهبية) التي نُظّمت لأول مرة برعاية شركة (نجوم الملاعب) الرياضية. وكانت الجائزة عملاً كروياً جميلاً، شهدنا فيه سباقاً مثيراً طوال الدوري، أضفى على المسابقة حماساً فردياً بين اللاعبين في فروعها المتعلقة بهم، وحراكاً إعلامياً وجماهيرياً كبيرين حتى لحظة التتويج الجميل والمبدع في الحفل الختامي، الذي كان ختام الجائزة، وختام موسم اتحاد كرة القدم..
كانت كل المؤشرات توحي بأن الجائزة ستستمر وتكبر في الموسم التالي (الموسم الحالي)، وتصبح أكثر بهاء وإقناعاً وقبولاً، وتزداد فروعها الستة الخاصة، خاصة أن مقترحات عديدة طُرحت بهذا الشأن، ووعوداً قُدمت بتلافي الأخطاء، والاستفادة من الملاحظات، وتطوير كل ما يتعلق بها، غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث، بل العكس؛ توقفت تماماً، ولم يعد لها ذكر.. فما هي الأسباب؟
ما أعرفه أن الجائزة في عامها الأول لم تكلف اتحاد الكرة (مليماً واحداً)؛ إذ تكفلت بها الشركة الراعية (نجوم الملاعب) من الألف إلى الياء، لكنها لم تتحمس؛ بل إنها فضلت التوقف وعدم الاستمرار في (مشروعها)؛ لأن اتحاد الكرة لم (يلتزم) بكلمة (المسؤولية) معها رغم أن الجائزة أُقيمت في إطار (المسؤولية الاجتماعية)، وبإشراف مباشر من لجنتها الموقرة. وكان خطأ الشركة الكبير أنها لم توقّع عقداً رسمياً مع اللجنة أو الاتحاد؛ وبالتالي لم تحصل على حقوقها، ولا تملك حق استمرارها راعية عاماً آخر، وليس لديها ضمانات الحصول على حقوقها السابقة واللاحقة؛ وهذا ما جعل مسؤوليها يشعرون وكأنهم (خدعوا) من اللجنة. هذا وهي لجنة المسؤولية الاجتماعية(!!).
كلام مشفر
· كان الهدف من الجائزة (تطوير رياضة كرة القدم، والارتقاء بأداء اللاعب السعودي، والرفع من مستواه، ومكافأة المتميزين في الدوري بأعلى وسام رياضي في السعودية، وبث روح الحماس والتنافس الشريف بين الرياضيين).. كل هذا وتوقفت!
· والجائزة في نظر رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية والبيئة ورئيس لجنتها العليا الدكتور عبدالرزاق أبوداوود: (أداة للتطوير، وقاطرة للسعي نحو الأفضل بالنسبة للاعب كرة القدم؛ لتبقى في ذاكرته عقب نهاية مشواره مع الكرة). لماذا تتوقف إذن؟!
· وإذا كانت الشركة الراعية لم تحصل على أي حقوق من اتحاد الكرة فإن ما وصلني أنها هي أيضاً لم تصرف الحقوق المالية (للرياضيين) الذين عملوا معها، والخبرات التي تعاونت وكان لها الدور الأكبر في نجاح الجائزة.. فما هو ذنبهم؟
· يوم الأحد القادم تبدأ فترة التسجيل الثانية للاعبين المحترفين المحليين والأجانب. الفرصة ستكون سانحة لكل فرق المسابقة للاستفادة منها لتقوية ودعم صفوفها في (ميركاتو الشتاء) باحتياجاتها من لاعبي المراكز وفقاً لرغباتها وطموحاتها، وإمكانياتها (ميزانياتها) المادية.
· الأنظار تتجه بشكل أكبر للتحركات الاتحادية في هذا الشأن. والاتحاد أحوج الكبار إلى إحضار لاعبين أجانب يغيّرون واقع الفريق، ويرفعون مستواه؛ ليكون قادراً على مقارعة الكبار، بعد أن فشل في الفترة الأولى في إحضار لاعبين في مستوى تطلعات جماهيره العريضة الوفية.
· النظرة أيضاً ستكون حول مدى استفادة الإدارة في معالجة أخطاء الصيف، وتلافي فشل الصفقات، خاصة أن النادي لديه أسماء جاهزة وقّع معها، يستطيع الاستفادة منها في دعم صفوفه، أو عرض عقودها للبيع والاستفادة من مبالغها في صفقات جديدة وكبيرة.
· المهم تلافي كل السلبيات وادعاءات أسباب فشل صفقات الصيف التي لا مجال لتكرارها مثل صفقة (الأرجنتيني موراليز) وما قيل عن رفض عائلته في آخر لحظة، أو صفقة (بوصوفه) و(تعطل السيستم) آخر الوقت، مع إمكانية إعادة قيد (الفنزويلي بوهاندري) الذي قيل إن عقده رفع للاستثمار.. لكن المخيف أننا ونحن على بُعد أربعة أيام فقط من فترة التسجيل لم نسمع هذه المرة كالمعتاد (وعوداً) عن تعاقدات أو أسماء مقترحة، ولم نشاهد صوراً(!!).
· بدأ أمس مدرب الفريق الاتحادي (العائد) السيد بيتوركا عمله مع فريقه الجديد القديم، مع اقتراب الدوري من منتصفه. عودة بيتي لن تفيد أو تضيف للفريق شيئاً إذا استمرت (الفوضى الخلاقة) القائمة حالياً في العمل الإداري داخل النادي برمته.