د. عبدالعزيز الجار الله
إذا عدنا لتصريح وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير يوم الخميس الماضي في لندن اثناء المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كير نجد أن الوزير عادل الجبير أشار إلى جملة من التحديات تواجهها المنطقة :اليمن، وسورية، والإرهاب، والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة.
تصريح الوزير الجبير يلخص تحديات المملكة والخليج وتحديات العالم العربي وهي وأن كانت تحديات سياسية دولية فهي في عمقها تحديات اجتماعية داخلية، وهي أيضا ملفات وطنية قديمة مؤجلة تم ترحيلها ومعالجات بعضها فرادا حتى (تكومت)على الطاولة السياسية والداخلية كزمة واحدة، كنا قبل (5) جمادى الثانية 1436 هـ/ 26-3-2015م، حرب اليمن -عاصفة الحزم - في ضباب وغموض لو نجحت مخططات إيران لكنا في تيه لا يعلم مداه إلا الله، لكن لطف الله رب العالمين ثم وعي القيادة التي عاجلتهم في عاصفة الحزم لتطفئ نار الطامعين، هذه القضايا الأربع التي ذكرها الوزير الجبير هي قضايا محورية خارجية وداخلية:
اليمن.
سورية.
الإرهاب.
إيران.
فالنظر لهذه القضايا من منظور دولي بحت غير كاف فهي بالأساس قضايا داخلية تمس الشأن الداخلي, فقد كانت فيما مضى قضايا حساسة كون هذه الدول دول الجوار تعد صديقة لكن مع التطورات الحالية تغيرت المعايير ورؤية الزاوية والمعالجات فدول الخليج قد تحللت تماما من الروابط والمحاذير السابقة التي تحد من التحرك والإجراءات.
أولاً: اليمن هي البوابة الجنوبية الغربية للجزيرة العربية فهي على منافذ شرقي أفريقيا اليابسة وكذلك على الواجهات البحرية، وهي بوابتنا الجنوبية للقارة الأفريقية، لو لا سمح الله انهارت كدولة فأنها ستكون المرر الذي يجر المشكلات بكل أبعادها من دول واقعة خلف اليمن: ارتيريا، جيبوتي الصومال، إثيوبيا، كينيا، تنزانيا. وانعكاس مشكلات أفريقيا السكانية والاقتصادية والسياسية.
ثانياً: إيران الجار الذي لاتأمنه ولا يمكن الوثوق به، يعمل طوال تاريخه على التدخل في الشأن الداخلي لدول غرب الخليج العربي، وقد بنى سياسته الخارجية على التدخلات في قضايا الداخل الخليجي، فهو قبل أن يكون خصما سياسيا فأنه خصم الداخل لأنه مازال - الجار إيران - يعتقد أن له وصاية على دول حوض الخليج العربي، لذا لابد أن يفهم الجار إيران ويفهم البعض في الداخل الخليجي أن الوصول إلى بعض الغايات لا يمر عبر إيران، كما لابد أن تدرك دولة إيران بان من بالداخل لا يمكن تحويلهم إلى جسور واجساد عارية للعبور.
ثالثاً: الإرهاب، وأد ناره وبؤره في الداخل هو الأساس قبل أن يستوطن ثم لا يغادر، الأولوية لإخماد جذوات الارهاب في الداخل مهما كان ثمنه.
رابعا : سورية الأسد لم تكن يوما من الأيام الجار الصديق كانت ومازالت تصدر لنا المخدرات والمقاتلين والمتطرفين ومعسكرات تدريب وعملاء حزب الله، عاشت على إيذائنا وابتزازنا كونها من دول المواجهة لإسرائيل.